استحق الحكم الدولي مرعي عواجي الثقة بقيادة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بين الشباب والاتحاد الذي انتهى بفوز الأخير 4-2، وأثبت للرياضيين أن الحكم السعودي جدير بأن يُدعم من قبلهم والمسؤولين وأن يعود للواجهة من خلال قيادة المباريات النهائية بعد أن غاب عنها طوال الاعوام العشر الماضية، ليقود المواجهة إلى بر الأمان، خصوصاً إذا ما علمنا أن مقياس الحكم المميز لدى الرياضي الواعي هو أن يكون أقلهم أخطاء. رياضيون كُثر عارضوا قرار اتحاد القدم بعدم الاستعانة بالحكم السعودي في مباريات كأس خادم الحرمين الشريفين إلا أن المسؤولين كانت ثقتهم في حكامنا أكبر من ذلك إذ تصدوا للمحاولات التي سعت إلى تغييب الحكم السعودي ووقفوا أمامها بهدف إعادة الثقة لحكامنا السعوديين الذين أثبتوا غير مرة تميزهم في الاستحقاقات الخليجية والعربية والقارية والعالمية. لجنة الحكام أحسنت صنعاً عندما كلفت عواجي بإدارة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال كونه الحكم الأبرز طوال الموسم الماضي كما أنه الأكثر تحكيماً لمباريات الدوري بواقع 16 مباراة، ويعتبر تكليف مرعي بنهائي كأس الأبطال مكافأة من المسؤولين له على تميزه وتألقه اللافت إذ أجمع النقاد والمحللون الرياضيون على أنه كان من نجوم الموسم قياساً على مستوياته وإمكانياته وكفاءته في المباريات التي أدارها في دوري "زين" السعودي للمحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال ومسابقة كأس ولي العهد، وهذا سيكون مشجعاً للحكام السعوديين الذين بدأوا بفرض أنفسهم حتى أن إدارات الأندية باتت لا تستعين بالحكم الأجنبي بالشكل الذي كانت عليه قبل مواسم عدة، ولغة الأرقام تؤكد بأن الحكم السعودي حظي في الموسم المنصرم بثقة المسؤولين أكثر من أي موسم آخر، فالحكم الأجنبي لم يحضر للملاعب السعودية خلال مباريات الدوري إلا في تسع مباريات فقط، في المقابل استعانت الفرق بالأجنبي في موسم 2011م في 13 مباراة دورية، وفي موسم 2010م حضر في 17 مباراة، وفي الموسم الذي سبقه تواجد في 30 مباراة من مباريات دوري "زين". هذه الإحصائية تثبت بما لايدع مجالاً للشك بأن أسهم الحكام السعوديين ارتفعت عن قبل وأن وجود الحكم الأجنبي أضحى لا يشكل أهمية قصوى لدى مسؤولي الأندية لثقتهم في الحكم السعودي من جهة ولإيمانهم التام بأن الحكم الأجنبي ليس معصوماً من الخطأ ويخطىء مثلما يفعل السعودي، ووجود الحكم السعودي في مباراة نهائية محلية وفي المباريات المصيرية سيضع حملًا ثقيلًا على الحكام السعوديين خلال الفترة المقبلة كونهم أمام اختبار صعب للمحافظة على القمة التي وصلوا إليها مع نهاية الموسم المنصرم، وستتجه الأنظار نحوهم في الموسم المقبل إذ سيكون مخيراً بين أن يحافظ على السمعة الرائعة التي أنهى بها عواجي الموسم الماضي ويكمل تلك المسيرة ويكسب مزيداً من الأصوات المؤيدة لتواجده في المباريات المصيرية أو أن يعيد التحكيم السعودي إلى نقطة الصفر ويمنح الأصوات المعارضة فرصة ذهبية لممارسة النقد اللاذع والمطالبة بإبعاده عن النهائيات والمباريات المهمة مثلما حدث في بداية الموسم الماضي عندما وقع عدد كبير من الحكام في أخطاء كوارثية أضرت بالفرق وغيرت في نتائج المباريات وأثارت الإعلام ضدهم ورئيس لجنتهم عمر المهنا. بقي أن نشيد بكل من أيد قرار وجود مرعي وطاقمه المساعد في نهائي كأس الأبطال ودعم القرار ووقف مع الطاقم المحلي قبل المباراة وسعى إلى تهيئته لقيادة المباراة من خلال وسائل الإعلام، والإشادة موصولة لأولئك الذين أعطوه ورفاقه حقهم من المديح بعد نجاحهم في قيادة المباراة النهائية ومناداتهم بأن يواصل اتحاد القدم منح ثقته للحكام السعوديين في الفترة المقبلة شريطة تطويرهم وتلافي الاخطاء المؤثرة.