شهد الموسم المنصرم للدوري السعودي تتويج ثلاثة مدربين أنفسهم في أول بطولة لهم طيلة مسيرتهم التدريبية والبداية كانت مع بطل كأس ولي العهد الكرواتي مدرب الهلال زلاتكو دالاتش وهو من مواليد شهر أكتوبر 1966م في مدينة يقنو غرب دولة البوسنة والهرسك بالقرب من حدود وطنه كرواتيا والتي اختار العودة لها لاعبا مع نادي هايدوك سبليت الكرواتي، بعد ذلك اختار الرحيل لنادي فرازدين الكرواتي ثم ترك الفريق عام 2000م، وبعد عامين عاد من جديد للفريق مساعداً لبلازيفيتش ايضا واستمر بالعمل لمدة ثلاثة اعوام مساعدا لمدرب قبل أن يخلف بلازيفيتش في التدريب عام 2005م، ونجح في الوصول مع الفريق إلى المركز الثالث والوصول إلى نهائي الكأس إلا أنه خسر، وآثر بعد ذلك الرحيل عن الفريق ليحصل على شهادة تدريب معتمدة من الاتحاد الأوروبي وينضم مساعدا لمدرب منتخب كرواتيا (21 عاما) وفي صيف 2007م استلم زلاتكو تدريب ريجكا الكرواتي واستطاع أن يصل به إلى المركز الرابع بالدوري بعدما شكل فريقاً قوياً لا يستهان به ولم يخسر إلا ثماني مباريات أقل مما خسره أصحاب المركزين الثاني والثالث، ليلمع بذلك نجم زلاتكو تدريبياً ويصبح مطلباً لعدد من الفرق الكرواتية قبل ان يختار العمل مدرباً لمنتخب كرواتيا الأولمبي الذي استطاع أن يحقق معه نتائج جيدة من دون أن يصل إلى بطولة أمم أوروبا (21 عاما)، بعد ذلك خاض تجربة جديدة مع كوبريفنيكا الكرواتي لمدة عام واحد بعدها تلقى عرضاً رسمياً من الفيصلي بحرمة، حينها فضل المدرب الكرواتي الشاب خوض تجربته الاحترافية الأولى مدربا وعلى الرغم من كونه مدرباً مغموراً إلا أنه استطاع تحقيق نجاحات كبيرة مع الفريق ليحقق زلاتكو لقب أفضل مدرب في استفتاءات عدة كان أحدها استفتاء "الرياض" السنوي حينما حصل على 84 صوتاً منفرداً عن الآخرين. وعطفا على النجاحات التي حققها زلاتكو مع الفيصلي كان من المتوقع أن ينتقل لتدريب فريق آخر في دوري "زين" إلا أن خطوة زلاتكو بالانتقال لتدريب الهلال الأولمبي كانت مفاجأة للشارع الرياضي، وبعد شهور عدة من وجوده مدرباً لأولمبي الهلال نافس فيها على صدارة الدوري وتصدر في عدد من الجولات أعلنت إدارة الهلال تعيينه مدرباً للفريق الأول خلفاً للفرنسي المقال كومبواريه، وفي أول لقاء له أمام ناديه السابق الفيصلي واستطاع تجاوزه والوصول إلى نهائي كأس ولي العهد كثاني نهائي، ونجح في الاختبار الصعب عندما توج الهلال بطلاً لكأس ولي العهد على حساب النصر بركلات الترجيح ليسجل البطولة الأولى له في مسيرته التدريبية. المدرب التونسي فتحي الجبال سجل نفسه ثاني المدربين المتوجين في بطولتهم الأولى بتحقيقه إنجازاً كبيراً يتمثل في تتويج الفتح بلقب الدوري السعودي للمرة الأولى في تأريخ النادي والمرة الأولى في تأريخ المدرب التونسي الذي ولد في قرقنة التونسية التابعة لمدينة الصفاقص في شهر فبراير عام 1963م ونشأ الجبال مغرماً بكرة القدم إلا أن غرامه وعشقه للكرة توقف سريعاً مع محيط قرقنة التونسي بسبب حرصه على إكمال دراسته، وأغمض عيناً عن شغف الكرة وترك عينه الأخرى على دراسته لحين انتقاله إلى مدينة الصفاقس إذ رغب أن يكمل دراسته الثانوية وهناك فتح الجبال عينه الأخرى وعاد مجدداً لكرة القدم من خلال حصوله على رخصة تدريب رسمية عام 1999م ورأى فيه التونسي الخبير الدكتور بلحسن مالوش خير من يساعده في مهمته التدريبية واصطحبه في سدوس للعمل مساعدا له ذلك قرر التونسي الشاب أن يخوض تجربة التدريب عندما خلف مواطنه مالوش في سدوس ليحقق نتائج مميزة مع الفريق قبل أن يعتذر عن الاستمرار لظروفه العائلية آنذاك مغادرا الملاعب السعودية لكنه عاد سريعاً عبر بوابة النجمة، بعد ذلك خاض تجربة جديدة مع الشعلة ثم عاد إلى القصيم وخاض تجربة جديدة مع الحزم ليحمل حقائبه ويغادر إلى جنوب غرب السعودية قبل ان يحط رحاله في نجران ونجح في تصدر دوري الدرجة الأولى ووصل بالفريق إلى دور ال 16 من كأس ولي العهد قبل أن يغادرها بخسارة ثقيلة من الاتحاد بنتيجة 1-صفر لم يستحمل معها مسؤولو نجران الضغوطات الجماهيرية والشرفية ليعلنوا إقالة التونسي الطموح فتحي الجبال قبل جولات من تحقيق حلم الصعود للنادي النجراني إلا التونسي الشاب رفض أن يرفع الراية البيضاء ويعلن الاستسلام ليرحل إلى شرق السعودية ويحط رحاله في هجر في تجربة لم تستمر طويلاً ليرحل بعدها إلى تدريب الفتح وهناك كشر الجبال عن أنيابه بحثاً عن منجز جديد يسجل له في الكرة السعودية واستطاع قيادة الفتح إلى الدوري الممتاز للمرة الأولى في تأريخه بعدما نجح في إبقاء الفريق في دوري الأضواء لأربعة اعوام ومعها ارتفع سقف الطموحات ل"أبناء المبرز" لينجح معهم التونسي الذي ينبذ اليأس ولا يعترف بالإحباط من تحقيق لقب الدوري للمرة الأولى في تأريخ النادي الحساوي محققاً بذلك إنجازاً فشلت غالبية الأندية الكبرى من تحقيقه ويسجل البطولة الأولى لنفسه مدرباً. زلاتكو قدم مدرباً لأولمبي الهلال وفجأة وجد نفسه يصعد لمنصة التتويج المدرب الأسباني الأنيق بينات سانجوس اضاف نفسه ثالث مدرب يحقق لقبه الأول في عالم التدريب من خلال الكرة السعودية على الرغم من انه لم يكمل عامه الأربعين ولا يملك سيرة تدريبية عظيمة إذ اقتصر عمله في أسبانيا مساعد مدرب أو مدرباً لفئات سنية كذلك كان الحال في بداياته مع الاتحاد الذي احضره مدربا للفريق الأولمبي بناءً على توصية مواطنه كانيدا مدرب الفريق الأول آنذاك الذي لم يعلم أن بينات هو من سيخلفه في تدريب الاتحاد وتحقيق كأس يروي عطش الجماهير وعلى الرغم أن بداياته مع الفريق صاحبها عدد من المشاكل الإدارية والمادية إلا أن ذلك لم يحبط عزيمة الأسباني المغمور في تجاوز التحدي والصعاب وساهم في صناعة فريق شاب هزم به بطل كأس ولي العهد ووصيف الدوري الهلال وعقبها أخرج بطل الدوري السعودي الفتح وأخيراً اختتمها بهزيمة صاحب المركز الثالث الشباب ليرفع كأس الملك ليؤهل فريقه إلى دوري أبطال آسيا على حساب النصر صاحب المركز الرابع اضافة الى الفوز على أصحاب المراكز الأربعة في الدوري السعودي، وبالتالي حمل البطولة الأولى له في مسيرته التدريبية الناشئة ماساهم في تجديد عقده من جانب الإدارة الاتحادية لثلاثة اعوام. الجبال تفوق على كل المدربين وحقق مع الفتح بطولة الدوري