نقش المدرب التونسي فتحي الجبال اسمه في ذاكرة التاريخ، وكتبه بمداد من ذهب في السجل الذهبي لمسابقة الدوري السعودي، ودخل قلوب الجماهير السعودية عامة وجماهير النموذجي على وجه الخصوص من أوسع الأبواب، بعد أن قاد فريقه الفتح للفوز بلقب دوري زين السعودي للمحترفين للمرة الأولى في تاريخه بكل جدارة واستحقاق. فالمدرب التونسي المولود في جزيرة قرقنة التابعة لمدينة صفاقس التونسية عام 1963 فرض نفسه على الجميع وكسب احترامهم بعد أن حقق ما عجز عنه بقية المدربين العرب ( غير السعوديين ) الذين قدِموا في فترات سابقة للإشراف على الأندية السعودية. فالمدرب الذي أطلق عليه الغالبية لقب ( السير ) فتح الجبال نظرا للفترة الطويلة التي قضاها مع فريقه الحالي الفتح، لم يبرز كلاعب بسبب انشغاله بدراسته ومن ثم إتمام الدراسات العليا في المجال الرياضي التي توجها بالحصول على دبلوم إجازة في مجال كرة القدم قبل أن يتجه لعالم التدريب في السعودية عام 1999 عندما عمل مساعدا لمواطنه بلحسن مالوش مدرب فريق سدوس آنذاك ثم بعد ذلك تولى تدريب فريق النجمة عام 2002 ثم فريق الحزم عام 2003 قبل العودة مجددا لتدريب سدوس، ثم نجران الذي صعد معه لدوري الأضواء والشهرة قبل نهاية الدوري بأربع جولات، وفي عام 2007 عاد المدرب لبلاده ولن البقاء هناك لم يدم طويلا، حيث قدم منتصف نفس العام لتولي تدريب فريق الفتح ويصعد معه عام 2008 للدوري الممتاز، ويستمر معه خلال السنوات الفارطة حتى قاده هذا العام لتحقيق 19 انتصار مقابل خسارة واحدة منح من خلالها لقب دوري زين للمحترفين لفريقه، وهذا الإنجاز الذي تحقق لم يكن محض الصدفة أو ضربة حظ وإنما نتيجة عمل فني منظم مدعّم بالطموح والرغبة في تحقيق إنجاز يسجل له ولفريقه ويرفع من خلاله اسمه في المجال التدريبي رغم إمكانات فريقه المادية والعناصرية التي لا تقارن بالأندية الكبيرة، ونتيجة العمل الفني الكبير والجهد المبذول الذي قام به المدرب ورفع من أسهمه، اتجهت بوصلة العديد من الأندية الخليجية صوبه، حيث تتسابق لخطب وده، فالكل يتطلع للتعاقد معه والاستفادة من إمكاناته الكبيرة رغم تأكيداته بالرغبة في البقاء مع فريقه البطل.