تبدأ اليوم السبت مراسم احتفال الملحقية السعودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية بتخريج (7500) طالباً وطالبة من الجامعات الأمريكية -في ضاحية ناشيونال هاربر بولاية ميرلاند (منطقة واشنطن دي سي)-، برعاية وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، وحضور سفير خادم الحرمين في واشنطن الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، وكبار المسؤولين، وأولياء أمور الخريجين، وذلك في قفزة تاريخية غير مسبوقة كماً ونوعاً منذ بدء برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث. د. العيسى: مشاكل المبتعثين لا تتجاوز (1%) معظمها في قانون الهجرة والمشاكل الزوجية براءات اختراع وقدّم "د.محمد بن عبدالله العيسى" -الملحق الثقافي في الولاياتالمتحدةالأمريكية - التهنئة إلى خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بتخرج هذا العدد الكبير الذي نهل العلم والمعارف من الجامعات الأمريكية؛ ليعود للانخراط في عجلة التنمية والرقي بالوطن، لافتاً إلى أنّ الطلبة السعوديين يحققون منجزات أكاديمية وعلمية، وحصلوا على براءات اختراع في جامعات عريقة ومهمة، حيث وصلنا أخيراً لما يزيد على (200) اختراع. ترجمة الطموحات وقال "د.العيسى": "مشروع الابتعاث تحول إلى منتج وطني كبير تصب مخرجاته لصالح الإنسان أولاً تأهيلاً واستثماراً، إلى جانب مؤسسات الوطن عملاً ومسؤولية، الحصاد الحقيقي للمشروع سوف تظهر حسناته في المستقبل القريب، وتحديداً حينما يكون الشباب من الجنسين هما من يعملان معاً لترجمة الطموحات والأمنيات إلى واقع يصنع الفارق لصالح الوطن في جميع المجالات"، موضحاً أنّ الجميع شركاء في دعم هذا المشروع الذي لا يخلو منزل في المملكة من وجود ابن أو بنت أو قريب ضمن قائمته، لافتاً إلى أنّ حلم الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله- يتحقق واقعاً ملموساً حينما يستثمر في أبنائه وبناته لصالح الوطن حاضراً ومستقبلاً. اقتصاد المعرفة وأضاف "د.العيسى" أنّ المسؤولية تتضاعف عاماً بعد آخر، وتحديداً مع تمديد الابتعاث لخمس سنوات مقبلة، وهو ما يؤكد عزم الملك عبدالله على بناء جيل مسلح بالعلم، والخبرة؛ لبناء اقتصاد المعرفة، وتحسين مستوى المخرجات، ودفع عجلة التقدم والازدهار على أساس تنمية الإنسان أولاً، مبيّناً أنّ الملحقية الثقافية في أمريكا هي الأكبر على مستوى العالم، حيث تشرف على أكثر من (103.000) مبتعث ومبتعثة مع مرافقيهم، وهو عدد كبير وضخم، ويحتم عليهم مسؤولية كبيرة في المتابعة، وتنسيق الجهود. متعب العباس مع عميد الكلية مشكلة الهجرة وأشار "د.العيسى" إلى أنّ توزيع المشرفين على الدارسين من الجنسين تبعاً للولايات الأمريكية قد سهّل كثيراً من مهمة العمل، إلى جانب التواصل الالكتروني مع المبتعثين، والأندية الطلابية، لافتاً إلى أنّ الملك عبدالله لم يبخل على أبنائه وبناته في تقديم المكافآت وحوافز التشجيع، موضحاً أنّ مشاكل المبتعثين في الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تتجاوز (1%)، ويأتي في مقدمتها مشكلة الهجرة، وتحديداً التنقل للدراسة من ولاية لأخرى من دون إذن السلطات رسمياً، إلى جانب المشاكل الأسرية بين المبتعثين المتزوجين، حيث تم تخصيص فريق نفسي واجتماعي لاحتواء تلك المشاكل، خاصة حينما تكون الزوجة هي المبتعثة والزوج مرافقاً. خط أحمر ولفت "د.العيسى" إلى أنّهم يطبقون النظام ولكن يتمسكون بروحه أحياناً؛ لمعالجة بعض المشاكل، خاصةً حينما يترتب عليها عودة المبتعث إلى المملكة وهو لم يكمل تحقيق هدفه، مؤكّداً على أنّ من يسيء إلى دينه، ووطنه، وذاته يتم ترحيله فوراً، واصفاً ذلك ب"الخط الأحمر" الذي لا نقاش فيه، موضحاً أنّ ما يُنشر في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي عن حالات سلبية لبعض المبتعثين؛ هي حالات محدودة جداً، ولا تعبّر عن المجموع الواعي المتسلح بالعلم والأخلاق معاً، داعياً إلى توخي الدقة في النشر، والتضحية بالسبق الصحفي في سبيل التأكد من المعلومات قبل نشرها؛ منعاً للإساءة للأشخاص، وبرنامج الابتعاث. وعبر عددٌ من خريجي الدفعة السادسة من برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي في أمريكا عن مشاعر الفرحة والبهجة التي تساورهم في هذه اللحظات من العام بعد سنوات طويلة من الكفاح والغربة بحثا عن أعلى الشهادات العلمية التي تمكنهم من العودة لخدمة الوطن، مثمنين حرص الملك عبدالله على الاستثمار في الإنسان، وتأهيله، وتوطين الوظائف نوعياً لسد احتياجات سوق العمل. فيصل الدوسري فرصة قيّمة وذكر "حسين آل مقبول" -خريج جامعة ديبول بدرجة الماجستير- أنّ مشاعره في هذه اللحظات لا تعبر عنها الكلمات، بعد سنوات طويلة من الغربة قضاها منذ عام 2005م ليحصل على درجة البكالوريس ومن ثم درجة الماجستير، مؤكّداً على أنّ الابتعاث فرصة قيّمة جداً أتاحت له المجال التعليم والإفادة من مناهل العلم في أمريكا، إضافةً إلى ماقدمته له على الصعيد الشخصي من خلال التجارب والتداخل الثقافي الذي عايشه بنفسه خلال هذه السنوات، مضيفاً أنّ الغربة والبعد عن الأهل مؤلمة ومؤثرة، إلاّ أنّ شعوره لا يوصف بعد تحقيق وأنجاز أهدافه. صناعة التنمية البشرية وأكّدت "فاطمة الجشي" -خريجة الماجستير في العلوم المالية- على أنّ السعادة بهذا الإنجاز لاتوصف، حيث إنّها لحظات تاريخية في مسيرة الإنسان، مضيفةً أنّ الفضل بعد الله يعود لبرنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي؛ كون استراتيجياته ركزت على الاستثمار في الفرد السعودي وصناعة التنمية البشرية، وهذا غير مستغرب على خادم الحرمين ونظرته الثاقبة في سبيل العلم باعتباره أول الطريق في سبيل صنع الحضارات. وأضافت أنّ هذه اللحظة في حياتها جاءت بعد سنوات مرت من العناء والتعب والظروف التي كانت مفصلية في حياتها، ولازالت تتذكر مرض والدتها والذي كاد أن يتسبب في إنهاء البعثة والعودة للوطن، ولكنها عقبات تحدٍ تجاوزتها بفضل الله ثم بمساعدة والدها والأهل، اللذين قدما كل الدعم في سبيل أن تبلغ هذا الحلم في حياتها من جامعة "جورج واشنطن" والتي تعتبر من الجامعات العريقة في أمريكا، حيث اكتملت بحضور عائلتها ومشاركتهم لها في حفل التخرج. حسين آل مقبول هدف مهم وبيّن "فيصل الدوسري" -خريج درجة الماجستير في تكنولوجيا المعلومات- أنّه بفضل الله ثم بفضل هذا البرنامج الناجح تحقق حلمه بحصوله على الماجستير من ولاية ميزوري، بعد أن قضى أجمل سنوات حياته في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لم تخلُ من الحنين، والألم، والفرح، والمشاعر الجميلة التي كانت نهايتها الوصول لهدف مهم في حياته. آمال وتطلعات وأوضح "بدر آل عتيق" -خريج درجة البكالوريس من جامعة بردو أنديانا في هندسة الكمبيوتر والبرمجيات- أنّ ما يقارب ست سنوات من عمره كانت مليئة بالأحداث واللحظات الجميلة والسيئة، حوت كثيراً من المشاعر في الغربة، معتبراً أنّها مصنع الحياة الحقيقي، والذي أفاد منه في الجانب الأكاديمي والشخصي، حيث كان لها تأثيرها في تغييره بشكل إيجابي مع ما واجهه خارج أسوار الوطن، مضيفاً: "حلم حياتي تحقق، وهذا إنجاز أبني عليه كثيراً من الآمال لتحقيق تطلعاتي الشخصية في المستقبل، بعد أن حظيت بهذه الفرصة للابتعاث للخارج، والإفادة من خلال مشاركاتي والحصول على عدد من الدورات العلمية في مجال تخصصي، حتى تكون داعماً لي في الحصول على وظيفة تناسب طموحاتي". منافسة عائلية وكشف الزميل "متعب العباس" - محرر في صحيفة الحياة - أنّ حصوله على درجة الماجستير في تخصص إدارة التسويق من جامعة تكساس الأمريكية؛ تزامن مع حصول زوجته "وجدان السكيني" على الدرجة نفسها في مجال إدارة الأعمال، مبيّناً أنّه سعيدٌ بهذه اللحظات المؤثرة في حياتهما العلمية، مؤكّداً على أنّ فترة الابتعاث لا تخلو من الصعوبة، خصوصاً بوجود أطفاله ودراسة زوجته معه، وعلى الرغم من ذلك إلاّ أنّ الحلم والرغبة في التعلم مكنتهما من تحدي الصعوبات والعقبات الدراسية والحياتية التي واجهتهما في الغربة، مبدياً فخره بوجود زوجته معه، حيث ساهم ذلك في صنع منافسة عائلية انتهت بالإصرار في الحصول على درجة الماجستير. جانب من احتفاء الملحقية بالخريجين العام الماضي