من يوم السابع من يونيو الحالي حتى اليوم لا تزال لمشاعر الفخر والفرحة بتخرج كوكبة متألقة من مبتعثينا بأعلى درجات التفوق والتميز من كبرى الجامعات الأمريكية مستمرة. واشنطنوالرياض شاركتا بعضهما بعضاً في أجمل وأروع يوم بالاحتفال بتخرج (539) مبتعثاً سعودياً بشهادات الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس بوصفها أول دفعة تتخرج في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وتأتي هذه الدفعة المتفوقة نتيجة اللقاء التاريخي في كروفورد بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي جورج بوش في 24أبريل 2005، اللقاء الذي اعاد الابتعاث للطلاب السعوديين مجدداً إلى الجامعات الأمريكية. اللقاء أكد متانة وعمق العلاقات بين البلدين الصديقين، المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية. هذه العلاقات قال عنها ل "الرياض" الدكتور جون انثوني رئيس مجلس العلاقات العربية - الأمريكية في واشنطن والذي ترأس أول وفد أمريكي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر يزور المملكة، قال ل "الرياض" "إن كثيراً من الدول تحسد المملكة على علاقاتها المتينة مع الولاياتالمتحدة وكثير من هذه الدول تتمنى أن تكون لها مثل هذه العلاقات مع الولاياتالمتحدة". كما رددت براعم الأكاديمية الإسلامية السعودية في واشنطن: "والله أبية يا سعودية" تفاعلت مشاعر المتخرجين في حفل واشنطن الذي اقامته للمرة الأولى الملحقية الثقافية في أحاديث ل "الرياض". فقد قالت الدكتورة إيمان محمد نسيم علي المتخرجة في تخصص طب الأعصاب من أشهر جامعة عالمية وهي جامعة هاردفارد: "أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على نظرته للمستقبل التي لا تجدها عند كثيرين. نظرة الملك عبدالله هي ما نحتاجها في المرحلة الراهنة فالمملكة مقارنة بغيرها دولة فتية ولكنها حولت نفسها في فترة قصيرة إلى دولة حولت الصحراء إلى ناطحات سحاب". الدكتورة إيمان التي تحدثت باسم زملائها وزميلاتها في حفل واشنطن قالت: "المملكة مرت بوثبات تنموية والآن المطلوب منا تطوير هذا الأساس كمتخرجين". الدكتورة إيمان قالت ل "الرياض": "أشكر والدي الكبير الملك عبدالله وأشكر أهلي، والدي ووالدتي، وأشكر زوجي الذي كان يتفهم لمواصلتي لتعليمي العالي، لولاهم جميعاً ما كنت وصلت إلى ما وصلت إليه". نايف بن عبدالله الحواس متخرج بكالوريوس قال ل "الرياض" في الاحتفال: "الفرحة الحقيقة بهذا التخرج ليست لنا وحدنا، بل الفرحة هي للملك عبدالله بن عبدالعزيز الراعي الأول لبرنامج الابتعاث الخارجي". نايف الحواس الذي ترأس أول مرة في تاريخ الابتعاث السعودي لجنة الشؤون الخارجية في جامعة أمريكية وهي جامعة ولاية كنساس، قال ل "الرياض" "الحفل منحنا الحماس لخدمة المملكة وأن نعود لنبرهن للمسؤولين أنه بعد سنوات الغربة والدراسة ها نحن نعود للمشاركة في بناء بلادنا". هذا النابغة نايف الحواس قال ل "الرياض" في ختام حديثه: "كل فقرات الحفل في التخرج في الجامعة لا تساوي شيئاً بالنسبة لفرحتي وأنا بين كل اخواني واخواتي السعوديين جميعنا كنا أهلاً في حفل الملحقية". المبتعث علي بن عبدالله القروص المتخرج بالمجاستر بتفوق في علوم الحاسب الآلي من جامعة شمال أيوا، وهو الرئيس الأخير لنادي الطلاب السعوديين بجامعة شمال أيوا، قال ل "الرياض" عن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي: إنني أفخر بأنه كان لي الشرف أن أكون ضمن الطلاب الذين احتواهم هذا البرنامج وبأن أكون من أول خريجي البرنامج. المبتعث علي القروص قال ل "الرياض" إنه قد تم هناك في واشنطن حفلان، حفل المبتعثين بما حققوه وحفل المسؤولين بما حققه هؤلاء المبتعثين. وأضاف: "أقدم جزيل الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على الدعم والرعاية التي قدموها للطلاب ولجميع المواطنين". وأضاف القروص موجهاً تصريحه إلى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد: "نشكركم ونقول لكم بأننا سوف نكون عند حسن ظنكم وسنعود لنشارك في نهضة مملكتنا الغالية لتكون من أفضل الدول المتقدمة بين دول العالم". الأستاذ خالد بن مساعد العنقري القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين نيابة عن معالي السفير الأستاذ عادل بن أحمد الجبير اختصر هذا التجمع الأسري السعودي في قاعة واحدة بالقول ل "الرياض": "إن هذا اجتماع البيت الواحد.. اجتماع الأهل في الغربة". ووسط هذه المشاعر الأسرية من المسؤولين والمبتعثين، قالت المتخرجة بدرجة الماجستير في نظم معلومات طبية، أمل نمنقناني، المتخرجة من جامعة بتسبرج بولاية بنسلفانيا، ل "الرياض": لقد كانت فرصة كبيرة لي أن أكون إحدى المتخرجات ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين وأن أكون إحدى المتخرجات فيه من الأوائل. أمل نمنقناني، المتفوقة السعودية بامتياز قالت: "أشعر بأن الحمل قد زاد علي الآن فكل ما تعلمته يوجب أن أعود به وأقدمه للمجتمع، وأقول للأب الكبير الملك عبدالله في هذه المناسبة شكراً فأنت أبونا كلنا، أنت أتحت لنا الفرصة لنثبت لك بأننا أولادك. متخرج متفوق هو حمد سعيد الغباري قال ل "الرياض": في غمرة فرحة الاحتفال في واشنطن "ألف شكر للوالد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولكل العاملين في وزارة التعليم العالي والملحقية". المتخرج الغباري بدرجة الماجستير في التجارة الالكترونية قال ان حفل الملحقية الثقافية بالمتخرجين كان مناسبة نعتز بها واسعدتنا كثيراً لكونها تؤكد مدى حرص المسؤولين في وزارة التعليم العالي وسفارة خادم الحرمين الشريفين والملحقية الثقافية بنا كمبتعثين ومشاركتهم فرحتنا. المبتعث المتخرج حمد سعيد الغباري قال حفل التكريم كان كبيراً وكافة المسؤولين يستحقون عليه الشكر. هناء عمر سالم عمر المتخرجة بدرجة الماجستير بامتيار في تخصص تقنيات التعليم من جامعة دوكلينسين في مدينة بتسبرج بولاية بنسلفانيا قالت ل "الرياض" حفل التخرج الذي أقامته الملحقية الثقافية كان رائعاً، الحمد لله إنني اكملت دراساتي العليا في أمريكا وتخرجت بمعدل مشرف وأشكر خادم الحرمين الشريفين بأنني حققت هذه الأمنية. هناء عمر الطالبة السعودية التي فقدت والدها في أول فصل دراسي لها في الولاياتالمتحدة، ثمنت احتفال الملحقية وكأنه تعويض فقد كان معها في الحفل اثنتان من اخواتها إلى جانب والدتها وصديقات سعوديات حضرن من مختلف الولاياتالأمريكية التي يدرسن فيها. من جانبه قال الدكتور خليل اليحيا أتمنى أن أكون مع زملائي الخريجين والخريجات أرقاماً مهمة في رصيد وطننا الغالي.. ولا يستطيع الإنسان أن يمنع فرحة هذا اليوم حين يحصد الإنسان ثمار جهوده وتحصيله العلمي.. ولحظات التخرج تبقى لحظات خاصة تختصر بفرح كل سنوات التعب والاجتهاد.. وفي نفس الوقت هذه اللحظات تشحذ همة الإنسان أكثر لأن يطرق مجالات العمل بهمة وحماس ليخدم الوطن ويغرس الأمل في الأجيال القادمة. وأضاف البعثة والغربة كانتا نقطة تحول كبيرة لي.. وكانتا سبباً مباشراً بحمد الله في تثقيف النفس وتطوير الذات والاستفادة من مختلف المدارس الفكرية والعلمية لتحقيق التنوع في الشخصية الأكاديمية بما يعود بالنفع على عمل الإنسان وعلى جهوده في تطوير وتنمية الحركة العلمية والأكاديمية للمملكة العربية السعودية. وأتقدم بهذه المناسبة ونيابة عن جميع زملائي الخريجين والخريجات بالشكر الجزيل لمقام الوالد خادم الحرمين الشريفين على الدعم الكبير الذي يلقاه نظام التعليم في المملكة وعلى الاهتمام به من مقامه الكريم ومقام ولي عهده الأمين.. وأهنئ مقام والدنا أيضاً على قطف أولى ثمار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي حيث نجزم إن شاء الله بتحقق المقصود من هذا البرنامج ليقوم شباب الوطن بالمساهمة الفعالة في التنمية البشرية لأرض الحرمين الشريفين.. كما أهنئ مقام سمو ولي العهد الأمين.. وكذلك أهنئ وزارة التعليم العالي وعلى رأسهم معالي الوزير على تكلل جهودهم في خدمة برنامج الابتعاث والتسهيل على جموع الطلاب والطالبات المبتعثين والمبتعثات.. ولا أنسى الدعم الكبير الذي تلقيناه من معالي السفير وسعادة الدكتور محمد العيسى الملحق الثقافي وجميع الزملاء في الملحقية الثقافية حتى تحقق لنا المقصود. من جانبه قال حسين بن محمد بن مهدي باصي طالب ماجستير في الهندسة الكهربائية أنه بعد المرور بشدة الفراق وظلمة الغربة عن الوطن الحبيب والمعيشة في قلب لغة الزمت الستنتنا بنطقها، عزمنا على الصبر والمثابرة والتسلح بالعلم وتمثيل مملكتنا الحبيبة خير تمثيل. فكان هذا الفضل بعد الله سبحانه وتعالى لوالدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - في جعل أقدامنا ثابتة على خطاه للحصول على المنزلة العلمية العالية والرفيعة. واختم قولي حديثاً عن حفل تكريم أول دفعة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي لعام 1428- 1429ه والذي قامت عليه عيون ساهرة وجهود واضحة جلية من الملحقية الثقافية بأمريكا. فقد رأينا كل ما يسر ويفرح القلوب ويبهج الصدور من تكريم وتقدير تعكس مدى حرصهم على خدمة أبناء وطنهم الغالي.