استيقظت بغداد صباح امس على فاجعة "مقهى دبي" في منطقة العامرية الذي استهدف مساء بعبوة ناسفة قتلت 27 شخصا واصابت نحو خمسين بجروح قبل يومين من انتخابات مجالس المحافظات في عموم العراق. وبعد ساعات من هذا الهجوم، قتل ثمانية اشخاص واصيب 27 بجروح في هجومين استهدفا مسجدا في بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) وحسينية في كركوك (240 كلم شمال بغداد). كما قتل جندي برصاص متظاهرين مناهضين للحكومة في كركوك ، واغتال مسلحون مجهولون موظفا في وزارة التعليم في حي العامل في غرب بغداد، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية وكالة فرانس برس. وتلقى اعمال العنف هذه مزيداً من الشكوك حول قدرة القوات الامنية على تأمين ثالث انتخابات لمجالس المحافظات منذ غزو العام 2003 ، وأول انتخابات منذ الانسحاب الاميركي نهاية العام 2011. ويتنافس 8143 مرشحا على اصوات 13 مليونا و800 الف ناخب مسجلين للفوز ب 378 مقعدا موزعة على مجالس 12 محافظة عراقية ، بعدما قررت الحكومة في 19 مارس تأجيل الانتخابات في محافظتي الانبار ونينوى لفترة لا تزيد على ستة اشهر بسبب الظروف الامنية في هاتين المحافظتين. وكان مصدر في وزارة الداخلية قال لفرانس برس مساء الخميس ان "27 شخصا على الاقل قتلوا واصيب نحو خمسين بجروح في تفجير عبوة ناسفة بمقهى" في منطقة العامرية عند نحو الساعة العاشرة (19,00 تغ). ونقلت قنوات عراقية محلية عن شهود عيان قولهم انهم شاهدوا "الجثث وهي تتطاير من نوافذ المقهى"، بينما ذكر مصدر طبي رسمي ثان ان جثث عدد من القتلى بقيت لبعض الوقت تحت انقاض المقهى. وجاء هذا الهجوم قبل يومين من انتخابات مجالس المحافظات في البلاد، والتي ترافقها اجراءات امنية مشددة، خصوصا في العاصمة حيث من المتوقع ان تمنع السيارات التي لا تحمل ترخيصا خاصا بالانتخابات. ورأى المحلل السياسي عصام الفيلي ان "هذا الانفجار يعد جزءاً من استراتيجية سياسية لبعض الاحزاب تهدف الى منع مشاركة اكبر عدد من الناخبين في العملية الانتخابية". واضاف "كلما قل عدد الناخبين كلما زادت فرص التزوير". وفي تفاصيل اعمال عنف اخرى امس ، قال ضابط في شرطة بعقوبة ان "سبعة اشخاص قتلوا واصيب 12 بجروح في هجوم باربع قذائف هاون استهدفت جامع قرية ابو تمر". وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد)، قال الشيخ رعد الصريخي مدير مكتب التيار الصدري في المدينة ان "شخصا قتل واصيب 15 بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة داخل حسينية خزعل التميمي بعد الانتهاء من صلاة الجمعة". ووقعت هذه الهجمات بعد ايام من مقتل خمسين شخصا في هجمات متفرقة في بغداد ومناطق محيطة بها استهدفت غالبيتها مناطق شيعية وتبناها تنظيم "دولة العراق الاسلامية"، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة.