بعد اشهر من الإعداد، تبدأ غدا الثلاثاء مهمة اعادة بناء الجيش المالي التي سينفذها 550 عسكريا اوروبيا بهدف تحويل الجنود الماليين الى محترفين ليتمكنوا من صد هجمات جديدة للجماعات المسلحة. وتبدأ هذه العملية بينما تستعد فرنسا لعملية انسحاب جزئي لجنودها البالغ عددهم اربعة آلاف في البلاد وتضع الامم قوة لحفظ السلام الى هذا البلد. وتبدو هذه المهمة شاقة لانه "يجب اعادة بناء كل شيء" في الجيش المالي، على حد قول قائد هذه المهمة الجنرال فرنسوا لوكوانتر. وتهدف المهمة الى تأهيل وتدريب حوالي ثلاثة آلاف جندي على اربع دفعات خلال 15 شهرا في كوليكورو المدينة الواقعة على ضفاف نهر النيجر على بعد حوالي ستين كيلومترا شمال باماكو. وسيتم استقبالهم اعتبارا من الثلاثاء في الكلية العسكرية التي تمركز فيها على عجل في الاسابيع الاخيرة خبراء عسكريون قدموا من 23 بلدا اوروبيا، من مدربين فرنسيين وسويديين وليتوانيين الى اطباء المان وطياري مروحيات بلجيكيين الى جانب اسبان وتشيكيين لضمان امن البعثة. كما سيتلقون دروسا في القانون الانساني الدولي وحماية المدنيين. ويفترض ان تصبح هذه الكتيبة عملانية في نهاية يونيو وقادرة على الانتشار في الشمال. واعد الخبراء الاوروبيون تقريرا لا جدال فيه عن الوضع السيىء لهذا الجيش الذي اخفق بالكامل في مهمته عندما غزت المجموعات القتالية من مسلحين وطوارق شمال البلاد مطلع 2012. وقال الجنرال لوكوانتر "انه جيش مفكك انهار لانه يعاني من نقص في التمويل منهجي منذ 20 عاما ومن تشكيك السلطة السياسية". الى كل ذلك تضاف الثغرات الهائلة في معدات العمل. ومساء السبت فجر انتحاري حزامه الناسف قرب حاجز عسكري عند احد مداخل مدينة تمبكتو شمال مالي ما ادى الى مقتله وذلك بعيد مقتل جنديين آخرين في انفجار لغم ارضي لدى مرور آليتهما العسكرية في منطقة غاو (شمال). وقال ضابط في الجيش المالي ان جنديا جرح في الهجوم الانتحاري. واوضح هذا الضابط الذي طلب عدم كشف هويته، في اتصال هاتفي ان "انتحاريا فجر حزامه الناسف بعدما حاول عبثا اقتحام حاجز للجيش المالي عند المدخل الغربي لتمبكتو". واضاف ان الانتحاري "قتل في الحال واصيب جندي مالي بجروح". ورفض المصدر الادلاء بأي تفاصيل بشأن ما اذا كان الانتحاري راجلا او على متن دراجة نارية او سيارة، مكتفيا بالقول "كان جهاديا، هذا كل ما يمكنني قوله حتى الان. مخططه فشل". وعين رئيس مالي بالوكالة السبت وزيرا ودبلوماسيا سابقا على رأس لجنة جديدة مهمتها تشجيع المصالحة في هذا البلد الواقع في غرب افريقيا ويشهد اضطرابات. وعين ديونكوندا تراوري محمد صالح سوكونا رئيسا للجنة الحوار والمصالحة التي انشئت مؤخرا. وكان سوكونا شغل منصب وزير القوات المسلحة من 1997 الى 2000. وقد اصبح سفير بلاده في بوركينا فاسو والنيجر من 2000 الى 2003 ثم في فرنسا حتى 2010. ويوصف سوكونا بأنه رجل صارم وتصالحي. وكانت الحكومة المالية ذكرت عند الاعلان عن انشاء هذه اللجنة انها ستضم ثلاثين "مفوضا" الى جانب الرئيس ونائبيه. وقال مصدر قريب من مكتب الرئيس ان اسماء اعضاء اللجنة الآخرين ستنشر الاسبوع المقبل. واوضحت الحكومة ان مهمة اللجنة هي السعي الى مصالحة بين كل المجموعات المالية عبر الحوار.