وقع خبر مقتل ثلاثة من المقاتلين المنتمين الى "حزب الله" في سوريا وقع الصاعقة على الساحة اللبنانية لما يشكله من خطر على لبنان وعلى سياسة "النأي بالنفس" التي تنتهجها الحكومة اللبنانية و"حزب الله" مكونها الأساسي. أما المفاجأة الثانية فكانت اعتراف الحزب بسقوط الأشخاص الثلاثة "دفاعا عن النفس" وذلك بعد ساعات من اتهام المجلس الوطني السوري المعارض "حزب الله" بالتدخل عسكريا وشن هجوم مسلح في منطقة "القصير" في محافظة حمص الحدودية مع لبنان لمساندة قوات النظام السوري. وتوالت ردود الفعل المستنكرة، وكانت مطالعة للنائب معين المرعبي اعتبر فيها "أن تدخل "حزب الله" في المعارك الدائرة في سوريا هو توريط للبنان في الازمة السورية واستجلاب للكوارث والمآسي، ولن يكون تأثيرها على هذا الفريق وحده بل سيدخل البلد وبشكل مباشر في أتون هذه الحرب القائمة ما بين الشعب السوري المظلوم والنظام الاسدي المجرم". ودعا الى "تطبيق القرار الدولي 1701 تحت الفصل السابع ونشر قوات اممية على الحدود مع سوريا من أجل تطبيق فعلي للنأي بالنفس". واضاف "ان حزب الله وكما اصبح معلوما للجميع وبحسب الواقع واعترافات قادته، يجتاح بمقاتليه بآلياته وعتاده العسكري الاراضي السورية، كما يقوم بقصفها من مواقع له داخل الاراضي اللبنانية ثم يقوم باحتلالها، مما استدعى قيام المجلس الوطني والجيش الحر السوريين بتحميل الحكومة اللبنانية التبعات وتحذيرها بالرد على الاعتدءات بالمثل". وسأل النائب المرعبي رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، "بعد وضوح تورط الحكومة اللبنانية بتزويد نظام الاسد بالديناميت والمحروقات اللازمة لآلة القتل التي يستخدمها، هل اتخذتم قرار المشاركة بالقتال الى جانب نظام الاسد بعد مناقشتكم هذا الأمر في المجلس الأعلى للدفاع خصوصا أن فخامة رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة اللبنانية"؟ اضاف :"اذا كان الجواب بالايجاب فأي من الثلاثة، الشعب أم الجيش أم المقاومة، ورطتموه بهذه الجرائم والمجازر، وما هي الاجراءات التي اتخذتموها، وعلى الاصعدة كافة لحماية الشعب اللبناني الانعكاسات المتوقعة جراء هذه الاعمال الحربية. وعندها لا بد أن نبارك لكما أنه وفي عهدكما الميمون تطور لبنان ليصبح دولة معتدية قاتلة على شاكلة العدو الاسرائيلي". وتابع :"أما اذا كان الجواب سلبيا، فهل ترون أن هذه الاعمال المجرمة والارهابية التي يرتكبها حزب الله تحت نظر الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية، هي تعد سافر على كرامة هذه المؤسسات كافة، وبالتالي تستوجب قيام القوة الضاربة، وكما فعلت في عرسال باقتحام المراكز العسكرية ومواقع المدفعية التي تشارك بهذه الاعمال غير الأخلاقية والقاء القبض على من فيها، مع الرجاء بعدم اغتيالهم كما حدث بالشهيد خالد حميد في عرسال، أم سيتم التذرع بعدم وجود غطاء سياسي، ولا ندري ان كان هناك من غطاء للعملية التي نفذت مؤخرا في عرسال أم لا؟. من جهته سأل النائب جمال الجرّاح: " يقول السيد حسن نصرالله انه ينأى بنفسه عن الثورة في سوريا، فيما هناك مقاتلون من "حزب الله" يهاجمون قرى وبلدات في الداخل السوري ويسقط منهم قتلى بالعشرات واليوم اعترف حزب الله بسقوط 3 قتلى"، معتبرا "أن هناك اقحاما للبنان في كل المواضيع التي يمكن ان تسبب العزل والعقوبات عليه".