تعرضت بلدة العريضة اللبنانية الحدودية مع سورية فجر أمس إلى قصف من الجانب السوري طاول مسجد البلدة والأحياء المجاورة، ما أدى إلى إصابات في المنازل والمسجد، كما طاول القصف بلدات حدودية أخرى. وعلى الأثر، نصب عدد من الأهالي خيمة كبيرة قاطعين الطريق بين لبنان وسورية، في اعتصام قالوا إنه سيكون مفتوحاً، استنكاراً لما يحصل من اعتداءات، مطالبين الجيش اللبناني بحمايتهم. الى ذلك، بحث وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور مع السفير السوري علي عبد الكريم الذي زاره أمس، أوضاع النازحين السوريين، وقال علي إن منصور وضعه «في أجواء زيارته المرتقبة فجر الثلثاء (اليوم) لموسكو لترؤس المنتدى العربي-الروسي واللقاء مع القيادة الروسية». وأضاف أن منصور «كان مرحباً بالجهود التي تبذلها الحكومة السورية لإيجاد مخارج وحلول في شأن النازحين السوريين وعودتهم إلى مقرات آمنة». وعن حادثة القصير بين عناصر من «حزب الله» والجيش السوري الحر، قال علي: «ما يحدث على الحدود السورية-اللبنانية ليس فعلاً طارئاً يومياً، والإعلام ينشر ما يقوم به الجيش اللبناني والسلطات اللبنانية، لجهة الإمساك بعصابات ومسلحين ومحاولات تهريب السلاح، وهذا يشكل إساءة للداخل اللبناني وانتهاكاً للعلاقة الأخوية بين البلدين. لكن سورية تسيطر بنسبة كبيرة على المرافق الحدودية، والخروق صارت أقل. أما محاولة البعض إشاعة أن المقاومة اللبنانية تساعد في الداخل السوري، فهذا الأمر مردود عليه، وعبَّر عنه السيد حسن نصرالله بقوله إن هناك أناساً من جنسيات سورية-لبنانية متداخلة، إذ إن اللبنانيين الموجودين على الأرض السورية هم معنيون في مواجهة هؤلاء المسلحين عندما يتعرضون لهم. ما عدا ذلك كله كلام، يجب على من يطلقه أن يتحسس الحد الأدنى من المصداقية واحترام المعايير الأخلاقية في التعاطي مع هذا الأمر». وأكد أن «الدعوة للحوار واللجان المشكلة تعطي نتائج طيبة ومتسارعة، والنازحون ورجال الأعمال السوريون الذين يراجعون السفارة يومياً هم في عملية ناشطة وفعالة للعودة بأعداد كبيرة، وخصوصاً في المناطق التي حولتها الحكومة إلى ملاذات آمنة، وأعادت إعمار البنى التحتية فيها». إلى ذلك، دان عضو كتلة «المستقبل» النيابية معين المرعبي في بيان أمس «تدخل حزب الله في المعارك الدائرة في سورية»، معتبراً أن «ما يقوم به الحزب توريط للبنان في الأزمة السورية واستجلاب للكوارث والمآسي، ولن يكون تأثيره في هذا الفريق وحده بل سيدخل البلد في أتون هذه الحرب القائمة بين الشعب السوري المظلوم والنظام الأسدي المجرم». ودعا إلى «تطبيق القرار الدولي 1701 تحت الفصل السابع ونشر قوات أممية على الحدود مع سورية من أجل تطبيق فعلي للنأي بالنفس». وأشار إلى أن «حزب الله يجتاح بمقاتليه وآلياته وعتاده العسكري الأراضي السورية كما يقوم بقصفها من مواقع له داخل الأراضي اللبنانية ثم يقوم باحتلالها، ما استدعى قيام المجلس الوطني والجيش الحر السوريين بتحميل الحكومة اللبنانية التبعات». وسأل رئيسَي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي «بعد وضوح تورط الحكومة اللبنانية بتزويد نظام الأسد بالديناميت والمحروقات اللازمة لآلة القتل التي يستخدمها، هل اتخذتم قرار المشاركة بالقتال إلى جانب نظام الأسد بعد مناقشتكم هذا الأمر في المجلس الأعلى للدفاع؟».