يمكن أن تتفاجأ أثناء قيادة سيارتك بأنّ وقودها قارب على النفاذ؛ مما يجعلك تبحث عن أقرب محطة محروقات ليزودك بما تحتاج، إلاّ أنّك قد تصطدم بحقيقة مرة فلا تعثر على أي منها على الرغم من أنّك تسير في طريق رئيس، ومما يزيد صدمتك أنّك إن وجدتها فستعثر على سلسلة من المحطات قد لا يفرق بين كل منها سوى أمتار قليلة، والأدهى والأمر أنّها قد تكون في وسط أحياء سكنية، وفي شوارع فرعية؛ مما ينذر بكارثة بسبب هذا التكدس لخزانات الوقود سريع الاشتعال القريبة من بعضها، ففي حال تعرض أحدها للحريق قد ينتقل للمحطات المجاورة. ولا يقتصر تكدس محطات الوقود في بعض المدن والطرق الرئيسة، بل تعاني بعض الطرق السريعة التي تربط بين المحافظات والمدن من المشكلة نفسها، حيث يتعطّل بعض المسافرين في حال لم يحسنوا اختيار التوقيت المناسب لتعبة وقود سياراتهم؛ لأنهم يعتقدون أنّه في حال قارب الوقود على النفاذ سيجدون محطة يتزودون منها، إلاّ أنّ الطريق يطول ولا يجدون أي مصدر للتزود بالوقود، ليضطروا إلى الوقوف وطلب المساعدة، والتي لا تتوفر في كل الأوقات!. وعلى الرغم من تحذيرات الخبراء بخطر محطات الوقود على التجمعات السكنية -نظراً لما قد يحدث في حال تعرضها لحوادث الحرائق والتسربات-، إلاّ أنّ الوضع يزداد عند وجود أكثر من محطة في منطقة قريبة، ولا يقتصر الخطر في حوادث الحريق فقط، بل يتعدى ذلك من خلال الغازات المنبعثة بسبب استبدال مادة الرصاص بما يعرف ب(MTBE) المؤكسدة، والتي تعرض السكان بالقرب من المحطات والعاملين فيها لخطر الإصابة بالتسمم والتليف الرئوي؛ مما دعا خبراء السلامة للتحذير من تكدس المحطات في مناطق قريبة من بعضها البعض، لما تسببه من أضرار صحية على السكان، إضافة إلى مخاطر أخرى قد تحدث لأسباب مختلفة كالحرائق، أو اصطدام المركبات بالقرب منها. المسافة الفاصلة وذكر "عبدالرحمن حمد الدوسري" - مدرب سلامة وإطفاء - أنّ تواجد محطات البترول داخل المدن يشكل خطراً بالغاً على الأفراد والممتلكات في حال نشوب حريق -لا قدر الله -، إلاّ أنّ ضرورة تواجدها حتم على أجهزة الدفاع المدني وضع الأنظمة والاحتياطات اللازمة لتفادي نشوب أي حرائق، مضيفاً أنّ أنظمة الدفاع المدني في المملكة تتوافق بشكل كبير مع الأنظمة العالمية في بناء محطات الوقود، والتي تحدد المسافة الآمنة بما لا يقل عن (500م) بين محطة الوقود والأخرى في نفس الاتجاه على الشارع الواحد أو في الاتجاه المقابل، في حالة عدم وجود جزيرة فاصلة في وسط الشارع التجاري، وإذا كان هناك جزيرة فاصلة في وسط الشارع التجاري فيجب أن لا تقل المسافة الفاصلة بين المحطتين الواقعتين على جانبي هذا الشارع عن (100م)، وتقاس هذه المسافة مباشرة من حدود الموقع في المحطتين، مع وجوب مراعاة هذه المسافات عند إصدار التصاريح، ورخص البناء، وعدم التهاون بها؛ لأنّه يعتمد عليها في حماية الأرواح والممتلكات، بالإضافة إلى مراعاة المسافة بين المحطة وأقرب منشئة سكنية، والتي اعتمدت من قبل أنظمة الدفاع المدني بالمملكة وقدرت ب(25م). مخططات هيكلية وبيّن "محمد عبدالعزيز الصفيان" - مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الإعلامي بأمانة المنطقة الشرقية - أنّ آلية إصدار تراخيص محطات الوقود تستند إلى عدة شروط تبدأ من استقبال طلبات إنشاء محطات الوقود داخل المخططات الهيكلية المعتمدة وعلى الطرق الإقليمية، ومن ثم دراستها والتنسيق مع الجهات المختصة وفقاً لأحكام هذه اللائحة، فيما تؤهل البلدية مجموعة من المكاتب الهندسية الاستشارية بحيث لا تقل عن ثلاثة مكاتب في مجال التصميم والإشراف على إنشاء محطات الوقود، من خلال سابق الخبرة في هذا المجال، حيث تتم مراعاة بعدها بقدر الإمكان عن المصانع، والمدارس، وقصور الأفراح، والمستشفيات، بحيث يفصل موقع المحطة عن هذه المنشآت شارع، وألا تقل أقرب مسافة بين محطة وقود وأخرى عن (500م). اشتراطات واجبة وقال إنّ أهم الاشتراطات المطلوب تنفيذها من قبل أصحاب المحطات هو تقديم مخططات من قبل أحد المكاتب الهندسية توضح أعمال التطوير والتحسين المطلوبة لمباني المحطة، وتحديد مواد التشطيب المستخدمة، وإزالة جميع المخالفات والملوثات البصرية، وإعادة تأهيل وترميم الخدمات التابعة والملحقة بالمحطة من دورات المياه، ومصلى، وأرصفة، ومسطحات خضراء، ومداخل، ومخارج، وغيرها، كذلك التعاقد مع أحد الشركات المتخصصة بأعمال النظافة، وتأمين الحاويات بالعدد والقدرة الاستيعابية المناسبة، بالإضافة إلى تأمين مكتب لإدارة أعمال المحطة ومرافقها، وتحديد مسؤول وضابط إتصال لسهولة التواصل ومتابعة الملاحظات والشكاوى التي ترد للبلدية. تحسين وتطوير وأضاف أنّ أمانة المنطقة الشرقية أنذرت ملاك (528) محطة وقود داخل مدن المنطقة وإمهالهم ثلاثة أشهر؛ لتطوير المحطات وتحسين مستوى خدماتها، مع التشديد على أنّه في حالة عدم التجاوب وعدم الالتزام بالإنذارات النهائية سيتم إيقاف تراخيص المحطات المخالفة وإغلاقها من قبل الأمانة، التي أبدت استياءها من تدني مستوى الخدمات المقدمة في تلك المحطات، مشيراً إلى أنّ برنامج تحسين محطات الوقود يهدف إلى متابعة وتحسين الخدمة المقدمة من قبل المحطات، لكونها مناطق خدمية يقصدها الزائر والمقيم بالمدينة، كما يهدف إلى تطويرها لتليق بما وصلت إليه المدينة من مكانة بين مدن المملكة. بعض المحطات تحتاج إلى صيانة مستمرة محمد الصفيان