على الرغم من مرور سنوات طويلة على تطبيق الفحص الدوري على السيارات وتخصيص محطة فحص وحيدة لجميع سيارات مدينة الرياض والمحافظات المجاورة وما شهدته العاصمة من ازدياد في عدد السيارات وتوسع كبير خلال ال (30) سنة الماضية، إلا أنه لم يتم افتتاح محطات أخرى للفحص بالرياض لتلافي التكدس بمساراتها، ولم نسمع تجاوبا من مسئولي شركة الفحص تجاه معاناة المواطنين من المحطة الوحيدة. فمع التوسع الأفقي للعاصمة وتباعد أحيائها وازدحام طرقها أصبحت مهمة فحص السيارة تمثل عبئاً وهماً كبيرين لسكان العاصمة للوصول لموقع المحطة والحصول على شهادة اجتياز الفحص، ومعاناة أشد في حال إعادة الفحص وعدم توفر إصلاحاتها بالورش المجاورة، وأصبح احتكار شركة واحده للفحص مشكلة للجميع بسبب تخصيص محطة واحدة بالمدن الكبرى ومحدودية ساعات العمل خلال أيام الأسبوع التي تنتهي الساعة (4.15) عصراً ويوم الخميس الساعة (2.15) أي إن فحص السيارة أصبح يمثل عملا شاقا يستلزم إجازة يوم للموظف والمعلم والطالب وتخصيص أصحاب الأعمال لعمال أجانب فقط لفحص سيارات الشركة أوالمعرض، فبسبب تجاهل الاحتياج لمحطات إضافية طوال السنوات الماضية خلقنا لأنفسنا مشكلة كبيرة قد تتسبب في انتشار فساد وتحايل وواسطات لإنهاء معاملاتنا بدون شهادات الفحص المطلوبة!. فمعظم سكان العاصمة ومعارض السيارات في الأحياء الجنوبية والغربية ذات الكثافة السكانية بالرياض أصبح من الواجب عليهم تخصيص يوم كامل لإجراء الفحص يبدأ بالتوجه فجراً للمحطة وقطع مسافات طويلة تتخللها اختناقات شديدة في التقاطعات والطرق الدائرية للوصول للمحطة اليتيمة للبقاء في صف طويل من السيارات التي تنتظر دورها للفحص، وهي معاناة شديدة يتعرض لها جميع المواطنين بالرياض وغيرها، بل إن من لدية سائقا ليقوم بالمهمة أُجبر على تدبر أمر مشاوير أسرته لذلك اليوم سواء للمدارس وغيرها لانشغال السائق وسياراتها بمهمة فحص روتينية!. إن طريقتنا في تطبيق الفحص الدوري للسيارات وحجم محطاتها منذ البداية كانت مختلفة كليا عما نشاهده بالدول الأخرى ومنها امريكا التي تطبق الفحص سنوياً بكل يسر وسهولة وبدون ازدحام أو نزول السائق وخلال دقائق عبر عدة محطات صغيرة في المدينة الواحدة تشابه في حجمها محطات الوقود، والأهم التركيز على متطلبات السلامة والبيئة، وهو مايشجع رب الأسرة على فحص السيارة وإصلاح الخلل بدلاً من ترك أمرها للسائق الأجنبي ليتدبر أمر الملاحظات مع عمال الورش المجاورة لتلافي الملاحظات وقتيا بهدف تجاوز الفحص! وبدون إصلاح الخلل المؤثر على سلامة السيارة وركابها! وهي طرق أصبحت منتشرة لانخفاض قناعتنا بأهمية الفحص بسبب المعاناة في الوصول للمحطة والوقت الطويل لدخول السيارة للفحص وتداخل الملاحظات الرئيسة مع السطحية ومانشاهده بشوارعنا من سيارات متهالكة تحمل استيكر الفحص!. إن الأمر يتطلب من إدارة المرور أمام تلك المعاناة ومايسببه اقتصار مدينة كالرياض على محطة واحدة تتوجه لها مئات السيارات برحلات متعددة يوميا على طرقنا المزدحمة، أن تلزم شركة الفحص الدوري بافتتاح عدة محطات صغيرة بالمدن الكبيرة مثل الرياضوجدة وغيرهما، أو الترخيص لشركات فحص جديدة لفحص السيارات الصغيرة واقتصار العمل بمحطاتها على السعوديين وبحيث يستمر العمل بها إلى فترة المساء وكامل يوم الخميس توفيراً لخدمة الفحص للمواطنين والمقيمين وتشجيعاً للسعوديين العاملين بالمحطات لرفع دخولهم الشهرية، فالوضع الحالي لمحطات الفحص واقتصاره على محطة وحيدة بالرياض لايتفق مع التوجيهات بتسهيل الإجراءات وتلمس احتياجات المواطنين تسهيلاً لتقديم الخدمة ومنعاً لاستغلال معاناتهم!.