تشهد محطة الفحص الدوري للسيارات في جدة، زحاماً وتكدساً للمركبات جراء ازدياد المراجعين لتجديد الرخص ونقل ملكيات سياراتهم بسبب اقتراب موسم الصيف للاستفادة من مركباتهم في التنقل بين مدن المملكة، أو زيارة الدول المجاورة. ولا يقف الأمر عند حدود الزحام إنما يتعداه إلى انتشار العمالة المخالفة في الورش المحيطة بالمحطة ممن يقومون بالسمسرة والوعود لأصحاب السيارات بأن تتجاوز سياراتهم الفحص بأقل التكاليف وتقديم المساعدة لهم بتأجير القطع والإطارات حتى يتم مرور السيارة من مسار الفحص الإلكتروني للسيارة بدون أن يتم الملاحظة عليها مقابل مبالغ مالية متفق عليها. وأوضح سعد بكر أحد المراجعين لمحطة الفحص الدوري ل «الحياة» أن مسألة تأجير الإطارات و «اللمبات» والقطع الأخرى في محيط المحطة لا تزال مستمرة، مضيفاً «يوجد من يحال على بعض الزبائن بطلب استبدال قطع بحجة أنها تالفة، ومن ثم يؤجرها أو يبيعها إلى زبون آخر». ويشاركه الرأي المواطن سالم الشدادي، وهو أحد المراجعين الذين التقتهم «الحياة» في جولتها الميدانية، لافتاً إلى وجود شكوك حول اتفاق بين بعض العاملين الفنيين في المحطة وعمال الورش بتجاوز السيارة التي يتم الاتفاق عليها بعد أن يتم التنسيق بطريقة بعيدة عن ملاحظة مديرين ومراقبين المحطة. ويروي المراجع لمحطة الفحص محمد صميل تفاصيل قصته التي تؤكد حدوث تلاعب بين الورش ومحطة الفحص، بالقول «تم تفريغ سيارتي من الزيت، ووضع زيت ما يسمى (استوب)، لمنع خروج الدخان من السيارة الذي يدل على انتهاء صلاحية ماكينة السيارة». وفي نظرة تفاؤل، يقول المراجع سامي سعد الذي انتهى من فحص سيارته في حديثه ل «الحياة»، إن أبرز ما لفت انتباهه توطين بعض الوظائف في المحطة بخلاف السابق، وبالأخص في الوظائف الفنية، والمحاسبة. من جهته أوضح مدير محطة الفحص الدوري للسيارات المهندس حافظ محمد ل «الحياة» أنه يجري العمل حالياً لعمل المحطة بكامل طاقتها لمواكبة ازدياد المراجعين. وقال حافظ محمد، إن بعض عمال الورش يوهمون المراجعين بقدرتهم على تقديم بعض الدعم الفني الذي يكفل بتجاوز المركبة مسارات المحطة، والحصول على كرت الفحص، مؤكداً وجود رقابة وتدوير للعاملين في المسارات لضمان عدم وقوع مخالفات متفق عليها بين بعض الفنيين وأصحاب الورش، وإيقاف السمسرة. بدوره، أكد مدير شعبة الرخص الجهة المشرفة على الفحص الدوري في جدة العقيد سلمان الجميعة ل «الحياة» وجود مطالبات بتشغيل كامل المحطة لزيادة المسارات لتخفيف الزحام والذي يأتي بشكل أكبر في بداية الإجازات، مبيناً أن عدد المسارات العاملة حالياً داخل المحطة سبع مسارات. وأوضح العقيد سلمان الجميعة أنه يجري ضبط ومتابعة الورش الخارجية وتسليمها لجهات الاختصاص، مشيراً إلى أن فحص السيارة يستوجب حضور مالكها أو الشخص المفوض عنه كسائقه الخاص، أو أحد أقربائه. واعتبر أن هذه الآلية تحد من عملية السمسرة في محطة الفحص الدوري وحولها من الورش والعمالة المنتشرة. وبين أن عدد الأشخاص المقبوض عليهم بتهمة السمسرة بين العامين 1430 – 1432 ه، بلغ 122 شخصاً، وحجز 211 سيارة، مفيداً بأنه تم إحالتهم إلى الجهات المختصة.