أساليب الغش: وضع مادة الغراء على أقمشة الفرامل، رفع سرعة دورات المحرك، سحب لي الهواء لضمان فحص الكربون و طلاء الوصلات الكروية للأذرع وملئها بالشحم وتبديل وتأجير القطع تجد سرباً من السيارات مقطورة أمام محطة الفحص الدوري للمركبات في مدينة الدمام، بينما مجموعة من العمالة في الجهة الأخرى تنتظر الذين لم يجتازوا الفحص حسب وصفهم «ضحية» جاهزة، لإصلاح العيوب واجتياز المرحلة تمهيداً لاستخراج أو تجديد الأوراق الرسمية للمركبة. استعرضت جولة «الرياض» مع فنيي الكشف على المركبات في محطة الفحص الدوري للمركبات بالدمام آلية العمل اليومية للموظفين، وطرق تعاملهم مع أصحاب المركبات التي يوجد عليها ملاحظات، وكان من ضمن الفنيين شباب سعوديون يفخر بهم كل مواطن سعودي متسلحون بالعلم وشاحذون للهمم مشمرون عن سواعدهم، ويعملون جنباً إلى جنب مع بقية زملائهم من جنسيات مختلفة، ويستقون منهم الخبرة؛ متطلعين بأن يحلوا محلهم في يومٍ من الأيام بعد أن اثبتوا جدارتهم وتفوقهم المهني والتقني ومعظمهم خريج الكليات التقنية والمعاهد الفنية. تعمل تلك الطاقات لحماية البيئة من المواد الكيميائية التي تؤثر على البيئة، وكذلك لخروج المركبة إلى الشوارع والطرقات العامة مؤهله، ولكن الغريب أننا نشاهد مركبات تعبر الطرق ويتبعها دخان كثيف وكذلك سيارات متهالكة تؤثر سلباً في حركة السير وكذلك في الشكل العام، وخصوصاً أن عوادم السيارات والتي تكون غير مؤهله لامتطاء الطرقات والشوارع المحليه تتسبب في العديد من الأضرار أهمها انبعاث غاز أول أكسيد الكربون الذي يعد من الغازات المنبعثة الخطيرة التي تسبب أمراض الربو والجيوب الأنفيه وكذلك السرطان. وصف الواقع في البداية كانت اللقاءات مع المواطنين الذين أجمعوا على أهمية الفحص؛ للحفاظ على سلامة المواطنين من الأمراض والحوادث، إلاّ أنهم طالبوا بإعادة النظر في الفحص الدوري من حيث الآلية المتبعة وإلغاء وإضافة بعض الأدوات التي يكون لها مساهمة فاعلة في الحماية، وكذلك الشكل الجمالي، والبعض الآخر انتقد الفحص الدوري بأنه «معقد للغاية» في عدم تجاوز المركبة للفحص من المرة الأولى وإجبار الناس على العودة للمرة الثانية والثالثة!. وقال المواطن «سعود القحطاني»:»يمتعض البعض من التدقيق في فحص مركبته وهو المستفيد الأول من ذلك»، مناشداً كل قائد مركبة أن يكون لديه حس بأهمية الحفاظ على حياته وحياة الآخرين، مطالباً المسؤولين بإلغاء رسوم الفحص الدوري في حال عدم نجاح المركبة وإعادة فحصها من باب التخفيف على الناس وتحفيزهم على الإقبال على الفحص الدوري باستمرار. وقال المواطن «تركي الشرقاوي» ان كل شخص يأتي لفحص مركبته يصاب بإحباط شديد من شدة الزحام، وتكدس المركبات، والانتظار الطويل؛ سواء في صيف أو شتاء، وحين الدخول للفحص تجد دقات قلبك متسارعة خشية فشل الفحص الذي سوف يكلفك الكثير، وإعادته من جديد في طابور الانتظار الممل، مطالباً بإعادة النظر في بعض قوائم الفحص وتجاوزها للتخفيف على الناس، وتضييق الفرصة على أصحاب الورش المتربصين بنا في الخارج، حيث يتعاركون على الزبون وكأنهم «ذئاب» تنتظر فريستها؛ والسبب هو الفحص، ونأمل من المسؤولين النظر في إمكانية تخفيض رسوم الفحص وفتح جميع مسارات الفحص واستحداث محطات فحص في الدمام والخبر لتخفيف الزحام. الحميد: الورش المحيطة ب«الفحص» تمارس تحايلاً فاضحاً يهدد «سلامة المركبة» والسائقين استبدال الأصلي بتجاري! المواطن حسين القحطاني قال تعمدت أن أغير قطعة أصلية بأخرى تجارية؛ بسبب الفحص الدوري، حيث لدي مركبة حديثة وبها عطب بسيط جداً في أحد المساعدات عبارة عن طعج خفيف في الهيكل الخارجي للمساعد، واضطررت لاستبداله بآخر تجاري أقل جودة من الأصلي، واجتازت سيارتي مرحلة الاختبار إذ أن التجاري قد يتسبب في الكثير من المشكلات، متسائلاً أين الحماية؟. تلاعب واضح وتعتبر مرحلة الاجتياز للفحص، روتينية عند الكثير من المواطنين الذين لا يستطيعون أو ليس لديهم الرغبة في التغيير للأفضل، مثلاً يسعى الكثير إلى استئجار بعض الأدوات مثل الإطارات والأنوار وغيرها من الورش المجاورة حتى تنجح المركبة في الاختبار، إلاّ أن العمالة التي تحيط بالفحص الدوري بمجموعة من الورشة فهمت اللعبة الحقيقية وأصبح لديها الخبرة الكافية لمعالجة المشكلات التي تواجه السيارات. وقال:»حسين القحطاني» إن الكثيرين يقومون باستئجار الإطارات من أصحاب الورش، وبعد اجتياز الفحص يتم إعادتها وهذا الأمر يجب أن تقف عليه الجهات المعنية؛ لأنه يتسبب في حوادث كثيرة؛ فقد أصبح الوضع لدينا سوقا خصبة للعمالة الأجنبية؛ للقيام بالنصب والاحتيال على القانون وعلى المواطن الذي ليس بيده حيلة سوى الرضوخ لجشعهم لكي يتجاوز الفحص الدوري. خدع وحيل العمالة الأجنبية فهمت اللعبة التي تقود صاحب المركبة إلى اجتيار الفحص، حيث يقومون ببعض الأعمال البسيطة التي تخدع الأجهزة وتسمح باجتياز المركبة. المواطن «بخيتان العجمي» له قصة في ذلك عندما عمل صيانة لمركبته قبل اللجوء للفحص، واكتشف أنها لا تجتاز، ويجب عليه اصلاح العطل. وقال:»مركبتي لم تجتز الفحص، وطُلب مني إصلاح عطل في أحد المكابح الخلفية للعجلات، وذهبت بها لأصحاب الورش المجاورة للفحص، ورش العامل مادة منع الصدأ على المكابح وطلب مني مبلغ (150) ريالاً، وحين اعتراضي على المبلغ وانه لم يقم بفعل شيء غير رش الزيت، قال: هل يهمك اجتياز الفحص أو العودة للورش مرة أخرى، وقلت له بالطبع يهمني أن تنتهي معاناتي، فقال لي -بالحرف الواحد- اذا لم تجتز سيارتك الفحص فلك ضعف المبلغ، بالفعل نجحت مركبتي في الاختبار». وأوضح «عبدالرحيم المطيري» أنه عانى الأمرين في الفحص الدوري، والسبب يعود لبعض الملاحظات غير الجوهرية مثل وزن النور، وبعض الخدوش في الزجاج أو الشرخ في النور الخلفي وجميعها لا تشكّل خطراً على المركبة أو قائدها، وأصبحنا مابين المطرقة والسندان (الفحص وأصحاب الورش) في ظل غياب الجهات الرقابة على أصحاب الورش وكأنهم في غابة يتحكمون في الأسعار بما يرونه مناسباً. حسين القحطاني مع المحرر لكل شيء ثمنه من جانبه قال أحد العاملين في الورش -رفض ذكر اسمه- بعد أن هرب الكثير منهم بمجرد مشاهدة كاميرا التصوير بأنهم يقومون بعملهم على أكمل وجه، وأصبحوا خبراء في الفحص الدوري، ولديهم الخبرة الكافية في تجاوز المركبة كل شروط الفحص رغم العيوب التي فيها ولكن لكل شيء ثمنه، ولا نجبر أحداً على المبالغ المالية ونترك للزبون حرية الإصلاح من عدمه، ولكن نشرط له أن سيارته إذا لم تجتز الفحص فيأخذ ضعف المبلغ الذي يدفعه، والسبب وراء ذلك معرفتنا بطرق خاصة كيف تجتاز المركبة الاختبارات بنجاح دون استنزاف المزيد من المال وقطع الغيار، فقط يدفع الزبون لمرة واحدة والباقي علينا حتى يحصل على (استكر) الفحص وكل واحد وشطارته. تهديد السلامة المرورية وكشف الأستاذ «عبدالكريم بن يوسف الحميد» -مدير إدارة العلاقات العامة بالفحص الفني الدوري للسيارات- في المملكة أن الورش المحيطة بمحطات الفحص الدوري تمارس أساليب متنوعة من الغش والخداع؛ كتأجير بعض قطع سليمة بدلاً من القطع التالفة الموجودة بالمركبة، أو وضع صمغ في فحمات الفرامل، والتلاعب في ضبط غاز العادم بعدة طرق يؤدي بنا إلى الاعتقاد أن خدمات الفحص تدنت.وقال:»إن ممارسات تلك الورش أصبحت ظاهرة تهدد السلامة المرورية بالمملكة ككل، ونحن حقيقة حريصون كل الحرص بعدم التهاون أو التجاوز لأي مركبة مهما كانت؛ فمن أهدافنا رفع مستوى السلامة لعموم المركبات أي نسعى أن يكون مستوى سلامة المركبات في جميع أنحاء المملكة على درجة واحدة وليست متفاوتة، ومنسوبو الفحص موقنون بأهمية هذا، كما أن جميع العمليات تخضع للمراقبة الدورية من قبل أخصائيي الجودة وتأكيدها، ولكن يجب أن ندرك بأن أغلب مراحل الفحص تتم عبر أجهزة لا يمكن للعنصر البشري التدخل أو التلاعب بها، علاوة على ذلك فإن جميع محطات الفحص الدوري يشرف عليها وبشكل مباشر الإدارة العامة للمرور، ويوجد في كل محطة قسم للمرور من ضمن المهام الأساسية الموكلة إليه الإشراف على سير العمل في المحطات». المركبات في مسار الدخول للفحص (عدسة: زكريا العليوي) كشف المتلاعبين وأضاف «الحميد» أن الفحص الفني الدوري للسيارات يفحص أكثر من (73) جزءا في السيارة الواحدة موزعة على أنظمة مختلفة، مثل أنظمة الأنوار، المكابح، التوجيه، التعليق، غازات العادم، الإطارات، الهيكل، وغيرها من الأنظمة الميكانيكية والكهربائية، ويتم ذلك طبقاً للمواصفات الخليجية والسعودية ذات الصلة، مشيراً إلى أن محطات الفحص دورها يكمن داخل المحطة.واشار إلى أن ليس كل محاولات تلاعب ورش السيارات -التي تتاجر بأجزاء محددة إما بالتأجير أو التعديل- تتجاوز الفحص، فلدينا موظفون مؤهلون وقادرون على كشف العديد من حالات الغش والخداع، وهناك أمور ظاهرة كوضع مادة الغراء على أقمشة الفرامل، أو بعض الحيل التي تكتشف برفع سرعة دورات المحرك، أو سحب لي الهواء لإنجاح السيارة في فحص الكربون، أو طلاء الوصلات الكروية للأذرع مثلاً وملئها بالشحم، وهناك العديد من الحيل التي يتم اكتشافها، حيث تحول المحطة السيارة إلى قسم المرور بمحطة الفحص، وبدورهم يحضّرون العامل المخادع، وأخذ التعهد عليه، ومن ثم تحويله لقسم الشرطة، وللأسف أن هذا الإجراء لا يكفي إذا لم يكن هناك متابعة من الجهات الأخرى ذات العلاقة. جهاز فحص الفرامل داخل المحطة