(أنا عندي حنين) تتساقط الطيوف من شجرة الوقت.. ثمة ثقوب فيّ كأبوابٍ تحرس الكلام أمام ذاكرتي يختبئ قلبي، وورائي غدي.. يرتديني ظلي في صباح نائم فأتقنّع بالشجن..! (أنا عندي حنين) الطريق طافحٌ بالكثير من قصّات الشعر، ومساحيق التجميل.. والعصافير الغريبة..! وفي مرآة سيارتي يبتسم (عقالي) المغرور.. (أنا عندي حنين) عصافير القرية كلما تزور المدينة وتسكن السدرة المجاورة لبيت أخي لا تتعرّف عليَّ..! (أنا عندي حنين في شاشة جوالي رسالة خافتة... والعصفور الأصفر الصغير لم يعد يخافني حينَ أدرك مؤخرًا أنني لا أحمل نَبْلة أخي، ولا حصاة جارنا القصير..! (أنا عندي حنين) في ركن ذاكرة الهاتف رقم حبيبتي الأولى.. آخر عهدي بها حينما كنتُ أحاول إقناعها من أنّ هاجس التعدّد في قلب الشاعر فعلٌ لا إرادي..! لم تكن غاضبة... لكنها أخبرتني أن الخروج إلى الشارع دخولٌ في المدينة...! (عدّيت الأسامي...!) الرعشة أقوى من البرد.. والظل الذابل رغوة يومي...! (محيت الأسامي) كلهم يرقدون في قلبي شتاءً يستعينون بالدفء عليّ...! (نامي ياعينيّ.. إذا راح فيك تنامي) تغادر الشمس الغصن الشرقي وتطلُّ من وراء أوراق خريفيّةٍ صفراء.. ثاقبةٌ هي الشمس حين تتسلل انتقاما مني ولا تدري أنها تمنحني ظلّي.. أنا عندي حنين.. في ذاكرتي قلبي وورائي غدي لكنّ أمسي غاااارق بي وبعدووووو ها الحنين..! (بليل وشتي) الشتاء صرير الثلج والبرد القادم...! بين شمعتين يدوخ اللهب.. وفي مرايا عاشقين يبرق الدمع...! الكلام بلا أنفاس.. والعطر القادم من جهة الشوق باذخ الفجيعة...! أيها الليل اتركنا نتذاكر الريح والمطر والعناق.. دعنا نتثاءب في وجه الغد ونطيل وداعنا إياكَ أن تنتهيَ قبل أن أفرغ منك...! على باب السماء نجمة وفي مجلسها يهانُ ابن زيدون! لكنَّ حبيبتي معي.. أنا وهي.. اثنان ثالثنا الخلوة..! كل همَمْتُ بها رأيت برهان قلبي..! صوتك الصمت.. وصمتك الضجيج أيها الليل سنظلّ هكذا في كل شتاءٍ نكوّر الأرض والنساء والمواعيد...! نجعل من البرد دفء المواجع وفحْم الخطيئة.! وكلما حنقتُ منك رأيتُ ..في سوادِكَ ملاءةَ أمي... وفي سكونك حبيبتي...! يسكن البرد مفاصلك ياصديقي فتشعل في ضلوعي شمعة أخيرة تتمرّد على الانتحار ! ثم تنام ملتحفًا سهري...!