سُمرتي الريحُ.. ذاكرتي ما لديّ.. من يجدني هنا.. فليعدني إليّ..!! أنا واحدٌ من كثيرين حولك حلمٌ وحدي شقيت كثيراً لأني ظننت بأني الكثيرين وحدي وكل الكثيرين واحد..! @ @ @ على مكتب داكن الحرف..! أمرر أصابعي على عيني التي يأكل الضوء فيها خشاش العتمة، وفتات الأغنيات..! على تلفازي - الوامض بفيلم شتاتي البرد والمطر - تعبر الصور المنهكة من العرض..! وفي ركن شارع غربي للقلب وقفت امرأة تنتظرني.. حين حاذيتها حدثتني عن عابر قبلي، فأدركت انه سئم منها حين لم تستطع اقناعه في أن يكون كما تحب..! النساء العابرات كالنخيل.. كالحناء.. كالأقلام المدبلجة، كغذاء متوجس الصلاحية، وكهارديسك لكتب الشعراء الممنوعة في بلادنا..! عابرّ أنا قبلهن بهن.. ووفيُّ لهن..! لا اعرف عن الحب إلا أن يكون ضرورة شعرية لا يعنيها الوزن والقافية والكلام الذي يحمل معنى.. ولا أعرف عن الشعراء إلا أن يكونوا عشاقاً للبحر والسماء وفيروز وامرأة عابرة..! ولا أعرف عن المرأة المستحيلة إلا اختراع حبيبها حينما تحب ذاتها في عينيه..! في مكتب داكن ووجه يتأبط السهر وجنتيه.. والمساء وجودي الأمنيات..! الوقت كتأنيب الضمير، كلما مضى ساديا كان المنفى أبعد مما ينبغي والنوم عبادة التائهين..! يترهل في شفاتي الكلام.. ويتثاءب الصمت.. بينما تتراءى قبلتي على خدّ طفلة..! يا لهذه الموسيقى المصاحبة للحزن..! تتظاهر المشاهد بالخفوت فأعود لأحك فروة الضوء بأظافر وحدتي..! خارج الباب اجازة المدرسة.. وفوق وسادتي بقايا شعر امرأة قديمة..! يعبر النساء كالريح.. كرعشة الستائر.. كالشجر.. كآخر العيد.. وحسبي منهنّ عابراً.. رعشة الكأس وضوء الهاتف في عتمة النوم..! فلقد علمت منذ مطلع الشعر.. أن العشاق لا يتزوجون حبيباتهم ولا ينجبون منهن إلا حنيناً وأشعاراً شتى..!