(1) أنا عندي حنين.. تتساقط الطيوف من شجرة الوقت.. ثمة ثقوب كأكواب تحرس الكلام أمام ذاكرتي يختبئ قلبي، وورائي غدي.. يرتديني ظلي في صباح نائم فأتقنع بالشجن..! (أنا عندي حنين) الطريق طافحٌ بالكثير من قصّات الشعر، ومساحيق التجميل.. والعصافير الغريبة..! وفي مرآة سيارتي يبتسم (عقالي) المغرور..! (أنا عندي حنين) عصافير القرية كلما تزور المدينة وتسكن السدرة المجاورة لبيت أخي لا تتعرّف عليَّ..! (أنا عندي حنين) في شاشة جوالي رسالة خافتة..! والعصفور الأصفر الصغير لم يعد يخافني حين أدرك مؤخراً أنني لا احمل نبلة أخي، ولا حصاة جارنا القصير..! (أنا عندي حنين) في ركن ذاكرة الهاتف رقم حبيبتي الأولى.. آخر عهدي بها حينما كنت أحاول إقناعها من أن هاجس التعدد في قلب الشاعر فعلٌّ لا إرادي..! لم تكن غاضبة.. لكنها أخبرتني أن الخروج إلى الشارع دخولٌ في المدينة..! (عدّيت الأسامي..!) الرعشة أقوى من البرد.. وللظل الذابل رغوة يومي..! (محيت الأسامي) كلهم يرقدون في قلبي شتاءً يستعينون بالدفء عليّ..! (نامي ياعيني.. إذا راح فيك تنامي) تغادر الشمس الغصن الشرقي وتطلُّ من وراء أوراق خريفية صفراء.. ثاقبة هي الشمس حين تتسلل انتقاماً مني ولا تدري أنها تمنحني ظلي.. أنا عندي حنييييييييييييييييييييييييييييييين..! في ذاكرتي قلبي وورائي غدي لكن أمسي غاااارق بي وبعدووووو هالحنين..! (2) نحن والقمر جيران جارةُ القمر أنت يا حبيبتي ولهذا سكنتُ السهر منذ ليلنا الأول..! كنتُ كباقي النجوم أرقب شرفتك..! وأقول لطفلتي: في وجه القمر سدرة حبلى بالعصافير..! لم أكن لأخبرها أنها أغصان شرفتك التي تعرّش فيها الغيوم..! لكنها زرعت في فمي ابتسامة لا تنمو طويلاً حين تساءلت: هل سنجاور القمر يا أبي..؟! جارة القمر أنت يا حبيبتي..! تمشطين شعر مرآتك في غديره الليلي.. وتكشفين ساقك لمائه..! هكذا سأتذكر دائماً أننا وقفنا على عتبته القروية ولم نستأذنه الدخول..! سرقنا ظلالنا من جدرانه الضوئية.. ومارسنا الحب خلف سمائه..! وقبلته بين يديك..! جارة القمر أنت يا حبيبتي..! ولي عند الليل شمعتان وذكرى..! سأترك له الشمعتين كي لا تحترق الذكرى.. وسأخرج للشارع المجاور لأتساءل عن مدينة القمر علني أبلغك..! (3) على جسر اللوزية اتركي لقدمينا فرصة ملامسة الأرض.. وللظلال تشابك أجسادنا..! كلما تعبرُ النسائمُ خصلات شعرك.. أُصاب بالبرق والعطش..! فيعدني المطرُ صحراء مبللة..! من أقاصي البحر والغروب..! من دعاء لا يُجَابء.. وصلاة مقبولة!.. من ركوع لئيم، وسجود غامض..! تجيئين نسمة برّية وآية تتنزل علينا من غيم السموات والأرض.. مغسولة أنت بالمطر يا حبيبتي، ومبتل أنا بالجفاف.. كقنديل خائف، وفراشة جريئة.. كليل مبصر، وكفيف عابر.. النوافذ بلا ستائر.. والرياحُ (الغربية) لصٌ أنيق..! يرتب أشياءك المتناثرة على طاولة وحدتك.. ثم يدخل أصابعه بفروة نومك ويغادر..! لهذا.. عليك أن تتركي المواعيد مناشف الضوء فالخوف والارتباك كبرياء المدينة الجاحدة واشتغال شوارعها باختراق إشارات المرور الحمراء..! لكننا وحدنا.. وعلى جسر (الفوقية) سنترك ظلالنا وننام معاً..!