في عام 2009 في الرياض أمام أم صلال القطري حضر جمهور هلالي غفير ليحتفل بتقدم فريقه خطوة إلى الأمام في البطولة الآسيوية ثم يطبع قبلة على جبين "الزعيم" لأنه بيض وجهه، لكنّ مستوى مخجلا قدمه اللاعبون صفعوا به جمهورهم، آثار الخروج بدت على تضاريس وجه رئيسه الأمير عبدالرحمن بن مساعد فبدا كأن العمر تقدم خمسون عاما في دقائق، قبل ذلك صفع من العين والوحدة الإماراتيين، وبعدها من ذوب آهان الإيراني، مآس تتكرر كل عام، مأساة تتبعها أختها، لم ييأس الجمهور فكل عام ينفض غبار التشاؤم ويلبس ثوب تفاؤل جديد، شعاره لا لليأس من الآسيوية، كل موسم يبني أمله على انتفاضة إدارية معظمها سواليف في الإعلام، أو تغريدات في تويتر، وقليل منها عمل جاد يقوي عود الفريق ليشق سهمه جسد الآسيوية الصلب! في ملعب الملز حضر منذ ظهيرة الأربعاء جمهور يعشق الهلال بعضه تحمل مشقة السفر من المناطق، وجميعه اكتوى بحر الظهيرة بعد أن حضر باكرا، وخنقه زحام البوابات والمدرجات، استجاب للدعوات التي طالبته بالحضور والتشجيع ليفوز على أولسان الكوري، دائرة الأمل واسعة، في الملعب بانت معالم السوء منذ الدقيقة الأولى، لا خطة تستطيع اختراق تحصين الكوريين، لاعبون محبطون يسيرون ببطء وكأن في أرجلهم قيوداً، سارت الدقائق وانكشفت الحقائق، بان المستور للجمهور، فريق منتهى قوته أن يفوز على الرائد، أما الآسيوية فهي عروس جميلة مهرها غالي الثمن، (ومن يطلب الحسناء لم يغله المهر)، نادٍ مفلس فنيا. أنا كغيري من محبي الوطن، الغيورين على رياضتها تعرّق جبيني، واحمرت وجنتاي خجلا وأنا أشاهد الهلال يتهاوى أمام أولسان، دفاع موجود مفقود، هذا ما يقال عنه (دفاع شوارع)، من سمع عنه ولم يشاهده فقد رآه في خط أعضائه المرشدي ورفاقه! الجمهور شاهد الكارثة تحل، ألهذا الحد لعبتم بسمعة الهلال؟! هل هذه قيمته عندكم؟! خطط إدارة الهلال ومنهجها لمن لا يعرفها هي استثمار في اللاعبين والمدربين، وبسببه أضاعت مشيتها ومشية الحمامة، فلا هي استثمرت، ولا هي حققت بطولة آسيا، صار الفريق محطة يتوقف عندها كارهو الهلال ليشمتون ثم يواصلون المسير!