نجسد ذكرى هذا اليوم تفاصيل ملحمة تاريخية لا تنسى على مر السنين وتذكرنا بقصة تأسيس وطننا الغالي قبل اثنين وثمانين عاماً على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - إذ توحدت هذه البلاد تحت راية لا إله إلاّ الله، وتحققت لها عهود جديدة من الرخاء والاستقرار بفضل من الله، ثم بفضل قادتها التي يسرت لهذه البلاد كافة خطواتها المباركة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والتعليمية والاجتماعية والصحية وغيرها من المجالات الأخرى. وما شهدته المملكة من تطور في كافة المجالات تتسارع وتيرته من سنة إلى أخرى، وقد حافظت هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على الثوابت الإسلامية واستمرت على نهج الملك المؤسس فصاغت نهضتها الحضارية ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية السمحة. ونحن نحتفل بهذه المناسبة الوطنية التي يعيشها الشعب السعودي كل عام فهي فرصة ثمينة للجميع للتعبير عن صدق مشاعرهم وتجديد ولائهم للقيادة الحكيمة. فإذا كنا نحتفل بهذا اليوم من باب الوفاء والتقدير لمن وقفوا خلف ذلك الإنجاز وللتذكير بما كنا وكيف أصبحنا فإن علينا ان نستشعر المسؤولية لمواصلة البناء وان يكون هذا اليوم محطة تأمل تمثل وفاء لمن قبلنا وبناء لمن بعدنا. ويسرني بهذه المناسبة ان أبارك خطى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - المباركة الذي واصل المسيرة والتقدم في جميع المجالات ففي المجال الاجتماعي خطت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية خلال أربعة وأربعين عاماً منذ تأسيسها خطوات مباركة في مجال التأمين الاجتماعي، وتحقق لها الانتشار الجغرافي في كافة مناطق ومحافظات المملكة وأكملت سعودة جميع جهازها البشري وارتقت بإمكاناتها الآلية والمادية. اليوم يعتبر التأمين الاجتماعي عنصراً حاضراً في المعادلة الوطنية في المجالات العمالية والاجتماعية والاقتصادية حيث شمل نظام التأمينات الاجتماعية كافة المنشآت وبلغ عدد المشتركين الذين على رأس العمل (6،5) مليون مشترك وعدد المنشآت المسجلة بالنظام (323) ألف منشأة كما أولت المؤسسة الاهتمام بالفئات الأقل دخلاً وذلك بوضع حدود دنيا للمعاشات والعائدات وتيسير شروط الانتفاع بها ومراعاة حالات التقاعد والعجز والمرض والوفاة والطلاق والترمل، وكل ذلك يمثل دعامة أساسية في البناء الاجتماعي والاقتصادي الوطني، فقد بلغت جملة المبالغ المصروفة من صندوق التأمينات أكثر من (93،9) مليار ريال، والمعاشات التي تصرف شهرياً (1،2) مليار ريال يستفيد منها (288) ألف مستفيد. أما في مجال الاستثمار العقاري والمالي فالمؤسسة تلعب دوراً بارزاً في هذا المجال، حيث تمتلك المؤسسة العديد من المشاريع العقارية في عدد من مناطق ومحافظات المملكة تجاوزت قيمتها ثمانية مليارات ريال، وتساهم في العديد من الشركات الوطنية وبلغ جملة ما تم استثماره في هذه الشركات أكثر من خمسين مليار ريال. كما طورت المؤسسة أنظمتها الالكترونية وتعتبر من أوائل الجهات الحكومية في تطبيق مفهوم الحكومة الالكترونية فأتاحت لعملائها التواصل معها الكترونياً من خلال اطلاق بوابتها الالكترونية عبر قنوات متعددة. وبهذه المناسبة باسمي ونيابة عن كافة منسوبي المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية أرفع اسمي آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، كما أتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان على دعمهم ورعايتهم المتواصلة لأعمال المؤسسة سائلاً الله عز وجل ان يديم على هذه البلاد الأمن والأمان والرخاء الذي تنعم به. * محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية