في مثل هذا اليوم يتجدد فخرنا واعتزازنا بقصة تأسيس وطننا الغالي قبل واحد وثمانين عاماً على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - والاحتفال بهذا اليوم هو تخليد لمناسبة عزيزة على قلوبنا، إذ توحدت هذه البلاد ذات المساحات الجغرافية الشاسعة والتضاريس الجغرافية المترامية في واحدة من أكبر صور التلاحم في هذا الوطن. وبالقدر الذي يذكرنا بعظم المنجز فإنه يحملنا مسؤولية كبيرة لمواصلة البناء والتشييد فإذا كنا نحتفل بهذا اليوم من باب الوفاء والتقدير لمن وقفوا خلف ذلك الانجاز وللتذكير بما كنا وكيف أصبحنا فإن علينا أن نستشعر المسؤولية لمواصلة البناء، وأن يكون هذا اليوم محطة تأمل تمثل وفاء لمن قبلنا وبناء لمن بعدنا. وخلال هذه الحقبة شهدت المملكة تطوراً في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتعليمية. ويسرني بهذه المناسبة أن أبارك خطى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - المباركة الذي واصل المسيرة والتقدم في جميع المجالات، ففي المجال الاجتماعي خطت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية خلال ثلاثة وأربعين عاماً منذ تأسيسها خطوات مباركة في مجال التأمين الاجتماعي، وتحقق لها الانتشار الجغرافي في كافة مناطق ومحافظات المملكة وأكملت سعودة جميع جهازها البشري وارتقت بإمكاناتها الآلية والمادية بما وضعها بحمد الله في مستوى عال من الجاهزية للاستجابة للتحديات والمسؤوليات الكبيرة التي تنتظرها. إن التأمين الاجتماعي اليوم يعتبر عنصراً حاضراً في المعادلة الوطنية في المجالات العمالية والاجتماعية والاقتصادية، حيث شمل نظام التأمينات الاجتماعية كافة المنشآت، وبلغ عدد المشتركين الذين على رأس العمل (5.1) ملايين مشترك، وعدد المنشآت المسجلة بالنظام (277) ألف منشأة، كما أولت المؤسسة الاهتمام بالفئات الأقل دخلاً وذلك بوضع حدود دنيا للمعاشات والعائدات وتيسير شروط الانتفاع بها ومراعاة حالات التقاعد والعجز والمرض والوفاة والطلاق والترمل وكل ذلك يمثل دعامة أساسية في البناء الاجتماعي والاقتصادي الوطني. فقد بلغت جملة المبالغ المصروفة من صندوق التأمينات أكثر من (70) مليار ريال، والمعاشات التي تصرف شهرياً (772) مليون ريال يستفيد منها (273) ألف مستفيد. أما في مجال الاستثمار العقاري والمالي فالمؤسسة تلعب دوراً بارزاً في هذا المجال، حيث تمتلك المؤسسة العديد من المشاريع العقارية في عدد من مناطق ومحافظات المملكة تجاوزت قيمتها ثمانية مليارات ريال، وتساهم في العديد من الشركات الوطنية وبلغ جملة ما تم استثماره في هذه الشركات أكثر من سبعة وأربعين مليار ريال. كما طورت المؤسسة أنظمتها الالكترونية وتعتبر من أوائل الجهات الحكومية في تطبيق مفهوم الحكومة الالكترونية، فأتاحت لعملائها التواصل معها الكترونياً من خلال إطلاق بوابتها الالكترونية عبر قنوات متعددة. وبهذه المناسبة باسمي ونيابة عن كافة منسوبي المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، كما أتقدم باسمي بآيات الشكر والعرفان على دعمهم ورعايتهم المتواصلة لأعمال المؤسسة سائلاً الله عز وجل ان يديم على هذه البلاد الأمن والأمان والرخاء الذي تنعم به. * محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية