تمر بنا هذه الأيام مناسبة عزيزة وغالية على جميع مواطني هذا البلد الأوفياء وهي الذكرى «الرابعة» لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وبهذه المناسبة نهنئ مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز والأسرة المالكة والشعب السعودي بهذه الذكرى العزيزة على أنفسنا والتي شهدت المملكة خلالها تطوراً في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية وغيرها. ففي هذه الذكرى العزيزة نستحضر بعض الانجازات التي تحققت في هذا العهد الميمون للمؤسسة، وتأتي استكمالاً لكل ما تحقق لهذا الوطن الغالي على نفوس الجميع منذ تأسيس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - فقد خطت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية منذ تأسيسها عام 1390ه خطوات مباركة في مجال التأمين الاجتماعي حيث شمل تطبيق نظام التأمينات الاجتماعية كافة المنشآت التي يعمل بها عامل واحد أو أكثر فغطى فئة كبيرة من المواطنين والمقيمين، فبلغ عدد المشتركين الذين هم على رأس العمل أكثر من (4) ملايين مشترك، وعدد المنشآت المسجلة بالنظام أكثر من (200) ألف منشأة. كما أولت المؤسسة الاهتمام بالفئات الأقل دخلاً وذلك بوضع حدود دنيا للمعاشات والعائدات وتيسير شروط الانتفاع بها ومراعاة حالات التقاعد والعجز والمرض والوفاة والطلاق والترمل وكل ذلك يمثل دعامة أساسية في البناء الاجتماعي والاقتصادي الوطني. وقد بلغت جملة المبالغ المصروفة من صندوق التأمينات أكثر من (55) مليار ريال، والمعاشات التي تصرف شهرياً أكثر من (560) مليون ريال يستفيد منها أكثر من (228) ألف مستفيد. وتدار جميع أعمال المؤسسة بكوادر وطنية 100٪. وفي مجال الاستثمار تلعب المؤسسة دوراً بارزاً في الاستثمار المالي والعقاري حيث تمتلك المؤسسة العديد من المشاريع العقارية في كل من الرياض والمدينة المنورة وينبع والجبيل ومكة المكرمة تجاوزت قيمتها الخمسة مليارات ريال، كما تساهم في العديد من الشركات المحلية تبلغ تكلفتها سبعة وثلاثين ونصف مليار ريال. حيث توجهت المؤسسة لاستثمار أموال الاشتراكات وفق خطة استثمارية محددة طويلة المدى تعتمد على ايجاد مصادر دخل وعوائد ثابتة ليتسنى لها الوفاء بالالتزامات المالية المستحقة للمستفيدين من النظام. وتهدف المؤسسة في خطتها الاستثمارية إلى الاستثمار في المشاريع طويلة المدى والتي تحقق عوائد ثابتة ومستقرة وأن تكون قليلة المخاطر حسب دراسة الجدوى الاقتصادية، وقد ساهمت هذه المشاريع ولله الحمد في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في البلاد.كما طورت المؤسسة أنظمتها الآلية وتعتبر من أوائل الجهات الحكومية في تطبيق مفهوم الحكومة الالكترونية، فأتاحت للمشتركين وأصحاب المنشآت التواصل معها آلياً عبر برنامجها الآلي (simis). الذي يعتبر نقلة نوعية في مجال تطبيقات الحكومة الالكترونية ويعتبر أول نظام حكومة الكترونية (متكامل) على مستوى المملكة العربية السعودية. وقد صمم هذا النظام ليخدم جميع الجهات التي لها تعامل مع أنظمة المؤسسة، حيث يتيح النظام لبعض الجهات الحكومية التفاعل وتبادل المعلومات مع أنظمة المؤسسة، كما يتيح للمنشآت وأصحاب العمل أداء جميع الأعمال كتسجيل واستبعاد العاملين وتغيير أجورهم وسداد اشتراكاتهم ومراجعة حسابات المنشأة لدى المؤسسة، كما يستفيد من هذا النظام المشتركون والجهات العلاجية.وفي الختام أتقدم باسمي ونيابة عن منسوبي المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بأسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على الدعم والرعاية المتواصلة لأعمال المؤسسة. وأدعو الله عز وجل ان يديم على هذه البلاد الأمن والأمان والرخاء الذي تنعم به وأن يوفق قادتها ويسدد على درب الخير خطاهم. * محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية