صدر حديثاً كتاب ( أنيس السمار من القصص والأخبار والشعار ) لمؤلفه الشيخ الشاعر عبدالمجيد بن محمد العُمري في 412 صفحة متضمنا سبعين ومئة بين رواية أو قصة دعمت معظمها بقصائد أو أبيات قال عنها المؤلف: إن الكتابة في التراث والموروث الشعبي تواجه مشكلة تتمثل في غياب مؤسسة رسمية تتبنى قضايا الجمع والتدوين ودعم وتوجيه الباحثين والمهتمين في التراث.. مؤكدا أن تدوين التراث وحفظه وإعادة تحقيقه جاءت على يد أفراد متطوعين، إلا أن المهتم بقضية التراث الشعبي وتاريخ الرجال يشعر بوجود مشكلة كبيرة في هذا الجانب وقد أكد العُمري على أهمية القيام بدراسات موضوعية منصفة، تعتمد عمل المنهج العلمي الحديث والمحافظة على الحقائق والمعلومات الصحيحة التي تمكن الجميع من تاريخ التراث واستيعابه.. مشيرا إلى أن بعض من كتبوا للتاريخ والتراث الشعبي في الجزيرة العربية يحاولون أن يبرزوا مفاخر قبلية، ويتعدى الأمر ببعض ذلك حينما يتطاولون على الآخرين ويقللون من شأنهم وينسبون كل المفاخر والمحاسن والمكارم لعشيرة دون أخرى.. إضافة إلى ما تضمنه الكتاب من محاولة للتجرد من هذه الإشكالية، التي لم تمنع المؤلف من إيراد بعض القصصً والأخبار لعشيرته التي يرى بأنه فهو أدرى بحالهم، فيما يرى بأنه من قبيل التدوين الذي اتصف بالموضوعية والإنصاف عند ذكر أحوال الأطراف الأخرى في القصة.. موضحا المؤلف بأنه في كتابه ركز على مسألتين: أولهما: تأكيد الأخلاق الحسنة بشواهد من القرآن الكريم والسنة النبوية وأن هذه الأخلاق مستمدة من ديننا الحنيف وفي حال ذكر الأخلاق والتصرفات المذمومة نأتي أيضاً بشواهد من القرآن الكريم والسنة النبوية أيضاً. أما المسألة الثانية: فتتمثل في القصيدة وحضورها الدائم وذلك مرده أن القصيدة هي السبب في حفظ القصة والتاريخ فهي الدليل والشاهد ولأن الشعر هو بالفعل ذاكرة التاريخ فالشعر الشعبي هو بمثابة مخزن لتقاليد الحياة وأشكالها وأفراحها وأحزانها لدى السابقين.