وسط أجواء الاحتفالات ينتظر أهالي منطقة المدينةالمنورة والمحافظات والمراكز التابعة لها بشوق انطلاقة الملتقى التراثي الأول (ناركم حية) والذي سيقام بالصويدرة فعاليات تراثية متنوعة يترقبها الجميع، وتجسد صورة متلألئة بالأصالة تشع بالفرح ويفوح منها الطيب الذي تعارف الناس بتجذره في أهالي الصويدرة، تلك الضاحية الحالمة والتي تهيأت لاحتضان الفعاليات على أرضها البكر وهج حطب السمر والقرض تسامى بملامح وسمات الكرم والجود ليملأ الجوار مناديا السمار في أمسيات الرجولة فتزهو المنطقة في تظاهرة تراثية، تتوج برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة وذلك يوم غدا الأربعاء. استطلعت “المدينة” آراء بعض محافظي ورؤساء المراكز بالمنطقة حول الاحتفالية وما سيصاحبها من فعاليات تعزز الموروث الشعبي وتحيي تراث الأجداد وفي أحضان الصويدرة التي يحظى أهلها بالحب والتقدير من الجميع يتألق الحضور ومن شبة النار وما ترمز إليه عند العرب يشع عنوان متجدد لحسن الضيافة في لوحة فنية إطارها الماضي وفنانها إنسان هذه الأرض التي طابت من بطيب أهلها نتابع. وتحدث لنا في البداية رئيس مركز (بلغة) بندر بن راجح، وقال إن المهرجان يشير من عنوانه إلى مفهوم عميق من واقع الحياة الاجتماعية (ناركم حية) وشبة النار كون النار عرفت عبر التاريخ العربي والإسلامي بأنها عنوان للكرم يحتاجها الإنسان ولا غنى عنها رغم ظهور الوقود والسخانات والمايكرويف ولكن احتياج الإنسان للنار باق فيوقدها في السفر وعند الحاجة لها كذلك اشتهر الآباء والأجداد بشبة النار، ويجتمعون على ضوئها حتى أن كليم الله موسى عليه السلام جاء إلى أهله بقبس، كما جاء في القرآن الكريم، وهي موجود في التاريخ والسنة، ولكن عنوان المهرجان (ناركم حية) يدل على رحلة في مسيرة التراث والأصالة ودروس عملية لشباب اليوم بأن يكون الشاب مبادرا و “ذربا”، وشبة النار عنوان للكرم وحسن استقبال الضيف، وفي البادية يقولون (قابلني ولا تعشيني) ومستجدات العصر اشغلت شباب اليوم عن أشياء كثيرة والإنسان ليس دائما مترفا لابد ان يستقطع جزءا من وقته للخروج للبر في رحلة قنص أو خلافه، ولابد أن يدرك أن كل شيء ليس متاحا دائما له فمتغيرات البيئة متغيرات الظروف تحدث من فترة إلى أخرى، ولا بد له أن يعرف ويتعلم كيف يحصل على الماء في الصحراء، كيف يوقد النار فآباؤنا في الماضي، كانوا يوقدون النار من شرارة. ويضيف راجح: الصويدرة كمنطقة من مناطق المدينة فيها شعاب وفيها مصادر النار والحطب السمر موجود في الطبيعة وأهلها لهم تاريخ وبادية ومذكورون بالعلم الغانم كما أن عامل القرب من المدينة نقطة مهمة ستسهم في حضور كبير من الأهالي لمتابعة الفعاليات فالتوقيت مهم والأجواء شتوية وتتناسب مع شبة النار كما أنها توافقت مع الإجازة مما يزيد من نسبة لحضور للملتقى. كما شاركنا رئيس مركز (ضعة) محمد بن طعيميس الذي اعتبر أن المهرجان يمثل تظاهرة تراثية بمفهوم يختلف يجمع بين الشعر وسباق الهجن مع شبة النار التي تمثل جانبا مختلفا من تراث المنطقة، كما يتيح الفرصة للجميع للتعرف عن قرب لماضي مغروس في الآباء وموروث لابد أن يصل بصورة مثلى للآبناء وسط الظروف والامكانات التي هيئتها منطقة الصويدرة لاستضافة هذا الملتقى الأول، والذي نتمنى التوفيق والنجاح للقائمين عليه. كما شاركنا محافظ خيبر غالب بن سعود المحمدي الذي قال إن مهرجان ( ناركم حية) بالصويدرة هو امتداد لتراث الاجيال ينتقل من شخص لآخر والتراث يذكر الناس بالماضي وما فيه من اشياء جميلة وتبنى الشعوب على ميراثها والمنطقة تمتلك تراثا زاخرا والحمد لله وأضاف أن اختيار المسمى يدل على الموروث والكرم باعتبار ورود ذكر النار في القرآن الكريم والسنة قال صلى الله عليه وسلم بما معنى الحديث “المسملون شركاء في ثلاث الماء والكلاء والنار” والنار تستخدم لأغراض كثيرة منها التدفئة والإضاءة وتجمع الناس حولها له تأثير في نفوسهم ويجتمعون حولها على تبادل الأحاديث والالتقاء على الخير في أجواء اجتماعية جميلة ورائعة وطالب أن تتاح الفرصة لباقي المحافظات والمراكز التابعة للمنطقة للمشاركة في الفعاليات من خلال تنسيق مسبق مستقبلا سائلا المولى أن يكلل جهود الجميع بالتوفيق والسداد. وأوضح محافظ (الحناكية) محمد بن عبدالله الرداس أن العرب قبل الإسلام وبعد الإسلام اشتهروا بشبة النار، والتي تدل على الكرم والضيافة، وكما قال أبي العلاء المعري قبل 1200سنة يصف بادية نجد بقصيدة طويلة نذكر منها :(الموقودون بنجد نار بادية..لايحضرون وفقد العز في الحضر// الحس يظهر في شيئين رونقه..بيت من الشعر أو بيت من الشعر)، وحقيقة لايسعني إلا أن أشكر أهل الصويدرة على إحيائهم لهذا الموروث، وشبة النار وما يصاحب من حولها من تبادل للآحاديث كما أنها عنوان للخير والرجولة والشهامة وشبابنا بحاجة إلى ذلك، ويضيف أن سكان الصويدرة والحناكية من نسيج واحد وهي تبعد عن الحناكية (50 كم تقريبا) وأرى أن طبيعة أرضها مناسبة لإقامة الاحتفالية والبيئة المهرجان مناسبة لها لهذه التظاهرة، كما أن الشعر هو ديوان العرب، كذلك امتاز العرب بالأخلاق ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وأكثر شعوب الأرض امتازت بالأخلاق العرب من ناحية الجار وستر الجارة والكرم، وتجدهم يتفاخرون بأفعالهم للجار بقصائدهم وعند حضور النشىء من الشباب وكذلك الصغار لهذه المناسبة يستفيدون من ذلك ففي مجالسة الصغار للكبار مكاسب كبيرة منها تعلم بعض من القيم الاخلاقية كما جاء في (قول وعنتر بن شداد: أغض الطرف ان بدت لي جارتي .. حتى يواري جارتي مأواها)، والملتقى يعكس صورة الماضي وماكان عليه الآباء والأجداد. وأكد رئيس مركز (العيص) علي بن بريكيت أن المهرجانات تحيي التراث خاصة في الوقت الذي افتقد فيه أبناؤنا ذلك. وماضي الآباء والأجداد ماضي عريق والكل يتمنى أن يعيشه وألمح إلى الحضارة والترف وكيف أبعدت الأبناء من الجيل الجديد عن التراث والتعلق بالماضي لذا نؤيد بقوة اقامة مثل هذه المهرجانات كما هو الحال في مهرجان الجنادرية الذي يجسد ويحكي كل ذلك، ولكن من الصعب عند الكثير حضور مهرجان الجنادرية ومثل فعاليات ملتقى ناركم حية يحتاج إلى أن يعطى حقه من الجانب الإعلامي كي يكون الحضور اكثر خاصة وانه يتوافق مع إجازة الربيع والصويدرة مكان مناسب والفعاليات مهمة جدا عندما يكون فيه شبة نار وسباق للهجن وغير ذلك وحقيقة سبق وأن حضرت فعاليات تراثية في منطقة الصويدرة وكانت تشهد حضورا جماهيريا يتخلله اقامة الوانا من الفنون الشعبية و مشاركة من شعراء الرد وغيرهم 0كما اتمنى أن تكون هنالك مخاطبة لرؤساء المراكز بالمنطقة ليكون فرصة لالتقائهم على أن تكون فعالية تضاف الى فعاليات المهرجان مستقبلا. وأكد رئيس مركز (طلال) الشيخ جري بن عبدالمجيد الجبيل، أن الملتقى وجد أصداء كبيرة مما يشجع الجميع على المشاركة والحضور لمتابعة الفعاليات كما أن زيارة سمو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز للمنطقة يتطلع لها الجميع، وكذلك المراكز الأخرى ويرفع معنويات ويتفقد احتياجات المراكز و الاهالي، وأضاف أن الصويدرة سميت بالاسم الذي تستحقه والصويدرة وبتوفيق من الله ثم بتوجيهات ولاة الامر والرجال القائمين على الصويدرة وفقت لذلك هم أهلها أهل خير ومنطقتهم تستحق التقدم وهي مهيأة ومتقدمة بتقدم أهلها. وبين حبيب العازمي رئيس مركز (الحسو) أن التراث جزء لا يتجزأ من حياة الشعب السعودي والتراث رمز الأصالة وذكريات الماضي وعراقة التاريخ في االوطن نفسه وهذا شيء جيد وتعتبر شرحا للأشبال عن ماضي الأجيال وهي صراحة فكرة عظيمة ونحن كذلك نشكر سمو امير المنطقة لرعايته لتلك الحفلات ونتمنى أن تكون في كل مركز واضاف يجسد الملتقى الماضي للحاضر بصور مختلفة من خلال ابراز المقتنيات الأثرية وطريقة المسابقة طريقة عمل القهوة والتي هي رمز للكرم الذي تشتهر به المملكة ويفترض ان يكون كل شاب ملما بهذه الاشياء كونها جزءا لا يتجزأ من أصالتنا. رئيس مركز (الفقرة) عبدالرحمن بن ختلة كان عليه الأجداد والآباء وهو مسيرة متواصلة للشاب الطموح يجب تشجيع الجميع على ذلك سمو أمير المنطقة حريص، وحضور سموه تشريف لنا جميعا ودعم للمهرجان وترسيخ هذا المفهوم، وأضاف ووفق القائمون على المهرجان باختيار الوقت تحدث معي موطن من حفر الباطن عن المهرجان، لذا نتوقع نجاح المهرجان ونشجع على ذلك بقوة. صلاح بن خصيوي العمري رئيس مركز (الحمنة) بدأ حديثه عن الملتقى ببيت من الشعر الشعبي، قال فيه يقول الشاعر: (أملا الوجار وخلي الباب مفتوح..خوف المسير يستحي ما ينادي)، وعندنا مثل يقال فلان شباب نار وهذا دليل للكرم، وهذا يسعدنا وأتمنى أن يكون في كل عام في منطقة من مناطق المدينةالمنورة. وأكد أن التوقيت موفق فرصة لحضور الأبناء لمشاهدة الماضي وماكان عليه آباؤهم وأجدادهم والمنطقة مهيأة وأهلها معروفون بالكرم وتاريخهم حافل بالكرم وحث صلى الله عليه وسلم على ضرورة إكرام الضيف، فإكرام الضيف بمثابة إحياءا للسنة النبوية، وأتوقع النجاح لهذا الحفل وفرصة أن يشاهد الناس كرم أهل المنطقة وتراثهم. وأكد جميع من استطلعنا آراءهم من محافظي ورؤساء المراكز بالمنطقة أن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة تشريف يعطي المهرجان وهجا ودفعة ودعما كبيرا وتشجيعا لأهالي المنطقة وهذا دليل على حرص سموه يحفظه الله بشكل دائم ومستمر على الموروث، وعلى المواطن لأن التنمية تنمية في الإنسان وجميع مناحي الحياة مؤكدين اهتمام سمو أمير المنطقة بجوانب التنمية البشرية والتنمية في المنطقة ككل والتنمية في الموروث وما تتمتع به المدينة من حيث قدسيتها وتاريخها وموروثها وسمو أمير المنطقة اهتماماته واسعة وتشمل جميع المجالات.