حقاً مضت هذه السنة الدراسية وفي جعبتها فصلان دراسيان ثقيلان مر الواحد منهما وكأنه جبل... فقد زادت الأسابيع الدراسية بدون مبرر أو غاية مرجوة.. وعانت المباني المدرسية ضغط الجموع.. واستهلاك المرافق.. وحافلات النقل.. وتكوّنت سحب الملل والرتابة في المجتمعات المدرسية.. وتعب المعلمون والمعلمات من طول المتابعة وكثرة الأعباء واتساع طوابير الحصص ولا سيما وأن المناهج لم تكن بحاجة إلى زيادة رقعة الأسابيع الدراسية. التدريس هذا الهاجس المشحون بلغة التوتر والقلق والمثقل بدوائر الأعباء.. لم يستفد من طول السنة الدراسية.. قفوا لحظة وتأملوا كيف تحول الفصل الدراسي وكأنه سنة دراسية معبأة بالأسابيع.. يكفيكم أن تطالعوا الفصل الدراسي الثاني الذي خلا من أي محطة توقف أو استرخاء امتد باختياراته إلى تسعة عشر أسبوعاً!! وربما كان الفصل الأول أقل حدة لوجود اجازة رمضان.. إضافة لكون الجو أخف وألطف بصباحاته الشتائية عكس الفصل الثاني حينما يزحف الحر وترتفع درجات الحرارة.. أنا لست بصدد مقارنة عابرة بين فصلين دراسيين أصبحا كالقوسين وإنما أحببت أن أرفع إلى وزارتنا الكريمة وزارة التربية والتعليم عبر جريدة «الرياض» رسالة صادقة محفوفة بالتوجس وأحسبها تخالج أذهان منسوبي ومنسوبات المدارس ملخصها ضرورة اختزال أسابيع السنة الدراسية وتقليص الفصلين الدراسيين بحيث لا تتجاوز ستة عشر أسبوعاً مع الاختبارات فقد أثبتت التجربة التربوية أن ثمة أموراً عدة تدعو إلى امتصاص حدة السنة الدراسية وأن اتساع دائرة الدوام المدرسي لم يضف سوى الملل والأعباء إلى المدارس ولم يحقق سوى مزيد من الضغوط النفسية والبدنية نحو المعلمين والمعلمات بعملهم الميداني التربوي الشاق ولا يمكن مقارنتهم بالموظفين والموظفات المرتبطين بالمكاتب.. فهل ثمة نظرة إنسانية في مراعاتهم بإعادة النظر في طول مرابطاتهم لتحقيق أبعاد تربوية ملائمة تراعي طاقات المعلمين والمعلمات. نعم.. لقد تمدد الفصلان الدراسيان.. وتثاءب الدوام المدرسي.. فكثرت الأعباء.. وزادت الضغوط.. واتسعت مساحة الملل المسكون بالانتظار.. فهل تنظر وزارتنا الموقرة بعين الرأفة إلى حال الواقفين والواقفات فوق أرضية الميدان.. وبخاصة وأن الرؤى التربوية التي تنبثق من المعلمين والمعلمات أكثر تعبيراً وارتباطاً بروح الميدان وأن مشاركتهم في صياغة القرار التربوي وتشكيل مفرداته أمر إيجابي ينمي صلب الموقف التربوي ويصب في صالحه حتى لا تهدر الجهود.. وتبدد الطاقات ويغتال الملل أغصان التربية.. وحري بنا تقويم التجارب التربوية وقراءة مؤثراتها عن كثب ورصد أصدائها.. فهل ثمة موقف حكيم.. من وراء التربية والتعليم.. لتقليص السنة الدراسية؟