أدلى المصريون امس في ثاني أيام الإنتخابات والأخير بأصواتهم في اول انتخابات تعددية في تاريخهم تشهد تنافسا محموما بين مرشحين إسلاميين ومسؤولين سابقين في النظام سيتطلب حسم السباق بينهم جولة انتخابية ثانية. وتشكلت مجددا الطوابير امام لجان الاقتراع في القاهرة ومختلف المحافظات فيما بدا من الصعب التكهن بأي مؤشرات لنتائج التصويت بعد اليوم الاول للاقتراع، وذلك بسبب احتدام المنافسة بين المرشحين الخمسة الرئيسيين. ويأمل المصريون ان تضع الانتخابات الرئاسية نهاية لحالة الاضطراب السياسي والأمني الذي شهدته البلاد خلال الفترة الانتقالية وانعكس سلبا على الاوضاع الاقتصادية لهذا البلد نتيجة تراجع كبير للاستثمارات وللسياحة خصوصا. غير ان العديد من الشباب المصري الذي شارك في الثورة التي أطاحت مبارك توعدوا بالنزول الى الشارع اذا ما نجح خصوصا احمد شفيق الذي يتهمونه بالتورط في ما يعرف ب "موقعة الجمل" في اشارة الى الجمال التي استخدمت للهجوم على المتظاهرين في ميدان التحرير في الخامس من فبراير 2011، قبل ايام من سقوط مبارك.وامام مدرسة تحولت الى مركز اقتراع في حي مصر الجديدة، كان مئات من الناخبين ينتظرون في هدوء دورهم للادلاء بأصواتهم. وتعلن نتائج الجولة الاولى للانتخابات رسميا في 27 مايو المقبل لكن ينتظر ان يعلن المرشحون قبل ذلك النتائج التي سيجمعها مندوبهم من 13 الف مكتب اقتراع في مختلف انحاء البلاد.ويرجح المعلقون الا يتمكن أي مرشح من الحصول على الاغلبية المطلقة في الجولة الاولى وهي 50 في المائة زائد واحد والا تحسم النتيجة الا في جولة الاعادة في 16 و17 يونيو المقبل بين المرشحين اللذين سيحصلان على اعلى الاصوات. من جهتها نفت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية امس، ما تردَّد عن مد فترة التصويت يوماً إضافياً. ونفت اللجنة القضائية العُليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، على موقعها على شبكة الإنترنت بعد ظهر امس، ما ذكرته بعض وسائل الإعلام عن مد الاقتراع في انتخابات رئاسة الجمهورية ليوم ثالث، مؤكدة أن هذه الأنباء عارية تماماً عن الصحة. وكان رئيس مجلس الوزراء المصري كمال الجنزوري قد دعا المواطنين، عقب الإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية، إلى تقبُّل نتائج إنتخابات رئاسة الجمهورية ، مؤكداً أن العالم أجمع سيشهد على نزاهة الإنتخابات وشفافيتها ومصداقيتها. وقال إنه "لا بد أن يرضى الجميع بقرار الصندوق الذي يُعبِّر عن قرار الشعب"، لافتاً إلى ضرورة المشاركة في العملية الإنتخابية "لأن هذا يصب في مصلحة الوطن". وتوقَّع أن تكون نسبة التصويت في الإنتخابات مرتفعة بشكل غير مسبوق "بعد أن تأكد الناخبون أن كل صوت له تأثيره وأهميته"، مطالباً المواطنين بضرورة الإلتزام بالتعليمات والمحافظة على سير العملية الإنتخابية.الى ذلك اجتمع فضيلة الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر الشريف بمقر مشيخة الازهر امس مع الرئيس الامريكى الاسبق جيمى كارتر والوفد المرافق له الذي يزور مصر بدعوة من اللجنة العليا للانتخابات لمتابعة انتخابات الرئاسة في مصر.وقال الرئيس الامريكى الاسبق ان مركز كارتر قام بمراقبة اكثر من 90 عملية انتخاب على مستوى العالم وكان أهمها الانتخابات المصرية التي تميزت بالشفافية والنزاهة والاقبال المنقطع النظير. واتفق شيخ الأزهر وكارتر على قدرة مصر على تجاوز المرحلة الانتقالية الحالية وقدرة الشعب المصري على اختيار الرئيس الذي يتفق ومتغيرات المرحلة المقبلة. وقد تم خلال الاجتماع استعراض تطورات الاوضاع في مصر بعد ثورة 25 يناير والدور الذي يقوم به الازهر بالاتفاق مع مختلف التيارات والتنظيمات الاسلامية والسياسية من أجل إقرار مستقبل افضل لمصر. كما تناول الاجتماع الانتخابات الرئاسية في مصر، حيث اشار شيخ الأزهر خلال الاجتماع الى جو الانتخابات الذي تشهده مصر لاول مرة في تاريخها الحديث والذي يسوده النزاهة وحرية الاختيار بدون أي ضغوط.