طرحت الكويت مؤخرا فكرة تنفيذ عمل تاريخي لتوثيق حركتها الرياضية منذ تأسيسها وحتى المرحلة الحالية بقرار من المدير العام للهيئة العامة للشباب والرياضة وكلف امين السر العام لهيئة الصحفيين الكويتية برئاسة فريق العمل ووضع خطته وتشكيل اعضاء الفريق وتضمنت هذه العملية تجميع الوثائق والصور والمعلومات المتعلقة بالرياضة وذلك نواة لإنشاء المتحف الرياضي الكويتي . مثل هذا المشروع التاريخي جدير بالاهتمام والحديث عن دوره في توثيق الاحداث الرياضية والانجازات الوطنية ورصد وقائعها وسجلات الشرف لأبطال مسابقاتها وكافه نتائجها للأجيال القادمة. وكما اتمنى لو أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب سعت لتطبيق مثل هذه الفكره المهمة وأولت هذا الجانب التاريخي جل اهتمامها من خلال حصر اسماء من بقي على قيد الحياة من الرواد والمؤرخين والباحثين والمهتمين بالتاريخ الرياضي والاتصال بهم لتوثيق ما تختزنه ذاكرتهم وسجلاتهم من معلومات ووثائق وصور عن مسيرة الحركة الرياضية في مناطقهم ومدنهم . ان تاريخنا الرياضي في الوقت الحاضر بدأت أوراقة تتبعثر هنا وهناك وظهر للأسف من لديه الاستعداد لتزييف الحقائق التاريخية والمصادقة على بطولات وهمية لأندية معينة خاصة بعد رحيل رائد المؤرخين الرياضي وشيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد "رحمه الله" في رمضان الماضي إذ كان (ابو مساعد) حريصا على التعقيب وتصحيح الأخطاء الواردة في المعلومات التاريخية واليوم بدأت بعض الأقلام تطالعنا بإحصائيات ومعلومات مضللة تفتقد الى الدقة والمصداقية . وكم تمنيت لو أن رعاية الشباب كرمت هذه القامة الرياضية العملاقة بما تستحق تقديراً لتاريخه ولدوره الريادي في التأسيس وخدمة الحركة الرياضية حتى يقدم لها في المقابل ما كان لديه من تاريخ ومعلومات ووثائق .. ولكن ..!! اليوم هناك نماذج أمينة في رصدها وثقت تاريخ الرياضة في مناطقها امثال الأستاذ احمد العلولا الذي اصدر كتابا عن تاريخ الرياضة في القصيم وهناك الأستاذ محمد سالم الراجح في حائل والأستاذ أحمد مرشد في المدينة و الأستاذ شلهوب الشلهوب في المجمعة و الأستاذ عبدالله فرج الصقر و الأستاذ جمال العلي في المنطقة الشرقية وغيرهم كثير في مدن اخرى فضلا عن هرم المؤرخين الرياضيين د. امين ساعاتي ( 75 سنة) الذي عاصر الرواد و اصدر موسوعة تاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية في ستة مجلدات غطت تاريخنا الرياضي حتى عام 1417 ه .