ضمن النشاطات الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب المصاحبة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، استضاف "مجلس حوار" بالمعرض رسل فردريك ريفولان، مدير المكتب التنفيذي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو للحديث عن فوز المنظمة بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع شخصية العام الثقافية. وكان مجلس أمناء الجائزة قد أعلن في الخامس من شهر مارس الجاري عن فوز اليونسكو بفرع شخصية العام الثقافية للدورة السادسة 2011/ 2012. قدَّم للمحاضرة سعادة زكي نسيبة، عضو مجلس أمناء الجائزة، الذي رحّب بالضيف، وهنأه بفوز اليونسكو بجائزة هذا الفرع. واستعرض نسيبة دور القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في النهضة الثقافية والتعليمية، وفي الاهتمام بالإنسان، وتوفير كل متطلبات الحياة الكريمة له منذ إعلان اتحاد الإمارات وتأسيس الدولة. وعن إنشاء الجائزة قال نسيبة: "لقد تم العمل على تأسيس جائزة الشيخ زايد للكتاب في إطار هذه الرؤيا السامية للإنسان، ولأن الشيخ زايد رحمه الله كان راسخ الإيمان والعقيدة بأهمية التعليم والثقافة في بناء منظومة البناء المستدام للمجتمع لتفعيل كل إمكاناته ومقدراته الخلاقة، فقد عملت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على وضع أهداف توفير أفضل وأرقى أسس التعليم الحديث. ومن هذه الأهداف قامت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بتأسيس هذه الجائزة لتشجيع المبدعين من المفكِّرين والكتّاب والناشرين والشخصيات التي تساهم في إثراء الحراك الثقافي والإبداعي في العالم العربي، وفي الفضاء الإنساني في مجال الثقافة والفنون، وهي تمنح لتكريم وتشجيع الموهوبين والمفكِّرين في مجالات المعرفة والفنون والآداب، وفي جميع مجالات المعرفة الإنسانية". وبعد أن استعرض نسيبة الأسماء الفائزة بجائزة هذا الفرع للأعوام الخمس الماضية، أشار إلى أن اليونسكو تنضم اليوم إلى كوكبة المكرمين بجائرة الشيخ زايد للكتاب - فرع شخصية العام الثقافية 2012، وتكرس الجائزة بهذا الاختيار مهمتها في تسجيل عظيم التقدير والامتنان للشخصيات المعنوية التي تساهم، وعلى نحو رئيس، في تحقيق التآلف والتناغم بين حضارات وثقافات العالم المختلفة، وفي إرساء قواعد السلام والعدالة والاستقرار على المسرح الدولي، وتشجيع الحوار مع الآخر، والمحافظة على التنوع الثقافي، والتعدُّد اللغوي. من جهته، عبَّر رسل فردريك ريفولان، مدير المكتب التنفيذي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، عن امتنانه لدولة الإمارات العربية المتحدة، وشكره وتقديره لحكومة أبوظبي، ولهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ولجائزة الشيخ زايد للكتاب على هذا التكريم. كما وأشاد بالدور الكبير الذي توليه إمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة في الحوار الحضاري والثقافي، وكذلك بثقافة الانفتاح على العالم بغية التواصل الحقيقي، ونشر التعليم والمعرفة، والاستعانة بالتقنيات الحديثة في الحفاظ على التراث، وأكَّد كذلك على الدور الذي تلعبه إمارة الشارقة في تفعيل الحركة الثقافية، وبالدور الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمَّد القاسمي، حاكم الشارقة، للبرامج الثقافية الواسعة، ومد جسور التواصل الثقافي بين الإمارات والعالم. وعن حصول اليونسكو على جائزة الشيخ زايد للكتاب - فرع شخصية العام الثقافية في هذه الدولة، أكد ريفولان على أن هذا التكريم سيعزز علاقة التواصل الخلاق بين المنظمة وشعوب وثقافات العالم، وسيضع على عاتقها مهمة التواصل أكثر من أجل تعزيز قيم المعرفة والعلم والثقافة التي تعلي من شأن الإنسان، وتحترمه كقيمة إنسانية بعيداً عن أي باعث جهوي، وهذه هي القيم التي انطلقت منها جائزة الشيخ زايد للكتاب من منذ إنشائها في عام 2006؛ وتعمل عليها لتحقيق التقارب بين الشعوب والثقافات والحضارات. وأشار ريفولان إلى أن دورة الجائزة لهذا العام حقَّقت إنجازاً ثقافياً كبيراً لأنها كرّمت ثلاث مؤسسات عالمية هي مدينة كتاب باجو، ودار ريل للنشر، بالإضافة إلى اليونسكو، وهذا مؤشر واضح على انفتاح الجائزة الحقيقي على العالمية من جهة، وعلى المؤسسات التي لعبت دوراً حقيقياً في بناء حضارة والمعرفة والكتاب من جهة أخرى.