دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي حكومة الوفاق الوطني او ما اسماها (حكومة الانقاذ) الى عدم الالتفات الى اية توجيهات حزبية والعمل فقط على تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في رد واضح على تهديد الرئيس السابق علي عبدالله صالح الاسبوع الماضي بسحب وزراء حزبه من الحكومة. وقال هادي في اجتماع استثنائي بحكومة محمد سالم باسندوة امس :" أمامنا هدف كبير وهو الوصول مع كل القوى السياسية والاجتماعية ومختلف شرائح المجتمع اليمني، إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيتم فيه مناقشة كل الملفات والقضايا والإشكاليات بكل أنواعها وصورها دون أي تحفظ وبما يخدم الخروج برؤية وطنية شاملة يتم وضع خطة عمل على ضوئها لكل الإجراءات، من التعديلات الدستورية وكل ما يرسم مستقبل اليمن الجديد المرتكز على العدالة والحرية والمساواة والحكم الرشيد وذلك ما يتطلب من الحكومة العمل في هذا الاتجاه، وأمامها مهام العمل المؤسسي الذي يخدم حاجيات الناس ومتطلباتهم وتلبية تطلعاتهم." ودعا هادي وزراء حكومة الوفاق التي تشكلت في ديسمبر مناصفة بين المؤتمر الشعبي العام وتكتل اللقاء المشترك المعارض وشركائهم بناء على اتفاق نقل السلطة الى عدم الالتفات الى أي توجيهات حزبية مهما كان مصدرها في اشارة واضحة الى الرئيس السابق صالح الذي يترأس المؤتمر الشعبي وهدد الاسبوع الماضي بسحب وزراء المؤتمر من الحكومة، ويحاول ابتزاز هادي لحضور اجتماعات قيادة المؤتمر باعتباره نائب رئيس الحزب وهو ما رفضه هادي. وقال هادي ان هذه الحكومة "ليس لها أي علاقة بالحزبية أو العمل الحزبي بأي شكل من الأشكال وعليها مسؤولية وطنية وإقليمية ودولية تتمثل فقط في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن رقم 2014 ،والعمل على تلبية متطلبات الشعب وحاجياته الأساسية والتموينية ". وأصاف :" المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة تجعلكم جميعا مسؤولين عن تنفيذها دون الالتفات الى الانتماء الحزبي لأنكم أديتم اليمين الدستورية على أساس خدمة الشعب ومصالحه وعدم الالتفات لاي توجيهات تأتي من خارج الحكومة ايا كان مصدرها." وفي تأكيد واضح على تلويح هادي الاسبوع الماضي بإمكانية حل الحكومة وتشكيل حكومية وفاق بديلة اذا استمر صالح في محاولة ابتزازه ، قال هادي :"إن أي احد من حكومة الوفاق الوطني ليس مفروضاً مهما كان ونحن ضد هذه الفرضية ولن نقبل بذلك ابدا ومهمتنا هي العمل من أجل إنقاذ البلاد وإخراجها من المتاعب والصعاب وقد نلنا ثقة الشعب من اجل ذلك." وأضاف:"هناك رئيس حكومة وفاق وطني وهناك رئيس جمهورية ولا نريد العودة الى المربع الأول." ودعا الاحزاب الى الكف عن عرقلة عمل الحكومة وقال " عمليا يفترض أن تغير جميع الاحزاب سياساتها وتتصرف بكل قواها لتنفيذ المبادرة التي تم التوقيع عليها بإجماع وطني وإقليمي ودولي، والكف عن المناكفات الإعلامية والحزبية وتوظيف الاحزاب للمماحكات السياسية او محاوله افشال مهام الحكومة". وكانت الخلافات بين هادي وصالح كادت تعصف بالحكومة وعبر المجتمع الدولي الراعي للمبادرة عن قلقة من تعثر التعاون السياسي ودعا جميع الاطراف الى الالتزام بتنفيذ المبادرة . من جانبه اكد باسنوة ان حكومة الوفاق الوطني ستقف بكل قوتها خلف الرئيس هادي.وقال واذا رأيت في أي منا أي اعوجاج فعليك توجيهنا حتى نقومه، فمصير الوطن يعتمد عليك وقد تحملت المسؤولية في ظرف دقيق، والوطن يعقد آمالا كبيرة في حكمتك ومقدرتك على الخروج بالبلاد من الأوضاع الراهنة". ولا يظل الرئيس السابق يمارس اعمالاً استفزازية تثير حفيظة المعارضة وخاصة شباب الثورة. فقد نظم انصار صالح وفي ميدان السبعين بالقرب من القصر الرئاسي حفلاً للاحتفاء بيوم عيد ميلاد صالح الذي يصادف 21 مارس اطلق عليه اسم "يوم الوفاء" وقطعت قوات الامن المركزي والحرس الجمهوري الشوارع المؤيدة الى الميدان الذي تحول من ميدان للاحتفالات الوطنية الى ميدان للاحتفال بعيد ميلاد صالح، ما تسبب في اختناق مروري حاد مساء الجمعة. وقرأ في الحفل رسالة من ابن شقيق صالح يحي محمد عبدالله صالح اركان حرب الامن المركزي الى عمه صالح ، وفي إحدى فقرات تلك الرسالة تحدٍ سافر لكل شباب الثورة " عائدون عائدون". ميدانياً اندلعت مواجهات مسلحة بين قوات الأمن اليمنية وعناصر من جماعة " أنصار الشريعة " احد اذرع تنظيم القاعدة ، امس بمحافظة لحج جنوب اليمن اثر هجوم مباغت للجماعة طال مقراً لقوات الامن المركزي بالمحافظة وقال مصدر امني يمني ان مسلحين من عناصر أنصار الشريعة هاجموا امس مقرا لقوات الامن المركزي بمحافظة لحج عقب يوم من المواجهات بين الطرفين . واضاف انه استخدم في المواجهات مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وسمعت أصوات الانفجارات تسمع بوضوح . ويخشى مراقبون من سقوط محافظة لحج بأيدي عناصر القاعدة لتكون بذلك المحافظة الرابعة التي يوجد للتنظيم سيطرة على بعض مديرياتها بعد أبين وشبوة وحضرموت . وتدور مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني وعناصر القاعدة منذ مطلع الشهر الجاري اثر مقتل 185 جنديا وجرح المئات وأسر 73 آخرين جراء هجوم على وحدات عسكرية بمنطقة دوفس بمحافظة ابين جنوب اليمن .