يُتوقع أن يُقسم الرئيس اليمني الوفاقي عبد ربه منصور هادي اليمين الدستورية كرئيس للبلاد الأسبوع المقبل أمام جلسة خاصة لمجلس النواب (البرلمان)، قبل ان يتسلم دار الرئاسة من الرئيس علي عبدالله صالح امام «زوار كبار». وسيتولى هادي إدارة البلاد خلال مرحلة إنتقالية لسنتين، يتم خلالها إجراء إصلاحات دستورية، وسياسية واقتصادية ومالية شاملة وهيكلة الجيش وبناء الدولة المدنية، بالإضافة إلى إجراء حوار وطني شامل ليكون منطلقاً لبناء اليمن الجديد. وكانت اللجنة العليا للانتخابات توقعت مساء أمس حصول هادي على نحو ستة ملايين صوت، في ضوء تقديراتها الأولية لنتائج فرز الأصوات، علما ان نحو 60 في المئة من الناخبين ادلوا باصواتهم من أصل 10 ملايين ناخب من الجنسين. وقالت مصادر في اللجنة أن محافظات صنعاء، وتعز وإب والحديدة ومدينة صنعاء كانت الأكثر كثافة في نسبة التصويت، مشيرة الى أن الاقتراع لم يتم بشكل طبيعي في 9 دوائر انتخابية كلها في محافظات جنوبية، بسبب «الإعتداءآت المسلحة على مراكز الاقتراع من قبل عناصر مسلحة تنتمي الى فصائل الحراك الجنوبي» الإنفصالية. وأضافت «أن نحو 180 دائرة انتخابية تم فرز الأصوات فيها (حتى مساء أمس)، وأن إعلان نتائج الانتخابات بصورة نهائية سيتم خلال الساعات المقبلة على أبعد تقدير». وقالت ل»الحياة» مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي العام» أن الرئيس علي عبد الله صالح سيعود إلى اليمن من رحلته العلاجية في الولاياتالمتحدة خلال يومين، وانه سيسلم السلطة إلى خلفه منتصف الأسبوع المقبل في احتفال رسمي في دار الرئاسة، وفقاً لترتيبات خاصة. وتوقعت أن يحضر الاحتفال عدد من وزراء خارجية الدول الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومبعوث للإتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي جمال بن عمر والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، اضافة إلى قيادات أحزاب الوفاق الوطني في «اللقاء المشترك» والمؤتمر الشعبي العام وحلفائهما. ولفتت المصادر إلى أن تسليم الرئيس السابق السلطة للرئيس الجديد سيشهد تكريم صالح من قبل هادي في إطار مراسم وداع رسمية يشهدها اليمن للمرة الاولى في تاريخه. وكان الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي عبده الجندي أكد أمس في مؤتمر صحافي عودة صالح إلى اليمن للمشاركة في تنصيب هادي. غير أن الجندي لم يحدد موعد عودة صالح التي قال «أنها قريبة». وقال الجندي أن نسبة مشاركة أعضاء حزب المؤتمر وحلفائه وأنصاره في الإقتراع الرئاسي تصل إلى 75 في المئة من المشاركين، ما أثار شكوك الأطراف الأخرى التي تعتقد أن نسبة مشاركتها هي الأكثر. وتوقعت مصادر سياسية يمنية أن يعين الرئيس هادي نائباً له بعد أيام من توليه مهماته رسميا، وان هناك عدداً من الأسماء المطروحة لتولي المنصب من ابرزها عبد الكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس السابق، ومحمد اليدومي رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، وعبد القادر هلال وزير الادارة المحلية السابق، وعبد الرحمن محمد عثمان رئيس مجلس الشورى. ولفتت المصادر إلى أن القرار الأخير في إختيار نائب الرئيس يرجع الى الرئيس نفسه وفقاً للدستور اليمني. ونبهت إلى أن نائب الرئيس سيكون من المحافظات الشمالية على اعتبار أن رئيس الجمهورية ينتمي الى المحافظات الجنوبية، ملاحظة أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لم تنص على تعيين نائب للرئيس في إطار التسوية الراهنة لنقل السلطة. وفي نيويورك («الحياة»)، دعا مجلس الأمن الأطراف الأساسيين في اليمن الى «العمل معاً بدعم دولي قوي لمواصلة المرحلة التالية من العملية الانتقالية بحسب ما نصت عليه آلية التنفيذ» المتفق عليها. ورحب المجلس، في بيان، بإجراء الانتخابات الرئاسية وهنأ الشعب اليمني على الأجواء السلمية التي رافقت الانتخابات «والمشاركة الواسعة فيها».