اختلاف ليتكِ تعرفين بمَ أفكر .. حين تتساءلين بمن وأنتِ معي ... ..بصمتٍ رطِبٍ نبلّلُ الكلام...كنتِ على مقربةٍ من الفراق سيرة البحرِ في عينيكِ ..وعلى جبيني تثاءبَ الرمل .. لم تكوني عتمة قط كي تعشقي ليل البحر الهمجيّ ... كنتِ نجمةً كذلكَ فوق سواد قهوتي .. وكنتُ مخرج المقهى الوحيد حين اشتعلتْ نيران الأصدقاء فوق طاولة الضوء .. ..سأظل أفتّش عنكِ فيّ ...أحاول أن أخرجكِ من دائرة البرد والخيبات المتتابعة .. أنظر إليك ..كي أهرب عنك ... أتذكّرك كثيراً كي أنساك حتى بالملل من التذكّر .. صدقيني لم أعد أحبك ... لا لتقلّبِ قلبي، وسادية روحي الشاعرة ... لكن فقط لأنني أحب أن أكون مختلفا حينما لا أعرف شيئا لا يحبك..! 2- رعشة ..! الضوء حدّ الرصيف ...وردهة الباب ورقةٌ سقطت من غصن المطر ..!لم تكن غير كوخ في قوس قزح ...في زرقة الغموض .. في بشاشة الغيم، أو في السحاب الخريفي الأحمر كنتُ وعيناها إمّعتين دائمًا......يدها وطنٌ من ليل .. ويدي كسرة خبز جافة في قبضة يتيم نائم .. يتسلّقني المكان .. فأسقط من قمته ... وتنحدر بي مشيئتي .فأحبو بها على رصيف السماء يا اللااااااه ..!أنفاسها قصيدة تترنّح بعيدًا عن النافذة ...ونظّارتها السوداء دكنة الغرق...حتى حديثها إليَّ ...قرآنٌ تركته لنا الملائكة ... ..موعدي معها سنوات البرد وسفَر الياسمين ..وغنائي إليها وداع البحّارة الذين لا يعودون ... محطة ... تحتَ مظلّة المطر ...كرسيٌّ شاغرٌ لا نجرؤ بالجلوس عليه ... وفي محطةِ الشتاء المؤجّل للحزنِ لم أكن وحدي أشيّع العمر بغيابك وأستقبل الحضور بالتذكّر ...كان البرد محمّلا بآخرين لا ينام في قلوبهم الحنين ولا يتذكّرهم الأصدقاء.....تجيئين من مدينةٍ مسافرةٍ يا صديقتي ..تسألين الرصيف عن سر اللونين فيه .. (أدّيش كان فيه ناس )... لكنني وحدي .. قلتُ له لا تكن بلونينِ كقلوب المارّةِ آخر الشارع بيتي .. ..مائة عامٍ في دكانة البرد ..أغنّي للشمس فينتظرني الخريف ... وآخذ من وجوه المسافرين وهم انتظارك لي...حين تعودين من الذنب الأخير يعود المطر إلى مظلّة الريح ويأخذني البرد وراءك إلى مدينة الموت...