تصور أنك تراني الآن، بقميص ممزق ووجه شاحب وغصة مغروسة في منتصف حلقي، تصور أنني أريد أن أقول شيئا يشبه حكاية حميمة تروى منتصف المساء وتنسى نهار اليوم التالي، كوعد أطلقناه للريح.. والريح «غدارة». تصور أننا معا.. نلعب لعبة صغيرة: كلما هبت ريح قوية صرت أنت بساطي، وكلما نام العالم أبصرته في عينيك. تصور أنني أحبك بهذا الشكل العفوي، وأنا أشق برتقالة لنصفين.. أتذكرك. وأنا أعبر الشارع نحو الرصيف المقابل، أتذكرك. وأنا أتوسد حلمك كي أنام.. أتذكرك. إييييه يا صديقي، البنت المتوجسة خيفة من زمن سيئ تحبك الآن، تبكي أحيانا لأن البكاء بحة الأغنيات المدهشة، رفيقة المساءات الغافية على صدرك.. هذا كل ما أعرفه عن الأحاسيس العميقة بين اثنين، إنني ببساطة حين أنام أترك شقي الأيمن فارغا، أترك لك الباب مفتوحا، وحين يهتز كأس الماء بجانب المنضدة أعرف أنك قد عبرتني. تماما في الوقت الهادئ الذي تنام يدك بين شعري، يدك القادمة من آخر العالم، المسافرة في دمي نحو الموئل الأخير. أنا وحيدة هذه اللحظة، لا أنتظرك، لكني أمهد لخوفي مقعدا، أرسم لأَرَقي قوسا نحو الأعلى، أشده بقوة بقوة بقوة، أشده حتى يبتهج. ونحن نتحدث.. قبضتُ على اللحظة الضيقة بيننا واتسعت حينها الكذبة. مدونة: دانتيل