ثلاثة مؤثرات ساخنة.. تبرز وكأنها صراخ رفض لكل حيوية تقدم.. لا بأس بأن نحافظ على سلامة الأخلاق.. أن نرعى نزاهة السلوك لكن ليس عبر جهات غير مسؤولة، وحين تكون مسؤولة فيجب أن يكون هناك نظام يبرر ما تفعل.. الأمر.. متضاد تماماً مع كل خطوات التقدم الحضاري.. كل شواهد إيجابيات تنوع الحضور الاجتماعي للرجل والمرأة في عضوية تقدمات الوعي وفي نفس الوقت التأكيد بأن مجتمعنا لم يعد باباً مقفلاً تبكي خلفه امرأة ضائعة الحقوق أو يفصلها جدار طين عن وجود ماعز المنزل.. شواهد تقدمنا العلمي والثقافي والحضاري أصبحت بارزة عربياً ومحترمة دولياً ولم نستخدم هذه الشواهد كي نبيح ما هو محرم أو كي نمارس ما ليس مطلوباً.. بالعكس.. حالات مشاركة المرأة هي من قبل الدولة ومن قبل المنظمات الاجتماعية فيها رصانة عقل والتزام ديني وكفاءة حضور اجتماعي، فلماذا يأتي مثلما حدث من تدخلات.. أجزم أن أبرز من فعل ذلك في تلك التدخلات هو أقل وعياً وفهماً مما هي عليه أي سيدة في تلك المناسبة من كفاءة احترام وعي وسلوك.. في فعاليات منتدى التنافسية السادس وهو حضور بارز في إيجابيات النتائج ومستويات العضوية وحظي بمشاركات دولية مرموقة، ومع ذلك فوجئت صحفية بشخص يهددها ويصف حضورها بأنه غير ديني.. كيف حصل على هذه الصلاحية وهل من اللائق أمام العالم الحضاري أن تكون مناسبات الحضور في مظاهرها ملزمة بالارتباط مع مفاهيم مثل هذا الرجل.. نحن نعرف أن هناك مناسبات حكومية يتم فيها تقدير المرأة من قبل كبار مسؤولي الدولة، نعرف أن هناك سيدات عمل في بنوك وشركات وهناك محررات إعلاميات في صحفنا المحلية فلماذا هذا التناقض.. قبل أشهر حدث تدخل مشابه في حفل أقامته «روتانا» ودُعي إليه مرموقون رجالاً ونساءً في مجالات الإعلام عبر أداء محترم وأخلاقي.. قبل ذلك بسنوات قليلة جداً حدث أن أقامت كلية اليمامة الأهلية والتي تلتزم باللغة الإنجليزية ندوة حضرتها مثقفات بريطانيات، وفوجئ الجميع وسط أجواء تبادل التقدير التعليمي بوجود من يتدخل ويسيء عملياً وواقعياً ليس لكلية اليمامة ولكن لمجتمعنا بصفة عامة.. هذه شواهد.. قليلة جداً.. ثلاثة أحداث فقط بينما هناك آلاف الشواهد المرفوض أن تتم بالأسلوب الذي حدث، فلسنا أكثرية ضالة تأتي أقلية ترى ذاتها الأفضل للتدخل في مناسبات تطرح شواهد حصانة تلك الأقلية.