يوم الجمعة الماضي كل شيء كان رائعاً في استاد الملك فهد الدولي بالرياض.. فالجمهور الرياضي زين مدرجات درة الملاعب بأعلامه الخضراء وحضوره الكبير.. والأخضر كان على موعد مع الابداع والتألق وتحقيق انتصار تاريخي سيبقى محفورا في ذاكرة الجماهير السعودية والكويتية.. قبل المباراة التنافسية التي تنتظرها جماهير الرياضة بالوطن العربي والقارة الصفراء.. كنا نتحدث عن أهمية تحقيق النقاط الثلاث التي ستدفع بالأخضر لمواصلة طريقه نحو مونديال المانيا 2006م، وكيفية تحقيقها خاصة والمنافس الفريق الكويتي الذي يختلف كثيرا عندما يلاقي الأخضر. ٭ لكن نجومنا كانوا عند حسن ظن وثقة جماهيرهم التي جاءت لمؤازرتهم رغم ظروف الامتحانات فقدموا مباراة ولا أروع أمتعت الجماهير الكبيرة داخل الملعب والملايين خلف الشاشة الصغيرة.. متوجين تفوقهم بثلاثة أهداف نظيفة كانت قابلة للزيادة للضعف لولا أنهم تعاملوا مع الأزرق على طريقة «أرحموا عزيز قوم ذل» فاكتفوا بالثلاثية ومالوا لتهدئة اللعب حتى والفريق الكويتي يبحث عن صافرة النهاية بعد ان عجز أفراده عن مجاراة نجوم الأخضر وزاد من «وهنهم» طرد اثنين من لاعبيهم للخشونة وسوء السلوك.. ٭ الاعداد الفني والنفسي لمنتخبنا كان مميزاً وأفضل بكثير من الفريق المقابل.. ووفق كالديرون كثيرا في اختيار التشكيل المناسب واسلوب الأداء ففرض الأخضر اسلوبه وسيطرته على الملعب وهاجم المرمى الكويتي منذ البداية واستمرت السيطرة والتفوق للأخضر على مدى الشوطين. الأداء المميز لمنتخبنا والكرة الهجومية اعادت للأذهان شيئا من شخصية الأخضر ونكهته التي افتقدناها منذ نهائيات أمم آسيا 2000م التي اقيمت في لبنان. - الحضور الجماهيري كان مميزا جدا وكان الجمهور بحضوره الكبير وتفاعله مع الأداء الأخضر أحد أهم عوامل تحقيق الانتصار وهو ما أكده اللاعبون بعد انتهاء المباراة، حيث اجمعوا على أن الحضور الكبير أشعرهم بعظم المسؤولية ومضاعفة العطاء.. وكان لتشجيعهم دور في رفع الروح المعنوية لديهم.. وهكذا يؤكد جمهورنا الوفي بأنه اللاعب رقم واحد الذي نأمل أن يسهم مع اللاعبين في اعلان التأهل الرسمي للنهائيات من أرض درة الملاعب عندما نلاقي اوزبكستان يوم الاربعاء القادم إن شاء الله. ٭٭ المنتخب الكويتي وبالرغم من الفارق الفني الذي يأتي لمصلحة منتخبنا - كما نتوقع منه أداء أفضل مما شاهدنا ولكن اتضح إن الاعداد النفسي هذه المرة لم يكن جيدا، ويبدو أن مناورة الأشقاء الكويتيين هذه المرة جاءت بنتائج عكسية على الأزرق فبدا الفريق بلا هوية، وطغت العصبية على أداء لاعبيه خاصة في شوط المباراة الثاني الذي شهد توتر أعصاب أكثر من لاعب كويتي، ومن المؤكد أن حركة إداريي الفريق بالتهديد بالانسحاب احتجاجاً على تأخر عودة الاضاءة «اصابت» لاعبي الأزرق الذين قدموا واحداً من أسوأ اشواطهم في التصفيات! ٭ طاقم التحكيم الياباني كان موفقا في قيادة المباراة وتعامل مع الأخطاء وفق القانون فحد من تأثير توتر لاعبي الكويت وأوقف الألعاب الخشنة! ٭٭ المباراة أكدت على تلاحم أبناء هذا الوطن فشاهدنا جمهورا يشجع منتخب بلده بعيدا عن ألوان الأندية.. وشاهدنا اللاعبين يقدمون لوحة رائعة للتعاون والقتالية.. وشاهدنا كيف يفرح الجميع بالهدف وبطريقة طبيعية «لا تصنيع» فيها فالفرح لأجل الوطن. وشاهدنا ايضا حضور رؤساء أكبر الأندية وأكثرها تنافسا لهذه المباراة وقبل ذلك اسهامهم في دعم الحضور الجماهيري حيث تكفل رئيس الاتحاد منصور البلوي بشراء تذاكر الدخول من حسابه الخاص، وتكفل رئيس الهلال الأمير محمد بن فيصل بتكاليف حضور بعض روابط الأندية من خارج الرياض وتأمين أكثر من خمسين حافلة لنقل الجماهير من أماكن مختلفة من مدينة الرياض. ٭٭ الجابر بذل جهدا خارقاً وكان القائد المحنك ومهندس الانتصار، والشلهوب تحرك في كل مكان صنع وسجل هدفين، والحارثي توج أول مشاركة رسمية بهدف رائع.. والبقية كانوا نجوماً وكل قام بدوره على أكمل وجه. ٭٭ الأخضر قطع شوطاً كبيراً وبقيت الخطوة الحاسمة والأهم يوم الاربعاء القادم والتي من خلالها سنعلن وصولنا رسميا إلى مونديال المانيا إن شاء الله. - مشاركة المنتخب «الأهم» حالت دون تعليق الكثير على ما جاء في برنامج صافرة الاسبوع الماضي من تجن على قانون الكرة واستغفال للمشاهد! ٭٭ كوريا الجنوبية حققت التعادل مع أوزبكستان بالدقيقة قبل الأخيرة بهدف غير صحيح حيث كان اللاعب الذي مرر كرة الهدف في موقع تسلل واضح و«فاضح»! [email protected]