فرض المنطق نفسه، وأنصفت الكرة منتخبنا الذي حضر بقوة أمام شقيقه الكويتي، وفرض حضوره وأسلوبه وترجم تفوقه بثلاثية ولا أجمل في المرمى الكويتي، وكان للجمهور السعودي الوفي الكبير الذي ملأ درة الملاعب دور فاعل في الفوز الكبير الذي جعلنا قاب قوسين أو أدنى من مونديال ألمانيا إذ قلص التألق السعودي الخطى نحو التأهل وبات ذلك قريباً بإذن الله بعد أن قدم منتخبنا أجمل عروضه وترجم التفوق الميداني والفارق المهاري إلى فوز كبير بثلاثة أهداف دون مقابل كادت تتضاعف ويمنى الأشقاء بخسارة تاريخية لو لا التسرع، والهدوء الذي لازم الأداء بعد ضمان الفوز وكان للحضور الفني القوي والانضباطية في الأداء والروح العالية دور كبير في الفوز على صيحات وأهازيج الجماهير السعودية التي قالت كلمتها، وزفت الأخضر للفوز فيما كان المنتخب الكويتي غائباً تماماً وتائهاً وسط الملعب وساهم توتر لاعبيه في نقص الفريق بخروج لاعبين ببطاقتين حمراوين، ولعل مما زاد المباراة جمالاً وإثارة شجاعة حكم اللقاء الياباني (تورو كامي كاما) الذي طبق القانون ولم يراع أن هناك فريقاً خاسراً أو ناقصاً بطرد سابق فكان للقانون حضوره القوي. الشوط الأول ٭ جاء التقدم للمنتخب السعودي بهدف الموهوب (الشلهوب) كحالة منطقية للتفوق السعودي الواضح والسيطرة التامة على وسط الملعب والاداء بشكل عام رغم ان النتيجة بهدف لم تكن لتترجم التفوق الفعلي بعد ان اضاع نجوم المنتخب اكثر من فرصة فقائد الاخضر المتألق (سامي الجابر) صد له القائم هدفاً محققاً وايضاً جانب القائم الآخر صد له هدفاً آخر بعد ان مرر له (الشلهوب) كرة ولا اروع عمل منها فاصل مهاري وتخطى (شهاب كنكوني) الحارس الكويتي ولعب الكرة في جانب القائم كما سدد (ياسر) و(عزيز) عدة كرات وتوالت الفرص في هذا الشوط مقابل اختفاء تام للهجوم الكويتي اذ بقي حارس مرمى المنتخب السعودي (مبروك زايد) مرتاحاً إلا من كرة سددها (مساعد ندا) من فاول تصدى له (مبروك) ببراعة. المنتخب السعودي هاجم منذ البداية ووضح ان هناك رغبة في الضغط الهجومي بتواجد ثلاثة مهاجمين سامي وياسر و (أمين) مع انطلاقات للشلهوب وكان هناك تنظيم في الاداء من جانب المنتخب السعودي فيما كان المنتخب الكويتي يعمد الى التراجع واغلاق منطقته مما سبب تباعداً بين خط الوسط والمهاجم الوحيد في المنتخب الكويتي (بدر المطوع) في ظل تراجع (بشار) للوراء في محاولة لبناء هجمة كويتية ولم يتقدم المنتخب الكويتي للهجوم ويفتح ملعبه الا بعد ان اهتزت شباكه من قبل محمد الشلهوب الذي لعب كرة جميلة من فاول خارج منطقة الثمانية عشرة اكملها وغير اتجاهها المدافع الكويتي (نهير الشمري) ومع اندفاع لاعبي الكويت للأمام تحصل هجوم منتخبنا على عدة كرات مرتدة لم تستثمر وساهم تألق خط الوسط السعودي في اخفاء نظيره الكويتي الذي عجز عن اداء مهامه دفاعاً وهجوماً عكس اداء خط الوسط السعودي الذي كان متفاهماً ويؤدي ماعليه بخطة ويضغط على حامل الكرة الكويتي ويضيق عليه المساحة. (الشوط الثاني) ٭ تأخرت بداية هذا الشوط بسبب العطل الفني الذي اخفى الاضاءة في بعض اجزاء الملعب، وجعل الرؤية غير واضحة، وبعد اصلاح العطل بدأت مجريات هذا الشوط وسط إصرار سعودي على مضاعفة النتيجة، ومحاولة كويتية للتعديل فشلت تماماً امام سيطرة منتخبنا التي تواصلت، وزاد من وضع المنتخب الكويتي سوءاً استبدال (بشار عبدالله) الأفضل، ومع غيابه غابت الخبرة والقيادة في المنتخب الكويتي الذي ظهر لاعبوه بشد عصبي وتوتر إثر عدم القدرة على مجاراة اداء منتخبنا (فنياً) ولجوء بعض لاعبي المنتخب الكويتي للأداء الخشن والذي نتج عنه طرد لاعبين هما (علي النمش) و(وليد جمعه) بعد أن شهدت بداية هذا الشوط تأكيد الفوز السعودي والتفوق عن طريق نجم المباراة الأول الموهوب (محمد الشلهوب) الذي استثمر تمريرة الخبير (سامي) ولعب الكرة بيسراه في المرمى الكويتي ليضاعف الصقر السعودي الموهبة الشابة القادمة (سعد الحارثي) النتيجة بالهدف الثالث بعد فاصل مهاري تجاوز به مدافعي الكويت وموه على حارس المرمى ووضع الكرة في المرمى كهدف ثالث طمأن كثيراً على الفوز الذي كان منتخبنا جديراً به عطفاً على اداء نجومه وروحهم العالية في المباراة ولجأ (كالديرون) الى منح الفرصة لأكثر من نجم بإشراك (الحارثي) و(تميم) و(سويد). من المباراة ٭٭ الجماهير السعودية الوفية حضرت بكثافة وآزرت نجوم الأخضر وكان لها كلمتها في حسم المباراة لصالحنا. ٭٭ منتخبنا ظهر باداء جماعي ونجومية للجميع بدءاً بالنجم مبروك زايد ومروراً بالدفاع والوسط والهجوم وحتى البدلاء كان لهم حضورهم الجميل في اللقاء. ٭٭ بهذا الفوز ارتفع رصيد منتخبنا إلى ثمان نقاط متصدراً المجموعة ويكفيه نقطة ليعلن التأهل رسمياً والطموح باذن الله بانها ستكون ثلاث أمام (اوزبكستان) الاربعاء المقبل. ٭٭ الحكم الياباني ومساعداه كانوا من نجوم المباراة خاصة حكم الساحة الذي كان شجاعاً في اتخاذ قراراته وتمكن من السيطرة على احداثها. ٭٭ المنتخب الكويتي الشقيق حاول لكنه ضاع واختفى امام تألق المنتخب السعودي. ٭٭ محمد الشلهوب استحق جائزة أفضل لاعب في المباراة بعد أن تألق وسجل هدفين جميلين واكد تخصصه في هز شباك الكويت. ٭٭ قائد المنتخب سامي الجابر سجل هو الآخر حضوراً قوياً في المباراة وساهم بخبرته ومهارته وقيادته المميزةفي الفوز الكبير.