استعاد منتخبنا الوطني عافيته في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في الدور الثاني من التصفيات بعد ان عانى كثيرا في الدور الاول من النزيف النقطي والذي وضعه في موقع لا يليق به في المرتبة الرابعة ولكن بعد التعديلات الفنية مع المدرب البرتغالي بوسيرو وتوهج نجوم الاخضر فنيا بفضل الله ثم بالروح والعزيمة التي غلفوا بها اداءهم ليرفعوا رصيدهم من (4) نقاط الى (10) نقاط وسط اداء فني راقٍ ومقنع ليعود الى مراكز المنافسة المعتادة ويعيد هيبته على مستوى القارة وكذلك اعادة البسمة لجماهير الوطن الوفية واليكم قراء (البلاد) الكرام السيناريو الذي بدأ به الاخضر التصفيات وحتى لقاء الامارات الاخير. البداية مع ايران استهل منتخبنا الوطني مشوار التصفيات مع المنتخب الايراني في موقعة درة الملاعب وفي هذه المواجهة ظهر منتخبنا بمستوى جيد في الشوط الأول استحق من خلاله التقدم بهدف واحد سجله المهاجم الدولي الغائب بداعي الاصابة سعد الحارثي بعد تمريرة الشهيل المتقنة كما ان حكم اللقاء انذاك حرم فيصل السلطان من ضربة جزاء واضحة وصريحة كانت كفيلة بتسهيل مهمة الاخضر في حصد النقاط الثلاث ولكن الاخضر في الشوط الثاني تراجع للحفاظ على الهدف واعتمد على الكرات المرتدة وقد كاد سعد ان يفعلها قبل ان يعترض المدافع طريقه دون تدخل قانوني من الحكم ليستطيع بعدها المنتخب الايراني في نهاية اللقاء من تعديل النتيجة من جواد نيكونام بعد ركنية غير اتجاهها احد المدافعين الايرانيين ليفقد الاخضر نقطتين مهمتين في بداية المشوار خاصة انها كانت على ارضه وبين جماهيره الغفيرة التي خرجت حزينة على التعادل. أفراح أبو ظبي ولكن في الجولة الثانية من التصفيات تمكن نجوم الاخضر من حصد ثلاث نقاط اعادت الثقة والامل في تربع قمة المجموعة وذلك بعد ان غادر الى ابو ظبي لملاقاة المنتخب الاماراتي وقد كانت بداية رفاق الجوهر ضعيفة نوعا ما في الشوط الاول في ظل استحواذ المنتخب الاماراتي على الكرة في منتصف الميدان ومفاجأته الجميع بتسجيل هدف مبكر عن طريق سبيد خاطر من الركنية مباشرة وسط اخطاء مشتركة بين خالد عزيز ووليد عبدالله لتمر الكرة من امامهم داخل المرمى وبعد الهدف استشعر الجوهر خطر نزيف النقاط فأجرى تعديلات في الشوط الثاني وتحسن الاداء كثيرا ليتمكن نجم الوسط عبده عطيف بمجهود فردي من تعديل الكفة بعد مراوغة وتسديدة اصطدمت في المدافع الاماراتي قبل ان يقدم البديل الشاب الفريدي فاصل مهاري من الجهة اليمنى قبل ان يتوغل داخل المنطقة ويسدد بطريقة سريعة ومخادعة للحارس الاماراتي الذي لم يشاهدها الا وهي تعانق الشباك وتدغدغ مشاعر الجمهور السعودي يرفع رصيده النطقي الى (4) نقاط اعادته الى مواقع الصدارة في المجموعة الثانية. التحكيم يهزمنا أمام كوريا بعد ان خضع منتخبنا الوطني لراحة اجبارية بحكم الجدولة في الجولة الثالثة لينتظر الى الجولة الرابعة ليستضيف المنتخب الكوري وسط تفاؤل من الجمهور السعودي بمواصلة الانتصارات وهو مستفيدا من عاملي الارض والجمهور وقد كاد السلطان ان يعلن الفرح مبكرا بكرة قريبة من خط المرمى سددها قوية في جسم المدافع قبل ان يتخذ الحكم قرارات غريبة ضد الاخضر وغير موجودة في قانون كرة القدم غيرت كثيرا من مسار مجريات اللقاء ابرزها التغاضي عن ضربة جزاء واضحة وصريحة للمهاجم الشاب نايف الهزازي واشهار البطاقة الحمراء في وجهه بدلا من ان يحتسب ضربة الجزاء ويطرد الحارس المخضرم الكوري لتنقلب الامور رأسا على عقب وتتحول المباراة بأكملها للمنتخب الكوري ويتمكن بعدها من الفوز بهدفين ويتوقف رصيد الاخضر عند نقاطه ال (4) ليقع الاخضر في مأزق تفريط النقاط من جديد ولكن بأمر الحكم وليس بالاداء الفني. كوريا الشمالية تعقد الأمور وفي ختام الدور الاول من التصفيات وتحديدا في الجولة الخامسة تعقدت الامور كثيرا في المجموعة بعد ان خسر في بيونج يانج بهدف مقابل لا شيء وسط اداء متواضع وعدم احقية في الفوز وقد شكلت هذه المباراة جرس الخطر في سير الاخضر نحو بلوغ النهائيات للمرة الخامسة بعد تجميد رصيده عند (4) نقاط من (4) مباريات وبمعدلات ضعيفة جدا في التهديف وصلت الى (3) اهداف فقط وولج مرماه (5) اهداف. وقد كان ذلك محل استغراب جميع النقاد بعد عجز المرشح الأقوى عن تجاوز رصيد النقاط الاربع وتفريطه في (8) نقاط. صراحة الأمير سلطان بعد ان فاض به الكيل وتجاوز الصبر حده من التجاوزات التحكيمية والمستقصد فيها الاخضر ادلى الرئيس العام بتصريح جريء فند فيه تعرض منتخباتنا الوطنية للظلم الجائر أكثر من مرة من الاتحاد الآسيوي والذي تجاوزت فيه حد الاخطاء مطالبا بإعطاء الاخضر حقوقه خاصة انه واجهة مشرفة للكرة الآسيوية في المونديال في الفترة الاخيرة وقد جاء حديثه عقب لقاء كوريا الجنوبية مباشرة والذي كان فيه حرص كبير من سموه لصالح الكرة السعودية والمحافظة عليها وقد كان لهذا التصريح اصداء اعلامية كبيرة وكان من ابرز ملامح احداث الدور الأول في البطولة. جهاز فني جديد بعد نهاية لقاء كوريا الشمالية قدم المدرب الوطني ناصر الجوهر استقالته من تدريب الاخضر الامر الذي وافق عليه الرئيس العام وبعد ذلك تم البحث عن مدرب مناسب يقود الاخضر في الفترة المتبقية من التصفيات فوقع الاختيار على البرتغالي بيسيرو الذي تمكن في فترة وجيزة ان يستفيد من العمل الفني الذي قام به الجوهر ويضيف عليه حتى وصل للاسلوب الأمثل والاسماء المناسبة والتي اطمأن عليها في لقاء ودي وحيد نظرا لقصر الفترة التي قضاها مع الاخضر. انتفاضة طهران دخل الاخضر في اختبار صعب جدا في اولى مهام المدرب الجديد امام المنتخب الايراني في طهران وامام (120) الف مشجع بما فيهم رئيس الجمهورية احمدي نجاد ولكن وقت الشدائد تثبت معدن الرجال فقد ادى نجوم الاخضر بقيادة بيسيرو ملحمة كروية في ازادي وردوا بها كيد الاعادي وخطفوا الفوز من المنتخب الايراني بعد ان قلبوا الطاولة وحولوا تأخرهم بهدف بتسجيل هدفين سجلهما نايف هزازي واسامة المولد ليعود الاخضر الى الوطن بثلاث نقاط رفعت رصيده الى (7) نقاط وتقدم فيها من المركز الرابع الذي احتله الى المرتبة الثالثة مستعيداً هيبته وشكله الجمالي فنيا ومتسلحا بالروح القتالية التي عرف عنها نجوم الاخضر وقد استقبلهم الجمهور السعودي في مطار الملك خالد مهنئا نجومه بالاداء ومشيدا بالروح في منتظر وقاد من قبل الجماهير الذواقة مع منتخب الوطن. تأكيد سعودي وفي الجولة السابقة كرر نجوم الاخضر سيناريو الابداع والمتعة عندما استضافوا المنتخب الاماراتي في درة الملاعب ووسط حضور جماهيري فاق السبعين الف ساند وازر وساهم في ان يتمكن الاخضر من العودة للمباراة بعد ان تقدم منتخبنا في البداية بهدف لعبده عطيف من ضربة جزاء وتراجع مع نهاية الحصة الاولى ليتلقى هدفين لخبطت اوراق المنتخب وفي الحصة الثانية غير المدرب بيسيرو من شكل اللقاء عندما زج بحسين عبدالغني في وسط الميدان لصناعة اللعب وكذلك مساندة الدفاع كمحور ثان مع احمد عطيف والذي ساهم في سيطرة نجومنا على وسط الميدان وامتلاك زمام المبادرة ليقلب الطاولة ويحقق هدفين ليخرج من اللقاء بفوز مستحق بثلاثة اهداف لهدفين بعد مباراة قوية من الطرفين ليرتفع رصيد الاخضر الى (10) نقاط جعلته يتقاسم مركز الوصافة لهذه المجموعة مع المنتخب الكوري الشمالي ويرفع من اسهمه في المنافسة على مرتبة الصدارة والتأهل للمرة الخامسة على التوالي الى نهائيات كأس العالم. جمهور فعال عقب مواجهة ايران مباشرة اعدت اندية الوطن العدة لتسهيل حضور الجماهير من كافة مناطق المملكة لمؤازرة الاخضر وقامت بحملة مؤازرة تكللت بالنجاح فتعاون هذه الجماهير ووقوفها غير المستغرب وراء الاخضر كعادتها اعطى نجوم الاخضر قوة دفع كبيرة من اجل تحقيق الانتصار وبالفعل تحقق ما تريد وخرجت الجماهير الغفيرة من درة الملاعب وهي سعيدة وتهتف للنجوم وتردد اناشيد الفرح التي كانت مستحقة وجاءت في الوقت المناسب الذي سيدعم الاخضر فنيا ومعنويا في باقي لقاءاته في التصفيات امام الكوريتين المنافستين لأخضرنا على بلوغ النهائيات. تحسن الظروف بالطبع في الدور الثاني من التصفيات وخلال اسبوع واحد تغير وضع الاخضر وتحسن فنيّاً كما أن فترة الراحة الحالية ستجعل السيد بسيرو الاجهزة الادارية والفنية تبحث تحسن الظروف الصعبة المتمثلة في تعدد الغيابات بسبب الاصابات والتي بمشيئة الله تزول في الفترة القادمة ونشاهد تكاملا في عناصر الاخضر مع ان الموجودين الحاليين يعتبرون الأفضل استمراراً نظراً لما قدموه من اداء عالٍ مقرونة بالروح القتالية. مواهب جديدة من الاشياء الجميلة التي استفاد منها منتخبنا الوطني في التصفيات مؤخراً هي اكتشاف العديد من المواهب الجديدة او اعادة الثقة لآخرين من النجوم فمثلا محمد نامي ونايف هزازي وصالح بشير والشمراني شكلو حضورا رائعا في الاداء والمساهمة في ارتفاع المستوى وايجابية النتائج بالاضافة إلى عودة اسامة المولد وصاحب العبدالله ومحمد نور للتشكيلة الاساسية للأخضر والذين ساهموا مع بقية زملائهم في اعطائهم الاضافة الفنية. نقاط سعودية الجولات الماضية كشفت للجمهور الكريم العديد من النقاط والتي يعد ابرزها تحقيق الاخضر نقاطًا خارج أرضه أكثر من ارضه وبين جماهيره فبعد أن لعب «6» لقاءات ثلاثًا في الرياض تمكن من حصد «4» نقاط فقط على حساب ايران بالتعادل او الفوز الاخير على الامارات فيما حصد خارج ارضه «6» نقاط ثلاثًا في ابو ظبي ومثلها في طهران والذي يعتبر فوزًا تاريخيًّا لأنه الأول للمنتخب السعودي في طهران.. فيما على مستوى الاهداف سجل «8» اهداف كانت بالتساوي على ارضه وخارج ارضه فيما شهدت التصفيات تعرض الاخضر لظروف الغيابات جراء الايقافات بالبطاقات الملونة او للإصابات التي داهمت الاخضر والتي أفقدته «4» من ابرز نجومه وهم سعد الحارثي ومالك معاذ وخالد عزيز والمرشدي للإصابة وياسر للإيقاف ويعتبر منتخبنا الوحيد الأكثر معاناة مع الاصابات فمجموعته تحلم بلعب مباراة واحدة مستفيداً من جميع عناصره.