لا تخلو أية مدينة من مدن المملكة الحبيبة من وجود كم من المكتبات العامة والخاصة والتجارية أيضاً غير أن مكتباتنا العامة تتميز عن الأخريات بأنها معدة لخدمة المواطنين بل والمقيمين لينهلوا مما تحويه كتبها من العلم والمعرفة ففيها أخبار من سبقنا وسبر ما يجري بأحوالنا وحياتنا الآنية وتوقعات وكشف لما ننتظره مستقبلاً ولا شك أن تلك المكتبات تقدم خدمات جليلة لزوارها سواء الدارسين ومن يريدون التحضير لمؤهلات عليا في العلم والمعرفة أو لمن يريدون كسب مزيد من المعرفة والثقافة ولا شك أن كثرة المكتبات وانتشارها في المدينة الواحدة دليل على الاهتمام بالثقافة ومما يسهل على الباحثين الوصول إلى المقصود بوقت قصير والاستفادة منها والكتاب أو المرجع الذي لا تجده بتلك المكتبة ستجده في المكتبات الأخرى وفي المكتبات امكانية للاطلاع والبحث والقراءة في أماكن مهيأة ومريحة وفي المكتبات تتم استعارة الكتب لمن أراد اصطحاب كتاب إلى منزله فترة من الزمن من ساعات أو أيام (مكتبات الجامعات) وفيها تتاح امكانية تصوير لبعض من صفحات الكتب المقصودة أو أجزاء منها حسب المطلوب بل أحياناً يوجد بها أماكن لحفظ أوراق المستفيد أو الزائر لتسهيل العودة إليها في اليوم أو الأيام التالية لاستكمال البحث والتحصيل ولا شك أن وجود المكان المريح في المكتبة يساعد الزائر على الإطلاع والبحث عما يريده في أجواء هادئة وغالباً ما تخلو تلك المكتبات من الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية والشهرية التي هي بمثابة كتب أيضاً وأن التفريط بها خسارة إذ هي تحمل معلومات جديدة ومقالات وأحاديث ونصائح وتصريحات وأخبار قد لا تجدها في غيرها ولذا فالمكتبات تحتفظ بها وتهتم بفهرستها وترتيبها ليسهل على المطلع الوصول إليها وإلى ما يبحث عنه فيها سواء أكانت صحف اليوم أو الأمس أو العام الماضي ومكتبة الملك عبدالعزيز رحمه الله من تلك المكتبات المحسوبة وذات المكانة وحيث إنني من مرتاديها ولحبي لها ورغبتي أن تكون في مقدمة المكتبات العامة ولاهتمامي بها وبتنظيمها سأبدي ملاحظات قد تكون بسيطة وفي نفس الوقت مهمة ومنها أنني في سنوات سابقة أدخل مكان الصحف اليومية لأبحث عن مقال أو خبر أو موضوع مهم أجدها مرتبة بدواليب ولكل جريدة ذرفتان إحداهما لصحف الشهر الماضي والأخرى لصحف الشهر الحالي وعلى كل ذرفة ملصق باسم الجريدة ولكن ومنذ أيام قليلة عدت لأبحث عن مقال ففوجئت بما لا يسر بأن لا صحف تذكر حتى صحف هذا الشهر (صفر 1433ه) لم أجد منها إلا القليل بل البعض منها خالٍ من الإعداد كاملة وحقيقة أن هذا وضع لا يسر لأنه يدل على الإهمال أو عدم المبالاة بتلك الصحف وبمن يهتمون بها أضيف حتى الملصقات التي كانت على الذرف بأسماء الصحف ممزقة وكأنه مغضوب عليها بل وجدت جرائد المدينة في مكان الشرق والبلاد في مكان اليوم فحزنت أكثر ظاناً أن ليس هناك رغبة من المكتبة بزوار للاطلاع على الصحف لذا وأملي وأتمنى من إدارة المكتبة إعادة النظر وإعادة إيجاد الصحف مرتبة لمدة شهرين كما كانت لتتم الفائدة لمرتادي تلك المكتبة العظيمة وملاحظة أخرى هي أن هناك صندوقا للاقتراحات والذي يبدو أن لا اهتمام به فلا أعرف شيئاً عن مقترحات سبق وأن وضعتها ولم أبلغ بنتائجها بل إنه لا يوجد أوراق تسطر عليها ملاحظاتك والمفروض أن يكون جوار الصندوق مكتب صغير بكرسي يتواجد على سطحه كمية من الأوراق ليسطر عليها من أراد التبليغ باقتراح أو شكوى وبجواره قلم ولو بصورة أقلام البنوك (مربوط) فليس كل مرتاد يوجد بجيبه أو معه أوراق فارغة أو قلم أملي أن تهتم إدارة المكتبة بما لاحظته من أجل المكتبة وبالله التوفيق.