عرفت أخي الصحافي الأديب، سمير مرتضى قاصاً مبدعاً، وأشدتُ في مقالات سابقة بنتاجه الأدبي المتمثل في مجموعاته القصصية : الغروب الأخير ، وأحلام في الظلام ، وحكايات من القلب ، وهموم دفينة. - ولم يقتصر نشاط الأستاذ سمير على كتابة القصة، فله بحوث ومقالات منشورة في تاريخ الصحافة السعودية والعربية، لذا لا غرابة في إقدامه على خوض تجربة العمل (الموسوعي) حين أهدى (محبي القلم والصحافة) معجمه الثمين: (معجم الصحفيين في المملكة العربية السعودية) الجزء الأول. | كتب مقدمة المعجم أستاذنا القدير عبدالله عمر خياط ، وهو خير من يقدم مثل هذه الأعمال التي لا تخفى صعوبتها ومشاقها على فكره ومسيرته الرائدة في المجال الصحفي، فكانت شهادته بمثابة دفعة قوية لأخي سمير كي يواصل الجهد والبحث ليتحفنا بالجزء الثاني من المعجم. - يقول الأستاذ عبدالله خياط : (وللأمانة والتاريخ فإن هذا المعجم يعتبر مرجعاً متميزاً لتاريخ الصحافة ورجالها في هذا الوطن ، ويسد فراغاً كبيراً في المكتبة العربية التي لم يسبق أن ضمت معجماً بمثل هذه الشمولية...). | رسم صاحب المعجم خطته على أساس ضم أسماء عديدة ومتباينة في المواقع الصحفية: 1- صحفيون سعوديون مارسوا الصحافة داخل المملكة العربية السعودية. 2-صحفيون سعوديون أو من جذور تنتمي إلى أرض المملكة العربية السعودية مارسوا الصحافة خارج المملكة. 3- صحفيون عرب أو أجانب مارسوا الصحافة على أرض المملكة العربية السعودية. 4- صحفيون عرب حصلوا على الجنسية السعودية ومارسوا الصحافة داخل المملكة وخارجها. - ولم تشمل الخطة أسماء كتُاب الزوايا، أو بعض الشخصيات العربية التي مارست الصحافة في بلدانها ثم انقطعت عنها بعد استقرارها في المملكة العربية السعودية. | ولا شك أن هذا العمل (الموسوعي) الجيد أخذ من وقت الباحث سنين طوال ، ومن جهده الفردي في البحث والتنقيب والاتصال بالمعنيين ما يعادل جهد فريق متخصص في اعداد البحوث العلمية ، لذا فإن أخي الأستاذ سمير مرتضى لن يتردد في قبول ملاحظات المهتمين بعمله، والاستفادة منها مستقبلاً ، خاصة ما يتعلق بأسماء لم تدرج في المعجم، أو اختصار سير بعض التراجم التي يمكن أن يتوسع فيها، وقد أعجبني توسعه في عرض سير أدباء وصحفيين مع إبراز الصور التي تمثل مراحل حياتهم العمرية والعملية، وأعلم أن مسألة (الإطالة والإيجاز) تعتمد على توفر المادة العلمية، ومدى تجاوب المعنيين بالأمر، غير أن الكثير من المصادر والموسوعات الأدبية لا تخلو من السير الذاتية المتكاملة لصحفيين وردت أسماؤهم في المعجم بطريقة موجزة. | وإذا كان الزميل سمير قد أشار في إهدائه إلى أن هذا الكتاب مجرد محاولة لتوثيق سير الصحفيين في المملكة ، فإن ذلك من باب التواضع..والحق أنه قدم عملاً جيداً يستحق الإشادة والثناء على ما بذله من جهد شاق ، ومعاناة في البحث لاتخفى على من يواجه مثل هذه المهمة الصعبة، فتحية للأستاذ سمير مرتضى على هذه الخطوة الجريئة ، وتمنياتي له بالتوفيق في خطواته القادمة، والشكر الجزيل على تواصله معي بهداياه الثمينة. والله ولي التوفيق.