توقعت الأهلي كابيتال، بأن يبقى الطلب على قطاع الاسمنت قوياً في 2012 مدعوماً بشكل رئيسي من المشاريع الحكومية. ومع ذلك، فإن إشكالات الوقود مع أرامكو قد تؤخر الطاقة الإنتاجية الجديدة والمتوقعة في 2012 البالغة قدرتها 4,5 ملايين طن. وبالتالي، قد يؤدي هذا الضغط المحتمل على العرض إلى دعم ارتفاع الأسعار. وفي تقريرها الجديد حول قطاع الاسمنت السعودي، أشارت الأهلي كابيتال إلى أن القلق حول العرض لا يزال سيد الموقف نتيجة لعدم قدرة شركة ينبع للإسمنت وشركة اسمنت الجنوبية على تلقي كميات مرتفعة من الوقود المدعوم حكومياً من أرامكو السعودية، مما سيؤدي إلى تأخير محتمل في بدء العمليات. وفي هذا الخصوص، أوضح السيد فاروق مياه، رئيس إدارة أبحاث الأسهم المكلف في الأهلي كابيتال "سيقود ذلك إلى دعم ارتفاع الأسعار في 2012. وعدم التوازن المحتمل بين العرض والطلب قد يصبح أكثر حدة في المنطقة الغربية حيث من المتوقع أن يكون الطلب أعلى إلى جانب الضغوطات المحتملة على العرض في اسمنت ينبع حيث من المتوقع أن يبدأ الإنتاج التجاري في خطها الجديد بطاقة إنتاجية قدرها 3 مليون طن في السنة في الربع الأول من 2012. هذا، وقامت الأهلي كابيتال بخفض توصيتها بالنسبة لشركة اسمنت اليمامة إلى الحياد مع سعر مستهدف عند 75,6 ريالاً نتيجة لقوة أداء السهم مؤخراً (بارتفاع 33% منذ توصيتها بالشراء مقابل انخفاض 8% لسوق الأسهم السعودي). كما قامت بتحديث توصية شركة اسمنت ينبع إلى الحياد مع سعر مستهدف عند 61,4 ريالاً نتيجة لتحسن توقعات الأسعار. وقد ارتفعت الأسعار المستهدفة للقيمة العادلة لمعظم الشركات بمعدل 8-9% نتيجة لتحسن الطلب وتوقعات السعر. وبالرغم من توصية الأهلي كابيتال بالحياد لجميع الشركات العاملة في القطاع، إلا أن التقرير فضل كل من اليمامة، والسعودية، والجنوبية بشكل نسبي. وأوضح السيد مياه "السبب الرئيسي لذلك هو ارتفاع الطاقة الإنتاجية الاحتياطية /ارتفاع مستويات المخزون والتي تعتبر إيجابية للقطاع الذي قد يواجه ضغوطات على العرض خلال ال12إلى 24 شهراً القادمة. نتيجة لذلك، نعتقد أن هذه الأسماء تتداول عند علاوة سعرية 10% مقارنة بالنظراء الذين يقارب معدل تشغيلهم 100% و يمتلكون مستويات منخفضة من المخزون". وتتوقع الأهلي كابيتال أن يشهد الربع الرابع من 2011 نمواً جيداً في ربحية شركات الاسمنت تحت التغطية نتيجة لقوة نمو أحجام المبيعات وثبات الأسعار. وبالنسبة للشركات الست المغطاة، من المتوقع أن يبلغ مجموع الإيرادات 1,972 مليون بارتفاع 19% على أساس سنوي، ومجموع الأرباح 1,098 مليون بارتفاع 25% على أساس سنوي. ومن المقدر أن يرتفع صافي الدخل 30% على أساس سنوي إلى 1,003 مليون خلال الربع الرابع من 2011. ونتوقع أن يبلغ متوسط الأسعار 240 ريالاً للطن في الربع الرابع من 2011، بارتفاع 4% على أساس سنوي وبانخفاض 3% على أساس ربع سنوي. ومن المحتمل أن ينخفض متوسط تكلفة الطن 1% على أساس سنوي. وبالنسبة إلى العام 2012م، توقعت الأهلي كابيتال حدوث تباطأ في النمو السنوي. ويشير السيد مياه هنا "نتوقع نمواً سنوياً للمبيعات المحلية للشركات المغطاة بنسبة 5% مقابل التوقعات ب9% لعام 2011. وبالنسبة للإيرادات والربحية، نتوقع أن تنمو الشركات تحت التغطية بنسبة 4.6% و 5.3% على التوالي مقابل 13.8% و 18.7% المتوقعة في 2011". وتعزو الأهلي كابيتال هذا التباطؤ جزئياً إلى قوة الأرقام في 2011، إضافة إلى استخدام الشركات الكبرى لمخزوناتها من الكلنكر مما سيوقف التضخم الهائل في الأسعار في 2012. وإحدى تبعات ارتفاع استخدام مخزون الكلنكر ستكون ارتفاع تكلفة الطن الواحد نظراً لثبات التكاليف التي لن يتم استخدامها في إنتاج الكلنكر بل في تحويل الكلنكر إلى اسمنت فقط. وترى الأهلي كابيتال أن الطلب الحكومي سيدعم الأحجام في 2012. وقد تم منح عقود بقيمة 95 مليار في السعودية خلال الربع الثالث من 2011، وهي أعلى من القيمة المجتمعة خلال النصف الأول من 2011 والارتفاع 104% خلال الربع الثالث من 2010. كما أن إجمالي العقود الممنوحة خلال التسعة أشهر الأولى من 2011 يرتفع بنسبة 125% عن تلك الممنوحة في التسعة أشهر الأولى من 2010. ومع أن التأخير في المشاريع الكبرى يعتبر نظاماً سائداً، إلا أن الأهلي كابيتال تعتقد أن 2012 ستشهد تقدماً جيداً في المشاريع الكبرى التي ستدعم الطلب. واختتم السيد مياه "تشير النقاشات مع شركات الاسمنت إلى أن الطلب في 2011 كان مدعوماً بشكل كبير من القطاع الخاص، مما يشير إلى أن الطلب القادم من الحكومة سيدعم القطاع في الأعوام القليلة القادمة. وقد ارتفعت تقديراتنا لأحجام المبيعات 2012 لمعظم الشركات تحت التغطية بنسبة 1-2%، وذلك بالرغم من انخفاض اسمنت السعودية 2.8% حيث نعتقد أنها ستركز على الهوامش مقابل النمو".