أن تكتب "أوبريت الجنادرية" الثاني والعشرين شاعرتان سعوديتان .. ويلحنه شاب سعودي متميز .. لأول مرة.. فإن ذلك يعني أن "الحرس الوطني" يعيش المرحلة بكل ما تقتضيه من تبنٍ واعٍ لمواهب وقدرات الشباب المتميز.. وتعزيز الثقة بهم.. وتكليفهم بالأعمال التي تجسد مدى عناية هذا الوطن بأبنائه وطلائعه.. وتمكنهم من تسجيل حضور حقيقي وغير مسبوق.. على الساحة الثقافية .. وهذا ليس غريباً على فكر الحرس ومنهجيته العلمية المبكرة في التعامل مع قضايا العصر بوعي ومن خلال رؤية ثاقبة وبعيدة المدى.. · هذه الرؤية.. وتلك الإستراتيجية التي تنظر إلى "الفعل الثقافي" على أنه أداة التغيير والإصلاح وتنمية الإنسان رافقت مهرجان الجنادرية منذ أن كان فكرة خلاقة إلى أن أصبح الآن وجوداً كبيراً أزعم بأنه جمع حركة الإثراء الثقافي.. والاندماج الحضاري.. في فكر إنساني يتجاوز حدود المكان والزمان بما يطرحه من رؤى مستقبلية استوعبت ما تطالب به المجتمعات من تعددية ثقافية .. تكون حاضنة للفكر العربي والإنساني بكل مدارسه.. ونظرياته.. وتوجهاته.! . وطروحاته العميقة لصناعة فكر عالمي خلاق.. · وإذا كان مهرجان الجنادرية.. هو كل هذا الوعي.. بقضايا الإنسان ومشكلاته.. فإنه ليس غريباً منه اليوم أن يلتفت إلى الشباب.. ويمنحهم هذا الموقع المتقدم من المشاركة الفعالة بما لديه .. من خلال الأوبريت القادم .. وإن كنت أتطلع لأن تكون هذه بداية لمشروع أوسع تستوعب فيه شباب الأمة والعالم في إطار أهداف "المهرجان" العليا.. وهي أهداف تتفاعل بشكل جيد مع طبيعة المرحلة التي تعيشها الأمم وتحياها المنطقة العربية بصورة أكثر تحديداً.. · فالشباب الذين يصنعون تقدم أمتهم .. ويطرحون أنفسهم بكل قوة في هذا الوقت بالذات.. سوف يجدون في" الجنادرية" الأفق الحضاري والإنساني الذي يسجلون من خلاله حضوراً كبيراً.. وذلك من خلال الوطن الذي طرح على شعوب الأرض قضية الحوار كمشروع طليعي لمعالجة قضايا العام وأزماته بكل قوة.. كما طرح عليها مشروع التعايش بين أرباب الأديان والثقافات في هذا العالم بثقة كبيرة لقيت الكثير من التقدير من دوله وشعوبه ومن منظماته الدولية أيضاً.. · وما أتمنى أن أراه قريباً هو : أن تكون هذه المبادرات النابهة تجسيداً لتوجه واسع وبعيد المدى نحو دمج شباب الأمة والعالم في مجتمعاتهم وضمان مشاركتهم الفعالة وبإيجابية وتفكير خلاق في صنع المستقبل الأفضل والتقدم الأوفر حظاً في هذا العصر.. وذلك من خلال تجسير الفجوة بين الشباب وبين المجتمعات .. وبصورة أكثر تحديداً بين الشباب وبين الدول والنخب الثقافية التي وجدت نفسها تعمل بعيداً عن نبض الإنسان.. وقريباً من مصالح ضيقة ومشاريع بعيدة كل البعد عن مصالح الأمم العليا واحترام وعيها واستحقاقاتها نحو تنمية سياسية وثقافية واجتماعية بناءة وصانعة للتحولات الكبيرة في هذا العالم.. · وكلي ثقة في أن يمضي مشروع "المهرجان" في هذا الاتجاه بقوة.. حتى تجد الأجيال الحالية نفسها جزءاً لا يتجزأ من النسيج الثقافي والسياسي والاجتماعي لأوطانها وبعضاً من خططها وبرامجها لصنع المستقبل الواعد لأجيال قادمة تذكرها بالخير على الدوام..،، *** ضمير مستتر · [ تصنع المبادرات العظيمة غد الشعوب وتحتضن تطلعاتها إذا هي اقتربت منها أكثر فأكثر ]