أوضح "د.سعيد بن أحمد الأفندي" -المشرف على كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية، ومدير مركز الأمير نايف بن عبدالعزيز للبحوث الاجتماعية والإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز- أنّ الكرسي جاء ليتماشى مع نهج المملكة المعتدل، ومكانتها العالمية، والاحترام والتقدير الذي تحظى به سواء على مستوى الدول الإسلامية أو دول العالم عموماً، وهو ما يجعلها مرجعاً ومصدراً للقيم الأخلاقية. وقال في حديث ل"الرياض" إنّ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية يسعى لوضع دليل قيمي شامل بالتعاون مع جميع قطاعات المجتمع ليكون مرجعاً ودليلاً للقيم الأخلاقية، ومن بين أهداف التواصل مع الطلاب في برامج خادم الحرمين الشريفين الابتعاث ليكونوا سفراء للقيم الأخلاقية كلاً من موقعه، وفتح باب التعاون في جميع القطاعات الحكومية والخاصة من أجل تحقيق أهداف الكرسي المتمثلة في تعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع، وفيما يلي نص الحوار: الأهداف والخطط * لا شك أن القائمين على الكرسي قاموا بوضع أهداف وخطط محددة، هل لكم أن تطلعونا على أبرز تلك الأهداف؟ - رصد أسباب ومظاهر انحسار القيم الإيجابية وانتشار القيم والمفاهيم السلبية، ووضع الخطط والمشروعات والبرامج للتعريف بأهمية القيم الأخلاقية ونشرها بين فئات المجتمع، بالإضافة إلى جانب الدراسات والأبحاث المتمثل في إعداد الدراسات التي تساهم في تعزيز القيم الأخلاقية التي تتوافق مع متغيرات العصر، والإسهام في تقديم الحلول العلمية والعملية لمعالجة المشكلات الأخلاقية والحد منها، ووضع المعايير والمؤشرات التي تحكم تطبيق القيم في المجتمعات من خلال الشريعة الإسلامية وإيصالها للعالم من خلال المنظمات والهيئات الدولية المختلفة، كما أنه من أبرز أهداف كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية، العمل على وضع دليل قيمي يشتمل على الضوابط والمعايير العلمية التي يمكن العمل من خلالها والتواصل بها مع الثقافات الإنسانية الأخرى، وينتظر أن يكون هذا الدليل مرجعاً يسهم في تعزيز قدرة أفراد المجتمع على التمييز بين الثقافات والقيم المختلفة والتواصل والاستفادة؛ بما يتناسب مع قيمنا الأخلاقية الإسلامية، ويسعى الكرسي كذلك إلى إعداد منهج تعليمي شامل يعنى بالقيم الأخلاقية لمراحل التعليم العام والتعليم العالي، بحيث نتمكن من علاج أسباب انحسار المشكلات القيمية والأخلاقية الإيجابية، والتي من أسبابها قلة وعي المجتمع بالقيم الأخلاقية الإسلامية في ظل ما يشهده العالم من تطور تقني وتكنولوجي. الفعاليات والأنشطة * ما الفعاليات والأنشطة التي يعتزم الكرسي إقامتها مستقبلاً؟ - يقوم الكرسي بأنشطة متعددة ومتنوعة تشمل البرامج التلفزيونية والندوات وورش العمل ودعم لرسائل الماجستير والدكتوراه في القيم الأخلاقية، كما تشمل العديد من ملتقيات الشباب ذكورًا وإناثاً في الجامعة ومنتدى على مواقع الفيسبوك وتويتر، ورسائل عن القيم بجميع وسائل الاتصال، وتشمل أيضًا المحاضرات العامة والمتخصصة عن القيم لبعض أعلام الفكر الإسلامي، وأود أن أشير هنا إلى أن الكرسي سينظم محاضرة عامة بعنوان: "القيم الإسلامية بين الإسلام والغرب" لمعالي الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد أستاذ الكرسي، وذلك في 18من شهر محرم. منجزات الكرسي * ماهي المنجزات التي حققها الكرسي؟ - الحديث عن النتائج البعيدة المدى مبكر جداً فلم يمض على إنشاء الكرسي سوى ما يقارب الستة أشهر، ولكن يمكن الحديث عن بعض الخطوات والإنجازات التي تحققت لحد الآن حسب الخطة المرسومة وحسب الجدول الزمني، فقد تم إقامة ورشة العمل الأولى بمشاركة 50 خبيراً وخبيرة، وتمت المشاركة في ملتقى القيم الأخلاقية بالرياض بعنوان: "نحو مسؤولية قيمية رائدة" وفي الملتقى السادس للرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة أبها والمشاركة ببحث حول القيم الأخلاقية ودورها في الحد من المخدرات في مؤتمر : نحو استراتيجية فعالة للتوعية بأضرار المخدرات بقاعة الملك فيصل في جامعة الملك عبدالعزيز، كما عقد المشرف على الكرسي عدداً من اللقاءات في بعض الصحف المحلية ، وحاليا جار الإعداد لعدد من الشراكات مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والأوقاف ومركز القيم بجامعة هارفارد بالولايات المتحدةالأمريكية، وجار الإعداد لعدد من الدورات التدريبية لطلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز، ودعم عدد من بحوث الماجستير والدكتوراه ولإعداد عدد من البحوث عن القيم الأخلاقية. المحاور العلمية * هل بدأتم في استقبال الأبحاث العلمية الخاصة بمحاور الكرسي؟ - تم تحديد المحاور العلمية للكرسي ويشمل خمسة محاور هي: المحور النظري المعرفي، والمحور النفسي والتربوي، والمحور الاجتماعي، والمحور الاقتصادي، والمحور الثقافي والإعلامي، وأود أن أوضح هنا أنه سيتم الإعلان خلال الأسابيع القادمة عن عناوين الأبحاث للكرسي وسيتم البدء في الإعداد لمؤتمر عالمي تستضيفه جامعة الملك عبد العزيز حول القيم الأخلاقية في عام 1434ه بإذن الله، وكما يعلم الجميع فإن إنجاز الأبحاث والدراسات العلمية المتعلقة بالقيم الأخلاقية أحد أهم أهداف الكرسي، ويحظى هذا الجانب باهتمام كبير من القائمين على الكرسي.