مر في تاريخ نادي الهلال إداريون أكفاء ومديرون ناجحون ساهموا في تحقيق الانجازات الكروية والانتصارات المدوية للفريق الأزرق على مدى الخمسين عاماً الماضية. ومن بين هؤلاء الإداريين يبرز اسم مدير الكرة الناجح مساعد بن مسعود المبروك الشهير بقلب (ولد العود) الذي كان مدير الفريق عام 1384ه وهو الموسم الذي نجح فيه زعيم الأندية السعودية في الجمع بين كأسي جلالة الملك وسمو ولي العهد أمام أعتى الأندية السعودية الاتحاد والوحدة.. وكان رئيس النادي آنذاك مؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (رحمه الله) ونائبه الأستاذ تركي عبدالله السديري. التقينا به ليحدثنا عن ذكرياته مع هلال تلك الحقبة وأبرز نجومه وسر النجاحات الزرقاء الباهرة فخرجنا بالحديث التالي: بداية علاقتي بنادي الهلال تعود إلى بداية تأسيس هذا النادي العملاق ومسماه القديم - الأولمبي - سنة 1377ه وكنت أحد مشجعيه المتابعين لتدريباته ولاعبيه وكنا مجموعة مكونة من (11) شخصاً نحضر التمارين على ملعب الفريق الواقع غربي مستودعات البواردي بالملز ونحضر المباريات في ملعب الصايغ وبعد التسجيل الرسمي للأندية بفترة دخلنا معترك العمل الإداري الرسمي وكان ذلك عام 1382ه في إدارة نادي الهلال تحت رئاسة مؤسس النادي عبدالرحمن بن سعيد (رحمه الله) ونائبه الأستاذ تركي عبدالله السديري وأمين الصندوق عبدالرحمن بن شعيل (رحمه الله) وعميد المعلقين محمد رمضان (شفاه الله) والإعلامي محمد الشعلان (رحمه الله) وإبراهيم القدهي وصالح العجروش وآخرين لا تحضرني أسماؤهم الآن ثم عينت مديراً للفريق مطلع عام 1383ه. سلطان خسر الرهان.. و«الدبلي» ضحية مكيدة معسكر المنصورية ومن الذكريات اقامتنا معسكراً تحضيرياً للمباراة النهائية على كأس جلالة الملك سعود عام 1383ه في بيت الأمير مقرن بن سعود بالمنصورية وخسرنا الكأس (صفر/3) وأذكر من لاعبينا محمود الكوش، صالح أمان (رحمه الله)، محمود زرد، سلطان مناحي، مبارك عبدالكريم، موسى إبراهيم، زيد العابدين، فهد بن عبيد (الفشة)، حميد جمعان، الدبلي، حامد عباس، رجب خميس، ولعبنا تلك المباراة بطريقة (4/2/4) وكان مدربنا المرحوم حسن سلطان. وصار عندنا (لخبطة) في آخر تمرين قبل مباراة الكأس إذ أصيب مهاجمنا السريع والجناح الأيمن زين العابدين ولعب بدلاً منه عبدالعزيز بن ناصر العييد الشهير (بالفشة) رحمه الله وقبل كأس 1384ه أمام الاتحاد أيضاً أصيب حميد جمعان بانفلونزا حادة ولعب عوضاً عنه سالم إسماعيل. (ولد العود) عام (1379ه) خسر سلطان الرهان وقد أصر حسن سلطان على إشراك زين العابدين في كأس 83 وهو مصاب وهو ما ساهم في تعريضنا للخسارة من الاتحاد وبعد المباراة قامت الإدارة بإقالة المدرب حسن سلطان وتعاقدت مع المدرب السوداني التوم جبارة الله الذي قاد الهلال لتحقيق الكأسين موسم 1384ه على حساب الاتحاد والوحدة. وكان هذا المدرب يشدني بأسلوبه في شرح الخطة للاعبين وكان يأخذ برأي أبرز نجوم الفريق الكابتن مبارك عبدالكريم والنجم سلطان بن مناحي (شفاهما الله) ولم يكن التوم يفرق بين اللاعبين فالجميع لديه سواسية وكان له دور كبير في بروز أسماء جديدة في صفوف الفريق أمثال المدافعين عبدالله بن رزقان (كندا) ونبيل الرواف اكتشفهما وقدمهما بسرعة للفريق الأول وكون مجموعة كبيرة من الأسماء اللامعين: سالم إسماعيل، فهد بن مجدل، سعيد بن يحيى، زين العابدين، الدبلي، حميد جمعان، مبارك عبدالكريم، سلطان مناحي، سليمان مطر الكبش ثم استمر التوم مع الفريق حتى نهاية موسم 1386ه وقدم للفريق كذلك عبدالعزيز الجمعان و(سمارة) سلطان الراجح، حسين العليان، فهد بن نصيب، عبدالله بن عمر وأخاه عبدالرحمن وغيرهم. (التوم) أفضل مدرب سوداني مر على الهلال مهمة إحضار المطبق كانت أول المهام التي كلفنا بها من قبل رئيس النادي عبدالرحمن بن سعيد بعد دخول العمل الإداري الرسمي كما أشرت آنفاً معسكر الفريق للمباراة الثانية على كأس الملك 83ه مع الأستاذ تركي السديري والأستاذ محمد رمضان وقال لنا الأمير مقرن بن سعود (رحمه الله) عضو شرف النادي أنا عندي لكم محل يناسب معسكر الفريق.. فلة الوالدة في المنصورية. وثمة موقف طريف لا أنساه وحدث لي بحضور الأستاذ تركي السديري حين ذهبنا معاً لشراء وجبة عشاء لأفراد الفريق أثناء معسكرهم التحضيري لملاقاة الاتحاد على كأس الملك 1384ه اتجهنا إلى محل يعد (المطبق) في الحلة وكان ذهني مشغولاً بمباراة الغد أمام الاتحاد ولم أفطن لصاحب المحل اليماني وهو يسألني كم عدد المطبق (الحلو) و(المالح) المطلوب فأجبته لحظتها بالقول: (أخسرك) منهم ما فيهم إلا (كتالوج) و(الغراب) ظناً مني أنه يسألني عن رأيي في الاتحاد والمباراة ولم يتمالك الأستاذ تركي نفسه من الضحك على هذا الموقف الطريف ومن يومها و(أبو عبدالله) يتذكره إذا رآني ويعلق عليّ بظرفته المعهودة. (ولد العود): سألني عن (المطبق) فأجبته: «لا يهمونك ما فيهم إلا كتالوج والغراب» ومن الذكريات ذهاب اثنين من نجومنا الكبار المهاجم الهداف رجب خميس والمدافع الفذ صالح أمان (رحمهما الله) إلى المنطقة الشرقية عام 1383ه و(كوشو) عليهما هناك فبقي (رجب) وعاد (صالح). تفعيل الأدوار الإدارية أول مهمة فشلت فيها إحضار (المطبق) من الحلة من الأشياء الجميلة في الماضي تفعيل أدوار كل أعضاء مجلس إدارة النادي بعكس الواقع اليوم لا تعرف إلا الرئيس ونائبه ومدير الفريق أما بقية الأعضاء فتكملة عدد ونصاب المجلس القانوني فقط بينما كنا في الماضي نجد كل عضو مشرفاً على لعبة في النادي. كما كان وضع الفريق الكروي أكثر روعة في الماضي من حيث التناغم والتفاعل الإداري والتدريبي مع الفريق من حيث الاستشارة الفنية وتبادل الآراء مع المدرب في كثير من الأمور المتعلقة بالفريق والمباراة وتبعاً لذلك كونا لجنة فنية تجمع المدرب التوم جبارة ورئيس النادي عبدالرحمن بن سعيد (رحمه الله) ونائبه الأستاذ تركي السديري ومدير الفريق مساعد بن مسعود والأستاذ عبدالله بن أحمد (رحمه الله) بعد تركه الشباب وكانت هذه اللجنة معنية بتقييم عطاء اللاعبين واختيار تشكيلة المباراة وتبديلات اللاعبين أثناء المباراة وتحديد من يتصدى لتنفيذ ضربة الجزاء وهكذا. الدبلي ضحية مكيدة كنا نفوز على فريق الشباب ونحن في أسوأ حالاتنا الفنية.. ومن المواقف في النصف الأول من الثمانينيات الهجرية حدث أن كان الفريق معسكراً لمباراة الشباب في بيت عبدالرحمن بن شعيل في السويلم وحدث أن ذهب اللاعب (الدبلي) لمقر النادي في الظهيرة لإحضار لباسه بعد صلاة الظهر ليوم الجمعة وفوجئ الدبلي وبعض العاملين في مقر النادي باحتجازهم من قبل رجال الهيئة بحجة عدم تأديتهم فريضة الصلاة، ولكن تبين فيما بعد أن الجميع أدى فريضة الصلاة وأطلق سراحهم بعدما ظهر فيما بعد أن في الأمر مكيدة من نادٍ منافس. يتسلم درعاً تكريمياً من رئيس الهلال «الألماسي» الأمير بندر بن محمد 1418ه مدير فريق الهلال 1384ه خلال حديثه ل «الرياض»