قلة من اللاعبين الموهوبين في كرة القدم ويبدعون في ميادين أخرى.. من بين هؤلاء العمالقة.. المهاجم السابق اللامع والعداء البارع حميد الجمعان (65 عاماً) الذي مثل نادي الهلال في ثلاث لعبات وتألق كمهاجم سريع وهداف بارز في هجوم الفريق الأزرق وبرع كعداء دولي لفت الأنظار بسرعته الفائقة في سباقات ال 100م وال 200م وسجل نجاحات متلاحقة محلياً وخارجياً في مضامير أم الألعاب واعتبر أفضل عداء سعودي في حقبة ثمانينيات وتسعينيات القرن الهجري الماضي وسجل رقماً قياسياً على مسافة ال 100م بزمن (10.4.00) ثواني قبل نحو أربعين عاماً فحمل اسمه في سجل المبدعين بكل فخر وظل صامداً لأكثر من عشر سنوات وقبلها ساهم في تحقيق الهلال كأسي الملك وولي العهد لموسم 1384ع وعرف وتميز حميد بأخلاقه العالية وبعد اعتزاله أكمل تعليمه في الولاياتالمتحدةالأمريكية وقدم للهلال اثنين من أبنائه عبدالله وفيصل الجمعان الاسمين المعروفين على الساحة الزرقاء.. استضفناه اليوم ليحدثنا عن مشوار ذكرياته الذي بدأ قبل 48 عاماً : كأس 88ه ذكرى مؤلمة.. (وطيت) الكرة وضيعت الهلال الظهيرة انطلاقتي الأولى بدأت علاقتي بكرة القدم في حي الظهيرة وسط مدينة الرياض في حقبة السبعينيات الهجرية ثم في مدرستي الجزائر الابتدائية بشارع آل سويلم والمتوسطة الأولى بشارع العطايف والتحقت بنادي الهلال عام 1383ه عن طريق أخي الأكبر عبدالله الجمعان متعه الله بالصحة والعافية وهو مشجع هلالي متعصب بالمرة وكانت أولى تدريباتي في ملعب صغير - الزهرة - قبالة مقر النادي تحت إشراف المدرب السوداني التوم جبارة الله وكان مؤسس النادي ورئيسه آنذاك الشيخ عبدالرحمن بن سعيد - أطال الله عمره - في مقدمة الداعمين لي في مستهل مشواري الرياضي وكان يدخل الملعب ويوجهنا واتذكر معي فهد بن نصيب وحسين العليان ومحمد بن نصبان وسلطان الراجح (سمارة) وعبدالرحمن المعثم (الوجيه) وعزيز الجمعان والفشة (رحمهما الله) بجانب سعيّد بن ناصر وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن. وبعد انهاء دراستي المتوسطة التحقت بمعهد إعداد المعلمين وفي منتصف المشوار الدراسي تركت المعهد لألتحق بمعهد التربية الرياضية الذي افتتح في ذلك العام بحكم اني رياضي ولاعب كرة وتخرجت عام 1387ه وتعينت مدرساً بالمتوسطة النموذجية ومثلت الهلال على مستوى الأشبال وكانت مباراتي الأولى أمام الشباب وأتذكر جيداً المدرب المرحوم حسن سلطان الذي اهتم فنيا واستفدنا منه كثيراً. وأتذكر أول مباراة لي مع الفريق الهلالي الأول ضد وحدة الخبر (القادسية حالياً) وكانت ودية في الرياض وسجلت فيها أول أهدافي برغم صغر سني إذ لم أكن تخطيت ال 17 من عمري ونجحت في كسب ثقة الجهاز الفني والإداري ولعبت كرأس حربة ثم تغير مركزي في اللعب كجناح أيمن وأيسر نظراً لاجادتي اللعب بكلتا قدماي. وفي الموسم التالي (1384ه) كنت ضمن كوكبة نجوم الهلال الذين قادوه لتحقيق كأسي جلالة الملك وسمو ولي العهد أمام الاتحاد والوحدة واستمررت في اللعب حتى عام 1394ه إذ تركت الكرة عقب حصولي على بعثة دراسة خارج المملكة والحمد لله عدت بعد أربعة أعوام بشهادة بكالوريوس تخصص علوم التربية الرياضية من جامعة ويسترن بولاية ميتشجان الأمريكية وعينت معيداً بمعهد التربية الرياضية قبل تحوله إلى كلية ثم انتقلت إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب. كأس 88ه ذكرى مؤلمة خسارتنا لكأس الملك عام 1388ه أمام الاتفاق من الذكريات المؤلمة في مشواري الرياضي إذ كنا ضامنين الفوز ولكن الثقة الزائدة والتصريحات المفرطة بالتفاؤل للفوز بالكأس اضرتنا للأسف ودخلنا المباراة شبه ضامنين الفوز علماً أننا قدمنا مباراة ممتازة وأتذكر أنني انفردت بالحارس ومن شدة سرعتي وحماسي الزائد (وطيت) الكرة فابتعدت عني وخلصها أحد المدافعين الاتفاقيين في بداية المباراة والنتيجة كانت سلبية فكان ذلك من المواقف الطريفة في حياتي وانتهت تلك المباراة بنتيجة ثقيلة لم يتوقعها أحد (4/2) بس عيال الفصمة محمد وسعود وفقوا وصارت هذه الهزيمة الساحقة درساً للاعبي الهلال. سعيت لضم وزير التربية للهلال.. فسبقني إليه الشبابيون هدفان في الأهلي حذفتا عدد أهدافي لا يتجاوز 40 هدفاً كلها غالية على نفسي ومنها هدف سجلته في أهلي جدة في مباراة مصيرية (خروج المغلوب) عام 1385ه ولم يحتسبه الحكم التركي «بدري قايا» بداعي انتهاء الوقت الأصلي وسجل في تلك المباراة زميلي سليمان مطر «الكبش» هدفاً أيضاً والغاه الحكم وبعد عودتنا للرياض ومشاهدة شريط المباراة السينمائي فوجئنا بحذف الهدفين من الشريط وخرجنا خاسرين في تلك المباراة ليتأهل الأهلي ويفوز بكأس الملك. سلطان مناحي النجم الأول تميزت وعرفت بالسرعة بين مهاجمي الهلال ولا أنسى دور زملائي في بروزي وخاصة مجموعة الوسط بقيادة الكابتن سلطان مناحي وهو من خيرة لاعبي الوسط ورجل حماسي يحب الهلال ومخلص إلى أقصى درجة - إضافة إلى كريم المسفر وفهد النصيب ومحمد الطعيمي كانوا يخدمون المهاجمين بالتموين السخي ولا أنسى زملائي المهاجمين سليمان مطر «الكبش» وزين العابدين وحسين العليان ومبارك العبدالكريم «شفاه الله» ويبقى اللاعب الهلالي الأول في نظري الكابتن سلطان بن مناحي كان نجماً مميزاً بأدائه وشخصيته ورجولته وقيادته في الملعب ويذكرني به اليوم لاعب الهلال الروماني رادوي. يؤدي التحية الهلالية للجماهير في ملعب الصايغ مع فريقه قبل مباراة الشباب (1389ه) عثمان بخيت صخرة الدفاع الأول المدافع الذي كنت أخشاه في مباريات الهلال عثمان بخيت صخرة دفاع النصر وعلي حمزة في أهلى الرياض ولا أنسى فيما بعد إبراهيم تحسين قائد الشباب وفي الهلال يظل المرحوم صالح أمان المدافع الأول وكان من خيرة الأظهرة لاعب على مستوى رفيع من المهارة يراوغ المهاجمين وساعده في ذلك لياقته العالية ومهارته الرفيعة. وبالمناسبة كان مدافعو الثمانينيات الهجرية شرسين في أدائهم ويتميزون بالصلابة والقوة البدنية غير أنني تميزت بالمرونة والسرعة والخداع والمهارة في تخطيهم وكانت أقوى خطوط الدفاع في صفوف الاتحاد وأهلي جدة وكانت هناك مقولة شهيرة لدى مدافعي تلك الحقبة تقول: (إذا فاتتك الكورة.. لا يفوتك الزول) وكانت مطبقة لدى أغلب مدافعي الثمانينات.. إذا فاتته الكرة.. شال المهاجم بالكرة. الأمير عبدالله الفيصل تكفل بعلاجي أصعب اصابة تعرضت لها في مشواري الكروي حين سقطت على ركبتي في ملعبنا الترابي وأصابني حجر صغير باصإبة بالغة عام 1391ه وابتعدت على إثرها عن الملاعب عدة أشهر وتكفل رائد الرياضة الأول الأمير عبدالله الفيصل (رحمه الله) بمصاريف علاجي واقامتي في لبنان بعد إجراء عملية جراحية في مستشفى الجامعة الأمريكيةببيروت لنحو أربعة أشهر وكان الأمير عبدالله محباً للهلال وفي المقابل كان مؤسس نادينا الشيخ عبدالرحمن بن سعيد عاشقاً للأهلي وبفضلهما كانت العلاقة بين الناديين العملاقين جداً مميزة حتى ان عدداً من لاعبي الهلال انتقلوا للصفوف الأهلي في حقبة الثمانينيات بحكم محبة رائد الرياضة لنادي الهلال وأذكر منهم سليمان مطر (الكبش) وزين العابدين وكريم المسفر وفايد الشيباني وعموماً سخاء الأمير عبدالله الفيصل «رحمه الله» طال الجميع من اللاعبين وأنا من ضمنهم. يمين الصورة مع مبارك الناصر وسعيد بن يحيى وطارق التميمي في لبنان 1389ه تغيرت الأفكار! * بالمناسبة كيف ترى علاقة الناديين حالياً بعد ان كانت وطيدة آنذاك بعكس حالها اليوم وقد اعتراها بعض الفتور؟! - تغير الإدارات والأفكار سواء في الهلال أو الأهلي هو السبب في رأيي وهذا ما كنا لانتمناه لكن الأمل يظل قائماً ان تستمر تلك العلاقة العريقة وتدوم لأنها قامت على المحبة الصادقة والمصالح المشتركة. الوزير تألق في الوثب الطويل * كيف تحولت من ملاعب الكرة إلى ميادين ألعاب القوى؟! - نظام رعاية الشباب في الثمانينيات الهجرية كان يسمح للاعب بتمثيل ناديه في أكثر من لعبة ويومها كنت طالباً بمعهد التربية الرياضية في الناصرية وفيه مدربون لألعاب القوى أبرزهم السوري (عصام حمودة) الذي اكتشف موهبة السرعة لدي كعداء وبدأ يصقلي في المعهد ورسم لي برنامجاً اعدادياً ثم بدأت رعاية الشباب في تنظيم بطولات أم الألعاب للأندية وفعلاً بدأت أتألق في ال 100م وال 200م والحمد لله وفقت فيها وأخذ التنافس يشتد بين الهلال والشباب في مسابقات ألعاب القوى وهو ما دفعنا للبحث عن المواهب والتسابق على ضمها خاصة في المدارس والقطاعات ومعهد التربية وأتذكر بهذه المناسبة ان وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله كان أحد اللاعبين البارزين في الوثب الطويل وكان مميزاً في منتخب معهد العاصمة (الأنجال سابقاً) وكنت مسؤولاً عن العاب القوى بالنادي وحرصت على تسجيل سموه في نادي الهلال غير ان الشبابيين سبقونا إليه وسجلوه في كشوفاتهم. الأمير عبدالله الفيصل تكفل بعلاجي أربعة أشهر في بيروت.. ورادوي يذكرني ب «ابن مناحي» أفخر برقمي القياسي أحمد الله أنني كنت في يوم من الأيام قبل أربعة عقود من أفضل العدائين في ألعاب القوى ذلك لسرعتي الفائقة وأثناء إحدى المسابقات نجحت في ميدان الملز (الأمير فيصل بن فهد حالياً) بتسجيل رقم قياسي سجل باسمي في مسافة ال 100م بزمن (-،10،4) ثواني وظل هذا الرقم القياسي صامداً باسمي لأكثر من عشر سنوات قبل ان ينجح العداء البيشي في تحطيمه قبل عدة أعوام. ولازالت انظر بفخر إلى تمثيلي المملكة في العديد من المحافل الدولية لألعاب القوى في تونس والأردن واليونان وأولمبياد ميونخ 1972م الذي ركضت فيه على مسافة ال 400م. تركي السديري مثال للإداري الناجح إذا كان نادي الهلال قد نجح في تقديم عشرات النجوم الكرويين في مسيرته الطويلة فإنه بلا شك قدم العديد من القدرات الإدارية الناجحة ومن بينهم الأستاذ تركي عبدالله السديري الذي اعتبره من خيرة الإداريين الأكفاء الذين عرفتهم بنادي الهلال وكان مثالاً للإداري الناجح من خلال موقعه كنائب لرئيس الهلال في الموسم الذي حقق فيه الكأسين عام 1384ه . مع طلابه في المتوسطة النموذجية وبينهم محمد القاضي ومحمد الخيال 1388ه على هامش الذكريات * اعتز كثيراً بلقب (بيليه الوسطى) الذي اطلقه علي الناقد الرياضي السابق عبدالرحمن السماري. * سعد خليل (شفاه الله) ومنصور الجعيد زملائي في سباقات السرعة ال 100م وال 200م. * سجلت في كشوفات الهلال اللاعبين عبدالله الصغير ومحمد الخراشي وعبدالله اللحيدان وسهيل الزواوي والأخير لاعب كرة طاولة بجانب العداء الدولي هتيمي المنديل وهؤلاء كانوا طلابي في المتوسطة النموذجية. * زميلي المهاجم (الكبش) الذي ركض معي هو الآخر في سباقات ال (100م) وكان بارعاً فيها لسرعته الفائقة ومثلت الهلال كذلك في كرة اليد في بدايتها وكان المسؤول عنها المرحوم عبدالله بخيت. * بعد الاعتزال والعودة من أمريكا اتجهت إلى ميدان التدريب وعملت مساعداً لمانيلي وزاغالو وبروشتيش وكندينو وفلهو ونوغيرا و حصلت على عدة شهادات في هذا المجال. * دربت شباب الهلال بتوجيه من بعض هؤلاء المدربين لثلاثة مواسم حصلت فيها على بطولتي المملكة لموسمين. حميد جمعان يروي ذكرياته للزميل فهد الدوس العداء حميد ينطلق في إحدى سباقات 400م في الأردن (1393ه)