عاما بعد عام .. جيلا بعد جيل .. يورث الأباء ابناءهم الكثير من العادات والتقاليد وفي بعض الاحيان والازمنة يتعدى الامر ذلك فيورثونهم الحرف والمهن . مكةالمكرمة دليل حي على هذا التواصل بين الأجيال فبحنين إلى الماضي وذكريات الشباب يروي العم حسن الصبياني أحد أقدم أصحاب مطاعم الكباب في المركزية انه منذ ما يقارب ال 60 عاماً كان المئات من المكيين يتكئون على تاريخ طويل من المهارات التي مكنتهم من اكتساب ثقة المترددين ووسعت شهرتهم ، وكشف الصبياني صوراً من عصامية وتضحية قدامى الحرفيين بقوله إن صاحب المهنة كان معلماً وعاملاً في الوقت نفسه ، ويتذكر ان المحال التجارية كانت لا تعرف الكهرباء والثلاجات وتعتمد على الزير الفخاري . ويتذكر الصبياني أن كبار الطباخين في مركزية مكة كانا سيد فياض وحكمت فياض، وكان لهما مطعم أمام باب النبي ومن العائلات المشهورة بمكة التي عرفت بمهن وحرف في أسواق الحرم وتواصلت جيلا بعد جيل النقلي وأبو نار الذي اشتهر ببيع الحلويات والمكسرات ولم يغفل عائلة الكعكي التي تميزت في مجال الخبز . من جانبه يتحسر العم الستيني مطير الهذلي على ماض جميل سقاه بعرق كده طيلة ثلث قرن ، في الوقت الذي تجاهل ابنه تاريخ حرفة والده في مجال صناعة الجبن البلدي والعسل . ويرى أحمد حلبي إعلامي ومطوف أن الحاج القادم من الخارج يفضل البائع والتاجر المكي وأن إعادة توطين الأسواق الرائجة خاصة في مجال الأكلات الشعبية يجب أن تعود روحها من جديد إلى أسواق مكة ويرى أهمية إعداد تصور قابل للتنفيذ لجذب أبناء العائلات ممن اشتغلت في الحرف والصناعات والمهن القديمة بمشاركة الغرفة التجارية وجمعية مراكز الأحياء التي تتبنى أدوراً اجتماعية هادفة مع أهمية مشاركة أمانة العاصمة المقدسة وإمارة مكةالمكرمة لتحقيق ظهور البائع السعودي أمام الحجاج في منطقة تعتبر واجهة ومعرضا مفتوحا يعكسان حضارتنا وعمقنا التاريخي..