في حياة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع -إبان عمله أميراً لمنطقة الرياض- كثير من المحطات التاريخية التي كان لها دور حاسم ومؤثر في بناء المملكة الحضاري والسياسي، وصناعة موقعها في النظام العالمي ومكانتها بين الشعوب.. فلم يكن الأمير سلمان بن عبدالعزيز فقط حاكماً إدارياً لمنطقة الرياض، ولم يكن سموه إنساناً يغلب عليه الجانب الإنساني في ترؤسه لكثير من الجمعيات الخيرية والأعمال الإنسانية، لكن سلمان كان عيناً تسهر على رعاية عاصمة المملكة (الرياض)؛ لتنافس العواصم العالمية في التطور والبناء، وعين أخرى تسهر على أمن المملكة ضد أي جريمة أو حدث عاصف يهدد أمن عاصمة المملكة. صمام الأمان تضييق الحصار على المجرمين وسرعة ضبطهم وتقديمهم للمحاكمة وإرجاع الحقوق لأصحابها سلمان بن عبدالعزيز صمام الأمان للوطن، وقائد واع ومخلص ومتابع للجهود الأمنية، وموجه لها في الميدان، وحاضر في مسؤولية القبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة، وإرجاع الحقوق لأصاحابها، وتطهير أفكار الشباب من ملوثات الانحراف، من خلال توفير قنوات التوعية الأمنية في المجتمع، والوقوف جنباً إلى جنب مع رجال الأمن، ومواساة أبناء الشهداء منهم. ومن المحطات المضيئة في حياة سلمان بن عبد العزيز عندما عاشت العاصمة الرياض أجواء ومناخات الأحداث الإرهابية، والتي كانت من الجرائم المستحدثة على طبيعة المجتمع السعودي في ذلك الوقت؛ فوقف سلمان بن عبدالعزيز جنباً إلى جنب مع أخيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الداخلية بحنكته ووعيه وخبرته القيادية ونظرته الثاقبة والمتأنية في معالجة تلك الجرائم، وزيارة مواقع التفجيرات التي شهدتها العاصمة الرياض، وزيارة المصابين من رجال الأمن، وكذلك أبناء شهداء الواجب، ونقل تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لذوي الشهداء ومشاركتهم في مصابهم، ورفضة التام والقاطع لجميع أشكال تلك الجرائم؛ الوعي الأمني أساس في بناء الوطن والحفاظ على استقراره وحماية مقدراته وتطهير الأفكار من ملوثات الانحراف فكان صاحب السمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع دوماً ما يثبت للجميع في تعامله مع الجريمة على اختلاف نوعها أنه رجل يتمتع بكثير من الحس والوعي في موضوع مكافحة الجريمة؛ لقربة من صانع القرار الأمني، وهو أخوه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، ويظهر ذلك جلياً في بعض أقوال سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز في زيارته لمواقع التفجيرات التي شهدتها العاصمة الرياض، وزياراته للمصابين من رجال الأمن وفي مواساته لأبناء ضحايا التفجيرات من شهداء الواجب، وتأكيدات سموه لمكانة رجال الأمن في كل قطاع من قطاعات الدولة، ووصفهم ب"نعم الرجال ونعم المواطنين الصادقين". الملك فهد -رحمه الله- والأمير تركي والأمير سلمان يتلقون التدريبات العسكرية عام 1956 وتأتي تلك التوكيدات في كلمات مضيئة للأمير سلمان بن عبدالعزيز في أحد زياراته لمواقع تفجيرات وزارة الداخلية ومركز تدريب قوات الطوارئ الخاصة بالسلي، وزيارته مكان الارهابيين الذي اتخذوه في حي التعاون بالرياض، حيث قال الأمير سلمان في تلك اللحظة الحاسمة:( نشكر الله عز وجل الذي هيأ لهذه البلاد رجالاً يدافعون عن دينهم ووطنهم وشعبهم، وهذا ليس غريباً عليهم.. هذا عمل الآباء والأجداد، ومن أكثر الأشياء التي سرتني أنني رأيت من المصابين أو من رجال الأمن في المواقع التي زرتها الوحدة الوطنية الحقيقية عندما أرى هؤلاء الرجال ضباطاً وصف ضباط وجنوداً من كل منطقة، ومن كل إقليم، ومن كل محافظة ومن كل قبيلة مجتهدين يؤدون واجبهم الوطني..إن هذا هو الدليل الأصلح على قوة الوحدة الوطنية، ولحمة هذا الوطن، وأقول لكل القوات المسلحة في هذه البلاد الجيش والحرس الوطني وقوى الأمن بصفة عامة كل في مواقعه ومحله الحمد لله أديتم وتؤدون الواجب، وأقول لقوى الأمن بصفة خاصة والذين تعاملوا مع هذه الأحداث وتعاملوا مع أحداث غيرها في السابق لقد كنتم نعم الرجال، ونعم المسلمين ونعم المواطنين، ووطننا يستحق منا ان نخدمه وطننا الذي نعتز به، ووطننا مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومأوى رسول الله ومثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وطننا وطن العرب والعروبة كلنا نفديه كلنا جنود لوطننا كما كان آباؤنا وأجدادنا). محطات مضيئة كان الأمير سلمان دوماً وفي حربه على الإرهاب لا يعزل رجل الأمن عن الشعب السعودي؛ فدوماً ما يصف الجميع بأنهم شعب واحد لا فرق بين مواطن ولا رجل أمن؛ فعندما سئل سموه في حادثة تفجير مبنى الإدارة العامة للمرور في الرياض عن استهداف رجال الأمن ومقار أعمالهم، قال سموه "المستهدف هو الشعب السعودي كله.. رجال الأمن من هم؟.. ابناؤنا واخواننا وآباؤنا فلذلك رجال الأمن قائمون دائماً بواجبهم ولا يمكن يثنيهم أبداً بحال من الاحوال هذه الجريمة أوغيرها". ثم طالب سموه في كلمة للمواطنين إيماناً بدورهم أن المواطن هو رجل الأمن الأول.. أقول كلمة لإخواني المواطنين:"أنا واحد منهم نكون ثابتين على عقيدتنا على اخلاقياتنا على بلادنا نحميها من كل غاشم سواء من الداخل أو الخارج". ..ويعانق أحد المصابين من رجال الأمن في حوادث المواجهات الإرهابية أسر شهداء الواجب ومن المحطات الإنسانية المضيئة في حياة سلمان بن عبدالعزيز وقوفه جنباً إلى جنب مع أسر رجال الأمن المتوفين في الحوادث الإرهابية والجنائية؛ فدوماً ما تثبت مواقف سلمان بن عبدالعزيز قربه من منسوبي الأمن في كافة القطاعات الأمنية؛ فكان دوماً ما يتقدم المصلين على شهداء الواجب من منسوبي رجال الأمن ممن استشهدوا في جرائم الإرهاب، أو في الجرائم الجنائية أو من هم على رأس العمل، حيث كان يحرص سموه على زيارة أسر الشهداء من رجال الأمن، ونقل تعازي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لهم وسمو ولي عهده الأمين ووزير الداخلية، وكان دوماً ما يثني على البطولات التي قاموا بها من أجل الوطن ويصفهم بالمواطنين المخلصين. مكافحة الجريمة اعتمد الأمير سلمان بن عبدالعزيز -إبان عمله أميراً لمنطقة الرياض- في سياسته للتصدي للجريمة والحد من آثارها على الفرد والمجتمع في استراتيجية شاملة لمحاربة الجريمة بشتى أشكالها، وحرص سموه في ذلك الوقت، من خلال تأكيداته على المسؤولين الأمنيين أن تشارك جميع مؤسسات المجتمع في تنفيذ هذه الاستراتيجية، كل في مجال اختصاصه، ففي مدارس الرياض كانت تقام المحاضرات والندوات بالتنسيق مع رجال الأمن لبيان أضرار المخدرات والجريمة وتحذير الطلاب منها، وفي مساجد مدينة الرياض كانت تقام المحاضرات للتحذير من الجريمة ومخاطرها على الفرد والمجتمع وتحريم ارتكابها والتحذير من جرائم الإرهاب ومنافاتها لتعاليم الإسلام، وما تمثله الأعمال الإرهابية من اعتداء محرم على الأنفس المعصومة من المسلمين وغيرهم، وتفنيد مزاعم الفئة الضالة، التي تروجها التنظيمات الإرهابية لتبرير جرائمها أو كسب أي تعاطف معها وكانت تلك المحافل تشهد متابعة دقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع عندما كان حاكماً ً للرياض، حيث كان -حفظه الله- يتلقى التقارير من المسؤولين المكلفين عن تلك الأنشطة ويعطي مرئياته حول ما نفذ وما يجب تنفيذه. مواجهة الجريمة وواجه الأمير سلمان بن عبدالعزيز الجريمة بكل شجاعة وبكل جرأة، من خلال التوسع في افتتاح أقسام الشرطة في العاصمة الرياض، حيث أصبحت شرطة منطقة الرياض تغطي جميع أحياء مدينة الرياض بمراكز الشرط وفي القرى والهجر التابعة إدارياً لشرطة منطقة الرياض، وتجنيد كافة الطاقات والإمكانات المادية والبشرية لخدمة المواطن والمقيم المتضرر من الجريمة ومنع الجريمة قبل حدوثها، وكذلك فتح سموه باب مجلسة لاستقبال المتضررين من ضحايا الجريمة ومتابعة قضاياهم مع الجهات الأمنية حتى يتم القبض على الجناة واحالتهم للجهات القضائية. تكريم المتميزين ومن اهتمامات الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع بالأمن ورجال الأمن محطات تاريخية تبرز فيها الحكمة القيادية والصبر في معالجة الأمور للوصول بالبشرية الى شواطئ الأمان؛ فكان سلمان -حفظه الله- ببعده الثاقب دوماً مع رجال الأمن في أفراح وأتراحهم، فنراه يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت. وكانت من مواقفه -حفظه الله- طلبه ترقيه أحد أفراد دوريات الأمن من رتبة عريف لرتبة وكيل رقيب، وتقليد سموه للعريف صالح الحربي أحد منسوبي دوريات الأمن بمنطقة الرياض لرتبة وكيل رقيب كترقية استثنائية؛ نظير قيامة بأعمال بطولية أكثر من العمل المعتاد أدت إلى المحافظة على الأمن وكذلك التزامة بالأنظمة والتعليمات الخاصة بمراعاة الارتباط بالمراجع النظامية. ..ويؤدي الصلاة على شهدا الواجب وكان الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع حريصاً في علاقته مع رجال الأمن أفرادا وضباطاً على مشاركتهم في أفراحهم، وتهنئتهم عند صدور الأوامر الملكية الكريمة بترقياتهم للرتب التي تلي رتبهم العسكرية فكان سلمان -حفظه الله- لا يمانع بتعليق الرتب مهما كانت سواء للافراد أو للضباط، حيث يلبي رغباتهم ويستقبلهم في مكتبه العامر ويقلدهم رتبهم الجديدة تقديراً من سموه الكريم لمكانتهم ومواقفهم البطولية. مكتبة أمنية وفي إطار اهتمام سمو الأمير سلمان بن العزيز وزير الدفاع برجال الأمن والباحثين في مجال الجريمة وإجراء البحوث والدراسات للحد من آثار الجريمة على الفرد والمجتمع؛ أنشئت مكتبة الأمير سلمان بن عبدالعزيز الأمنية بكلية الملك فهد الأمنية للباحثين والدارسين، كما أنشئت قواعد المعلومات والبيانات الأمنية وتزودهم ببيانات ومحتويات الرسائل الجامعية والبحوث العلمية في المجال الأمني، كخطوة علمية تقنية متقدمة نحو مكتبة أمنية الكترونية عربية عن طريق مشروع (المرصد الأمني) الذي يطبق للمرة الأولى في الشرق الأوسط. وتأتي فكرة مشروع (المرصد الأمني) على تصميم قاعدة معلومات الكترونية تشتمل على بيانات ومحتويات الرسائل الجامعية والبحوث العلمية في المجال الأمني وترتبط بفهرس ببليوجرافي يتيح للباحثين الاطلاع على بيانات ومحتوى الوثائق المخزنة بالنص كخطوة علمية تقنية متقدمة نحو مكتبة أمنية الكترونية عربية، حيث تقوم المكتبة برصد أهم ما ينشر من دراسات وبحوث ورسائل جامعية في المجال الأمني بمفهومه الشامل (الجنائي، الصناعي، الغذائي، المائي، الفكري، الثقافي، الاجتماعي، الاقتصادي، البيئي..). وتضم الإنتاج الفكري في مجال العلوم الأمنية ذات الأهمية الخاصة وتعتبر مكتبة الأمير سلمان الأمنية بكلية الملك فهد الأمنية سداً للفراغ المتمثل في مجال صناعة قواعد المعلومات المتعلقة بالإنتاج الفكري في المجال الأمني، خاصة وان هذا الإنتاج ثري في علاقاته البينية مع التخصصات العلمية الأخرى، فنجد أنه يمتزج مع الإنتاج الفكري في مجالات شتى مثل القانون والطب والهندسة والعلوم البحتة والإنسانية فالمرصد الأمني إثراء ليس فقط للمتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات وللمتخصصين في مجال المعلومات الأمنية بل أيضاً للمتعاملين مع هذه العلوم من التخصصات الأخرى. وتهدف إلى خدمة الباحثين ورجال الأمن في الوطن العربي ومساعدتهم في الوصول لمصادر المعلومات الأمنية المتوفرة في مكتبة الأمير سلمان الأمنية، والتي تخدم تخصصاتهم العلمية واهتماماتهم البحثية، كما يهدف إلى إنشاء بيئة الكترونية تعمل من خلال شبكة الإنترنت لمواكبة الطفرة المعلوماتية السريعة وتغطية الاحتياجات البحثية وخاصة في المجال الأمني، بالإضافة إلى المساعدة في نشر الإنتاج الأمني وإتاحته (Accessibility) للمستفيدين، وكذلك إتاحة مصادر المعلومات الجديدة في المجال الأمني لرجال الأمن والباحثين والمهتمين وتسهيل عمليات البحث والوصول للمجموعات الأمنية بكل يسر وسهولة وربط المهتمين في مجال العلوم الأمنية بنقطة وصول واحدة (Access points) يتيح لهم التواصل فيما بينهم في مجال تخصصهم. ..ويكافئ أحد رجال الأمن برتبة استثنائية الأمير سلمان يقلد الخليوي رتبة لواء