بعبارات لم تخلُ من عبرات تحدث عدد من أعضاء مجلس الشورى حول وفاة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، معبرين عن تعازيهم الحارة لخادم الحرمين والنائب الثاني والأسرة المالكية والعشب السعودي بل والأمة الإسلامية والعربية، فرئيس لجنة الشؤون الصحية استهل بقوله "يحزن القلب وتدمع العين لفراق أمير الخير وراعي العمل الخيري محلياً وخارجياً". ومضي الدكتور عبدالله بن زبن العتيبي: هذا الأمير الذي سطر بأفعاله ومساهماته النبيلة ملاحم ناصعة ومشهودة وبذل في سبيل الإصلاح والبناء والتنمية جهوداً بارزه لشعبه وأمته، كان يستجيب لنداء المحتاجين والمعوزين ويفرج عنهم همومهم، وما إنشاء مدينة سلطان للخدمات الإنسانية، إلا شاهداً على حبه ورعايته واهتمامه لكل محتاج وعلى رأسهم فئات ذوي الاحتياجات الخاصة وممن يحتاجون إلى العلاج والتأهيل. مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية هي أيضاً كانت إضافة له - رحمه الله - وتنويع مثالي للعمل الخيري من خلال ما تقوم به هذه المؤسسة من برامج متنوعة ودعم غير مسبوق للبحوث العلمية وتوفير ما يحتاجه المعوقون من معينات بحسب فئاتهم واحتياجاتهم. وتابع العتيبي حديثه قائلاً: "أيضا لا ننسى أبدا أياديه البيضاء وأسبقيته في حملات التبرع التي تقيمها المملكة لمساعدة الأشقاء في الدول الإسلامية وتفريج ما هم فيه من هم وكرب" كل ذلك كان يتم رغم مشاغله العديدة ومهامه الجسام التي تولاها لكن جميع ذلك لم يكن يشغله عن فعل الخير والسعي له، فقد كان شخصية غير عادية، كان رجل دولة ورجل إنسانية واستحق أن يطلق عليه "سلطان الخير". وختم رئيس اللجنة الصحية: لا نملك إلا أن نرفع لخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي التعازي سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه خير الجزاء لما قدمه لدينه ووطنه. من جانبه عبر عضو لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب بمجلس الشورى عن شديد حزنه لوفاة الأمير سلطان وقال: "لئن مات سلطان جسداً فسيبقى بيننا روحاً وعملاً" وأضاف الدكتور طلال بكري: السبت أمس يوم حزين للوطن والمواطنين بل وللأمتين العربية والإسلامية وللعالم أجمع حيث فقد الوطن رجلاً من رجاله وقامة سامقة من قاماته.. مات سلطان جسداً لكن تشهد له أعماله الباقية بيننا التي بذلها في حياته من أجل رفعة الوطن والمواطنين. ويؤكد بكري على جهود الأمير سلطان الكبيرة في بناء القوات المسلحة السعودية وجعلها تقف في مصاف القوات المسلحة في الدول المتقدمة، ولئن كانت جهوده في المجال العسكري تذكر فتشكر فله إسهامات أخرى في مناحي الحياة السياسية والاجتماعية، فله دور محمود في صنع السياسة السعودية منذ بداياتها وشارك برئاسة وفود سعودية كثيرة على المستويين العربي والدولي. ويضيف الدكتور بكري: ورغم مشاغله الكثيرة فقد كانت أياديه البيضاء تمتد لكل محتاج داخل المملكة وخارجها وأعماله الخيرية تشهد له بذلك وما مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية إلا دليل على ذلك، وكم رأيناه وهو يواسي الضعفاء ويمسح على رؤوس الأطفال المعوقين والمحتاجين وبذل ماله للتخفيف من الآم المرضى، وكم كان له من مبادرات أسهمت في عتق رقاب وإعادة البسمة لأولئك الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من فقد الحياة. ولم تقف أيادي سلطان الخير عند ذلك، والحديث لبكري فله صفحات مضيئة في دعم القران الكريم والسنة النبوية وكانت له جوائز مالية كبيرة في هذا المجال ليكون الشباب في الداخل والخارج أكثر قربا من الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لقد دعم يرحمه الله كثيرا من المشروعات العلمية والبحثية في الجامعات السعودية الحكومة والأهلية. وامتدت الأيادي البيضاء لولي العهد الأمير سلطان من الداخل إلى الخارج فقد كانت له إسهامات علمية وخيرية في شتى بقاع العالم، وليس من السهل في هذه العجالة الإلمام بأعمال الفقيد الراحل الممتدة لأكثر من نصف قرن، ولكن حسبنا من القلادة ما طوق العنق. ورفع بكري اكف الضراعة إلى المولى الكريم بأن يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته وعظيم مغفرته وأن يلهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الصبر والسلوان. أمَّأ الدكتور عبدالمجيد البلوي عضو لجنة الإدارة والموارد البشرية عن صادق تعازيه ومواساته لخادم الحرمين الشريفين والنائب الثاني وكافة الأسرة المالكة والشعب السعودي والأمة الإسلامية في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد. وقال البلوي: بفقد أميرنا المحبوب فقدت الأمة والعالم واحدا من أبرز القادة الذين جندوا أنفسهم لخدمة دينهم ووطنهم وأمتهم والإنسانية جمعاء، فسموه رحمه الله نشأ على خدمة دينه وولاة أمره ووطنه ومواطنيه. وأضاف عضو لجنة الإدارة: الأمير سلطان له صفات وخصائص يندر أن تجتمع لأحد من ذلك الجود والسخاء والبذل والعطاء ومناصرة الضعفاء وسد حاجة المعوزين، حتى عرف ب (سلطان الخير)، فخيره ورعايته ودعمه شملت كافة أنحاء هذا الوطن وامتدت إلى العالم أجمع من شرقه إلى غربه، فما قدمه من أعمال البر في شتى المجالات الصحية والتعليمية والخيرية استفاد منها كثير من الناس، وتوج رحمه الله ذلك بإنشاء مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، وهي مؤسسة غير ربحية، وفر لها دعماً مالياً وميزانية سنوية للإنفاق على مناشط الخير المتنوعة لتتمكن من تحقيق أهدافها الإنسانية في رعاية المرضى والمحتاجين وتقديم العلاج لهم والعناية بهم، وتقديم الدعم للبرامج الطبية والتعليمية والتقنية، ومشاريع الإسكان. ولا نستطيع حصر أعمال الراحل رحمه الله والحديث للبلوي ولكن على سبيل المثال تم على نفقته وبتوجيهاته ومتابعته حفر الآبار، وبناء المدارس والمكتبات العامة والمساجد والمستشفيات ومراكز غسيل الكلى ، كما دعم إنشاء العديد من الكراسي والبرامج والجوائز العلمية في مختلف الجامعات المحلية والعالمية، فضلاً على اهتمامه الشخصي بخدمة كتاب الله الكريم والتشجيع على حفظه وتجويده من خلال دعمه للمسابقات الخاصة بحفظ القرآن الكريم ومنها جائزة الأمير سلطان الدولية لحفظ القرآن الكريم، وجائزة الأمير سلطان الدولية لحفظ القرآن الكريم للعسكريين. وأشار الدكتور البلوي إلى العناية المستمرة والحرص الدائم لولي العهد رحمه الله ودوره الرائد في تقديم يد العون والمساعدة خاصة في القضايا الاجتماعية التي يعاني منها المعوقين والمكفوفين فمن ذلك تبرعه قبل عامين بمبلغ 504 آلاف ريال سعودي لدعم تكاليف ونفقات 168 حاجاً يمنياً من المعوقين لأداء مناسك حج عام 1430ه، كما تبرع سموه بمبلغ 370 ألف ريال سعودي لدعم نفقات وتكاليف 37 من المكفوفين اليمنيين مع مرافقيهم لأداء مناسك العام ذاته. وختم البلوي حديثه ومن الأعمال التي تحضرني لسمو ولي العهد رحمه رحمة واسعة توجيهه قبل أيام آخر باستضافة الفائزين بالمراكز الأولى في جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين في دورتها السادسة لأداء فريضة الحج لهذا العام 1432ه. نائب رئيس اللجنة التعليمية والبحث العلمي الدكتور محمد آل ناجي رفع صادق التعازي والمواساة إلى خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز والأسرة المالكة ، والشعب السعودي في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وليّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، واصفاً وفاته بأنها فاجعةً عظمى، لا يملك الإنسان أمامها إلا الرضا والتسليم، بقضاء الله وقدره. ويشير الدكتور آل ناجي إلى ما عرف به الأمير سلطان من حبِّه لوطنه، وإخلاصه له، وتفانيه في خدمته وهو الذي نال ثقة والده المؤسس متقلّداً أكثر من منصب مهمّ في حياة الملك المؤسس، وأضاف "الأمير سلطان رجلٌ وفّى بما عاهد عليه ملوك المملكة وشعبها، وأخلص في أداء الأمانة الموكلة إليه من قبل ولاة أمر البلاد، وأسهم في تحقيق أمن البلاد ورغد العيش، ودعم مسيرة التنمية والتطور الذي عاشته ولا تزال تعيشه المملكة، فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته". وأبرز آل ناجي العطاءات الإنسانية لسمو الأمير سلطان رحمه الله وقال: "لقد كان للجانب الإنساني في حياته ثقلٌ كبيرٌ على شخصيته، إذ عُرف بالرحمة ورقّة القلب، وحبّ عمل الخير ومساعدة المحتاجين، وترجم ذلك في مؤسساته الخيرية التي خدمت داخل الوطن وخارجه، مثل مؤسسة الأمير سلطان الخيرية، ومركز الأمير سلطان لرعاية المعاقين، ومدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية، وغيرها، فكان رحمه الله قريب الدمعة، شديد التعاطف مع القضايا الإنسانية، مُبادراً إلى مدّ اليد البيضاء إلى من يحتاج العون والمساعدة، ولا عجب أن عُرف عند الشعب بلقب سلطان الخير، جعل الله ذلك ذخراً له يوم القيامة، وأكرم به مثواه حين يلقاه".