وسط تصاعد المأساة في قطاع غزة، حذّرت وكالات الأممالمتحدة من تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي وحصار خانق يمنع دخول المساعدات منذ أكثر من سبعة أسابيع. وأكدت الأونروا أن أكثر من 2.1 مليون إنسان محاصرون في القطاع ويتعرضون يوميًا للقصف والتجويع، في وقت كشفت فيه تقارير حقوقية أن الهجوم الإسرائيلي المتجدد منذ 18 مارس الماضي أسفر عن استشهاد 595 طفلًا و308 سيدات خلال أسابيع قليلة. وفي تصريحات صحافية، طالبت وكالة "الأونروا" السبت بإعادة فتح المعابر بشكل فوري وتجديد وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن إمدادات الغذاء والدواء والوقود والخيام ما زالت متكدسة عند المعابر، وتمنعها السلطات الإسرائيلية من الدخول. وشددت على أن "إسرائيل" تمنع تدفق المساعدات الحيوية منذ بداية مارس، بما يشمل لقاحات الأطفال والإمدادات الطبية والتجارية، ما فاقم الوضع الإنساني إلى حد غير مسبوق. بالتوازي، حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا"، من تدهور خطير في الأوضاع داخل غزة، مشيرًا إلى أن عدد الأطفال الذين يتلقون علاجًا من سوء التغذية ارتفع إلى 3600 طفل، مقارنة ب2000 فقط خلال الشهر الماضي. وتواجه الأمهات والأطفال صراعًا يوميًا من أجل البقاء في ظل النقص الحاد في المياه النظيفة والمواد الغذائية في مخيمات النزوح، خصوصًا في خان يونس، وسط انتشار أمراض تهدد حياة الآلاف. وقالت المتحدثة باسم "أوتشا" أولغا تشيريفكو إن الجهود الإنسانية الحالية لا تكفي، ما لم تُرفع القيود بشكل كامل وتُعالج الأسباب الجذرية للأزمة، مؤكدة أن استمرار إغلاق المعابر يهدد بانهيار شامل للخدمات الصحية والغذائية الأساسية. وفي السياق نفسه، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن النساء والأطفال تصدّروا قائمة ضحايا العدوان الإسرائيلي الأخير، إذ بلغ عدد الشهداء من الأطفال 595 طفلًا، ومن النساء 308 سيدات منذ استئناف القصف، ليضافوا إلى حصيلة إجمالية بلغت 18,044 طفلًا و12,402 سيدة منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023. وأشار المركز إلى أن ما يجري في غزة يمثل جريمة إبادة جماعية مستمرة، متسائلًا: "كم من الأطفال والنساء يجب أن يُقتلوا حتى يُعترف صراحة بأن ما يحدث هو جريمة إبادة؟. هذه الأرقام المفجعة تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة يوميًا تحت وابل القصف والجوع والحصار.