تتجه أنظار المستثمرين حول العالم إلى أسبوع اقتصادي هادئ في بدايته، ومتقلب في منتصفه، وصامت في نهايته، وذلك مع ترقّب صدور سلسلة من البيانات الأمريكية المفصلية، التي يُنتظر أن تعيد رسم ملامح السياسة النقدية وتوجهات رؤوس الأموال في الربع الثاني من 2025. ويأتي هذا الترقب وسط تصاعد التساؤلات حول قدرة الاقتصاد الأمريكي على الحفاظ على زخمه دون الدخول في تباطؤ، في ظل سياسة نقدية لا تزال في منطقة عدم اليقين. بداية هادئة ونهاية صامتة اليوم الاثنين وغدا والثلاثاء سوف يشهدان غياب بيانات مؤثرة، مع عطلة للأسواق الأوروبية، ما يضفي طابعًا هادئًا على افتتاح الأسبوع. أما منتصف الأسبوع فهو متقلب، حيث يشكل يوما الأربعاء والخميس ذروة الأسبوع بصدور مؤشرات PMI في القطاعين الصناعي والخدمي، بيانات مبيعات المنازل (الجديدة والقائمة)، إلى جانب تقرير مخزون النفط وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية. ويخلو يوم الجمعة من البيانات، ما يعزز من أهمية التفاعلات في منتصف الأسبوع. الاحتياطي على مفترق يسعى مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتحقيق التوازن بين كبح التضخم والحفاظ على النمو. وتشير التوقعات إلى أن بيانات ضعيفة قد تعزز الميل نحو وقف رفع الفائدة أو تبني نهج أكثر تيسيرًا. وبيانات قوية قد تبقي على نبرة التشديد النقدي، ما يضغط على الأسهم والسندات الحساسة للفائدة. ملاذ تقليدي تبقى أسواق النفط بين العرض والطلب، فانخفاض المخزون الأمريكي قد يرفع الأسعار بنسبة 3–5%، ويدعم أسهم الطاقة، فيما يشير ارتفاعه إلى تباطؤ صناعي يضغط على السوق. بينما يبقى الذهب مرشحًا للارتفاع، خاصة في حال ضعف بيانات سوق العمل أو تباطؤ النشاط الاقتصادي وفق مؤشرات PMI. سوق العمل تحت المجهر بيانات طلبات إعانة البطالة تكتسب أهمية خاصة، إذ يشير ارتفاعها إلى تدهور مرونة السوق واحتمال تباطؤ اقتصادي أوسع. أما الإسكان فيبقى في اختبار الفائدة، وأي تراجع حاد في مبيعات المنازل سيعكس الأثر السلبي لأسعار الفائدة المرتفعة على الاستهلاك والاستثمار العقاري. الدولار في الميزان البيانات القوية تدعم الدولار، فيما تدفعه البيانات السلبية للتراجع، ما يدعم العملات ذات العائد المرتفع. أما العملات السلعية مثل الدولار الكندي والأسترالي والنرويجي من المتوقع أن تتأثر بأسعار النفط، ما يجعلها عرضة لتقلبات قوية هذا الأسبوع. تفاعل عالمي الأسواق الأوروبية والآسيوية من المتوقع أن تتفاعل تفاعلا بشكل مباشر مع المؤشرات الأمريكية، لا سيما إذا جاءت مفاجئة، مع تغييرات مرتقبة في مراكز المستثمرين عبر القطاعات الصناعية والتقنية والطاقة. توصيات استثمارية يشكل الأسبوع هذا لحظة اختبار حقيقية للأسواق العالمية، مع تركّز الأنظار على بيانات قد تعيد رسم مسار السياسة النقدية وتوجهات رؤوس الأموال في المرحلة المقبلة. الترقب يسيطر، والمفاجآت واردة. وقد يساعد التفاعل السريع والمتابعة اللحظية للبيانات ومبيعات الإسكان لتعديل مراكز التداول. والتحرك في سوق الطاقة وتبني مراكز قصيرة مع ارتفاع المخزون، وطويلة في حال تسجيل انخفاض مفاجئ. والتحوط في السندات وشراء سندات الخزانة أو صناديق الدخل الثابت لتقليل المخاطر. كما يساعد الاحتفاظ بسيولة في الاستعداد لاقتناص فرص استثمارية في حال مفاجآت اقتصادية أو تطورات جيو سياسية.