كنتُ أظن أننا وحدنا في الشرق الذين لا يفلحون باختيار أسماء لمؤلفاتهم أو نتاجهم الفكري. فقد رأيت كتابا بغلاف ورقي ملوّن وأنيق وصقيل، في سوقنا المحلية عنوانه: هل الجن يتناكحون؟. ولا أعرف مادته لكان المؤلف لو اختار عنوانا آخر لكان في رأيي أجدى وأدق. لكنني عثرت على مؤلفات في الغرب أيضا تحمل عناوين مضحكة. واحد من تلك المؤلفات يحمل اسم: The Social History of The Machine Gun وترجمة العنوان لا يمكن إلا أن تكون (التاريخ الاجتماعي للمدفع الرشّاش!) واسم المؤلف: جون إيليس. والناشر: بانثيون بوكس – نيويورك 1975. ولن أقول إن هذه الأسماء جاءت نتيجة عزوف الناس أو بعض منهم عن شراء وقراءة الكتب فاتجه الكتاب الجدد الى وضع عناوين غريبة وفريدة على كتبهم الصادرة حديثا، فالحالة كما ترون منذ السبعينيات الميلادية. في سوق النشر الآن قصص بعنوان «لأجلك يا خروف» وعلى الغلاف صورة خروف وهيكل عظمي لإنسان يحاول افتراس الخروف. هناك أيضا عناوين مثل «مقهى المنتحرين» و«ثلاثة فناجين قهوة في الصباح»، و"امرأة من طابقين". ومرة أقول إن زج الكاتب بعنوان مختلف يشد انتباه القارئ أو يدفعه للقراءة حتى ولو كان العنوان لا يعبر كثيرا عن مضمون المطبوع فهو فقط يوجّه الأنظار إليه ويحاول تسويقه، حيث يثير القارئ المتابع من خلال العنوان الغريب ليجعله يشتري الكتاب ليشاهد ما بداخله وهل هو غريب كما عنوان الكتاب؟! كتاب في قائمة (أمزون) الحالية، لمؤلفه (دانيال ويلسون) ويقول تلخيصهHow to Survive a Robot Uprising: وترجمة العنوان: كيف تبقى على قيد الحياة عند ثورة الرجل الآلي! ويقول استعراض الكتاب ان الأدمغة الإلكترونية ستثور على البشر يوما لا محالة. وان الكتاب يخطط لك مناورة النجاة، ويعلمك كيف تنجو بنفسك..!، فقد يأتي دور الروبوتات للثورة على الإنسان. وعندئذ يطلقون على المرحلة "ربيع الإنسان الآلي". ويحتفظ بعض البريطانيين بكتاب اشعار دينية قديم صدر في العام 1854م اسمهDivine Poem لمؤلفه M. Thatcher لكون اسم المؤلف يتطابق مع اسم رئيسة وزرائهم آنذاك.