السؤال الذي يتداوله المجتمع ويطرحه الإعلام حاليا ماالذي يمكن أن تقدمه المرأة لخدمة قضايا المرأة أكثر مما كان قد قدمه الرجل بعد أن فتحت المجالس البلدية ومجلس الشورى لها؟ الاحتمالات التي طرحت عديدة ، بعضها أشعله الأمل بالحماس، وآخر أحبطه التشاؤم باليأس، فهل يمكن أن يكون دورها أكثر فاعلية أم أنها ستكون صورة تجمل نفس الإطار؟ الأيام القادمة قد تأتي بالخبر ، لكن الطريف في الأمر أنه توجد فئة وفي هذا الوقت بالذات تلوح بمخاوف جديدة وهي ظلم المرأة للمرأة وتسلطها! في أحد اللقاءات التي أذيعت في قناة محلية مع شخصية ما لتبدي فيها رأيها بقرار فتح المجال للمرأة لتنتخب وتُنتخب في المجالس البلدية ولعضوية مجلس الشورى حلق فيها مع المذيعة في فضاء آخر ليوضح نقاطا يراها هو قد تكون خافية على غيره وهو يشكك بشكل أو بآخر بأن تكون المرأة عونا للمرأة في قضاياها ! ويستدل على ذلك بما تعانيه المعلمات والموظفات من مديراتهن اللاتي لايقدرن ظروفهن الأسرية ويتعنتن في تطبيق القرارات على عكس الرجل الذي يظهر تسامحا أكثر مع المرأة، ويرأف بحالها ، وهو ناسٍ أو غافل بأن الدور هنا مختلف لأن المرأة فيه تنفذ ما يملى عليها فقط لكنها الآن قد تشارك أكثر في صنع القرار وأن الحرية الممنوحة لصاحب القرار لا تشبه الحرية التي يمتلكها منفذه! فهل ستبلو المرأة حسناً أم أنها ستخفق ؟ المنطق والعقل يقفان في صف المرأة هنا فماحك جلدك مثل ظفرك ومهما كان الرجل متفهما فإن نظرته لما يخص المرأة عادة ما تكون مختلفة. من لديه شك في ذلك فليستمع لما يقال في استراحات المحاكم النسائية لأنها صندوق العجائب المملوء بالقصص ترى فيها أشكالا مختلفة من النساء. ترى المتمرسة المتعودة على أجوائها وهي تنصح هذه وتلك بحكم خبراتها السابقة، وترى المستجدة وهي تتساءل حائرة عن ما يمكن أن تصل إليه من مطالب في أروقة المحاكم ودهاليزها. إحدى المطلقات كانت في نزاع مع زوجها على حضانة ابنتها ومع ان الشريعة الإسلامية كانت واضحة في هذه القضية تحديدا إلا أن قضيتها لم تحسم، وفي جلسة لها كانت تقص على من حولها من النساء المتعاطفات قصتها وكيف أن طليقها كان يؤذيها في ابنتها حتى إنه قد غير اسم ابنتها في الأوراق الرسمية نكاية بها، ولا يصرف عليها وهو الآن يحاول انتزاعها منها بشتى الطرق، اثنتان أو ثلاث ممن كن في ذلك المجلس أبدين ثقافة واسعة وخبرة لما مررن به من تجارب فقد كن مطلقات وما بين شجبهن واستنكارهن لضياع حقوق المطلقة والتساهل فيها، ومابين ما يحلمن به من تغير في الأوضاع التي عانين منها داخل المحاكم وخارجها، التعاطف والحماس قادهن لدعم تلك المستجدة بما يجب عليها فعله وقوله في الجلسة حتى المظهر كان لهن رأي فيه ولأن تلك المرأة كانت قليلة خبرة بأجواء المحاكم وأسرارها فقد تبرعت إحداهن بإعطائها جوربيها الأسودين وأخرى أعطتها قفازيها ليكمل الشكل المقبول فتظفر بقضيتها. مختصر الكلام عندما تكون المرأة جزءا في صنع القرار فإن خبراتها السابقة وأوضاعها ستكون حافزا لها فلا يستشعر النار إلا من اكتوى بها.