دعونا نعشْ أجمل الذكريات بيومنا الوطني الذي أتم فيه صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز بن سعود طيب الله ثراه توحيد أرجاء دولته المترامية الأطراف تحت مسمى المملكة العربية السعودية قبل واحد وثمانين عاماً مضت. دعونا نتخيل كيف ستكون حال جزيرة العرب لو لم يسخر الله لها ذلك الجهبذ وجعلها دولة واحدة تتربع اليوم على عرش المجد وتزاحم الدول العظمى في كافة المجالات الحضارية والإنسانية؟ أعتقد أنها ستكون دويلات ضعيفة بعضها في قمة الثراء، وبعضها في قاع الفقر والجوع ولتناحرت تلك الدويلات ودخلت في دوامة يحركها الطامعون في ثرواتها كيف شاؤوا يسرقون ما تحتويه خزائن أرضها من ثروات طبيعية من نفط ومعادن وغيره. ففي هذا اليوم الأغر يجب علينا قبل كل شيء ان نحمد الله ونثني عليه. بأن جعل قائداً عظيماً يخرج ليوحد هذه القارة على قلب رجل واحد. فالملك عبدالعزيز رحمه الله وأبناؤه الأشاوس ممن رحلوا.. وممن بقوا أمد الله في أعمارهم يبذلون بسخاء من أجل رفاهية ورفعة هذا الوطن تحت راية التوحيد الخضراء فطوروا البلاد لتضاهي أعظم الدول في كافة المجالات. وجعلوا الإنسان هو أغلى ثروات هذا الوطن وقدموا له كل ما من شأنه رفعة وعزة وحماية ليعيش حياة كريمة رافعاً رأسه عالياً. ولعل ثورات الربيع العربي قد أكدت لنا أصالة زعمائنا من عبدالعزيز إلى عبدالله حفظه الله الذين لم يبخلوا بما تملكه الدولة من ثروات في بناء الوطن والإنسان السعودي عكس أولئك الزعماء الذين كدسوا المليارات في حساباتهم السرية في بنوك العالم، ولم ينفقوا منها الا القدر اليسير لخدمة أوطانهم وشعوبهم. لذلك توقفت التنمية في بلادهم وذاق مواطنوهم الذل والإهانة في بلادهم وخارجها. ونحن بفضل الله ثم بفضل القائد المسدد الملك عبدالعزيز وأبنائه البررة الأشاوس ننعم بخيرات وبثروات بلادنا ونتقدم خطوات كبيرة في سلم الرقي التنموي والإنساني. ولو أنني أردت الحديث عن الملك الموحد وأبنائه الأكارم في أصغر جزئية في مسيرتهم لما وفيتهم حقهم ولو ألفت مجلدات كثيرة. ولعلي أكتفي بهذه الإلماحة وأدع الحديث في الجوانب الأخرى للمختصين والباحثين الأقدر مني في صياغة تاريخ المجد والعز الذي أورثنا إياه صقر الجزيرة وموحدها الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه.