الوطنية سهلة النطق صعبة التطبيق، ولكن هل نحن جميعاً طبقنا مفهومها الصحيح؟ فالوطن وطن لا يعوض مهما كانت المغريات، واليوم ونحن نحتفل باليوم الوطني بالتحديد بالذكرى التاسع والسبعين لتوحيد هذه البلاد المتناثرة والمتناحرة على يد المؤسس الباني المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه لابد أن يعرف جيلنا الحالي وأبناؤنا ما كانت عليه هذه الجزيرة قبل أن يقوم الموحد يرحمه الله بتوحيدها. * فقد قام الملك عبدالعزيز بإنقاذ من يقطن على هذه الأرض الطاهرة من الهلاك والسلب والنهب وفتك الأعراض والجوع والخوف إلى آخر ما يتصوره الإنسان في يومه ماذا سيجري له ولنذكر أبناءنا وأجيالنا القادمة على هذا الأسطورة وتاريخه المضيء فقد غامر بعمره ومن معه لإنقاذ آبائنا وأجدادنا من الهلاك المدمر الذين عايشوه في وقتهم قبل أن يقوم هذا البطل الفذ في هذه الملحمة التاريخية وقبل أن يخوض معركة التكوين حتى أصبحت بلادنا ولله الحمد بفضل الله ثم بفضل حنكة وسياسة البطل عبدالعزيز في مصاف العالم المتقدم بعد ما كانت مجموعة دويلات متناحرة والقوي يغلب الضعيف وعلى هذا المنوال سارت تلك الدويلات على التناحر. ولكن يقظة الملك عبدالعزيز استطاع أن يبني دولة حديثة على أسس قوية غير قابلة للاهتزاز وأسس لها نظاما قويا معتمدا على تحكيم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) وسار أبناؤه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد يرحمهم الله من بعده على هذا النهج الذي رسمه لهم المؤسس. وهكذا فإن العظماء في ذاكرة التاريخ يبقون أحياء حتى بعد موتهم، حيث يتركون بعد رحيلهم شواهد حية ناطقة تحكي مآثرهم وخبراتهم وجهودهم التي عم بنفعها من بعدهم وحين نتأمل ثمار ماقام به المؤسس الباني طيب الله ثراه في هذا التوحيد ندرك يقيناً أن الحياة في الجزيرة غير ممكنة بغير ذلك التوحيد. والآن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله يواصل مسيرة والده المؤسس واخوانه الذين سبقوه في تولي شؤون هذه الدولة الحديثة في مسيرة طويلة لبناء الإنسان السعودي وتسليحه ليكون قادراً على المسؤولية الملقاة على عاتقه فلم تبخل الدولة في هذا الشأن. وغداً يدشن حفظه الله جامعة الملك عبدالله العالمية للعلوم والتقنية ليستفيد منها المواطن وأبناء البشرية عامة وسط احتفالية عظيمة تتزامن مع اليوم الوطني يوم التوحيد. فلابد علينا نحن كمواطنين الالتفاف حول قادتنا والمحافظة على مكتسبات ومقدرات هذا الوطن وتفويت الفرصة على المتربصين والمغرضين لزعزعة هذا الوطن والنيل منه فلنكن صفاً واحداً مع قادتنا وولاة أمرنا ولنتذكر جميعاً ما كان عليه هذا الوطن قبل الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. * وأهالي منطقة القصيم إذ يهنئون قيادتنا الرشيدة في هذا اليوم الغالي على نفوسهم ليدعو الله أن يحفظ هذا البلد من شر الحاقدين. دمت يا وطننا شامخاً آمناً في ظل قيادتنا الحكيمة. * المدير الإقليمي لمنطقتي القصيم والشمال